الأحد 11/مايو/2025

الانتخابات بالضفة .. هل تبدد الضغوطات الأمنية آمال الانعقاد؟

الانتخابات بالضفة .. هل تبدد الضغوطات الأمنية آمال الانعقاد؟

من تهديد المرشحين إلى الاعتداء المباشر عليهم، وصولا إلى الاعتقالات وعرقلة الترشح وإعداد القوائم .. تنوع المخاض المتعسر للانتخابات البلدية بالضفة الغربية في ظل حرب مزدوجة من السلطة والاحتلال ضد القوائم المنافسة لحركة فتح، خاصة تلك التي يشتبه بدعمها من حركة “حماس”.

ويتضح من التقرير المفصل للشكوى التي تقدمت بها حركة “حماس” حول الانتهاكات الجارية في الضفة، وحصل “المركز الفلسطيني للإعلام” على نسخة منه، أن حملات ضغط ممنهج وتعطيل واضح تعرضت لها عشرات قوائم المرشحين لثنيهم عن المشاركة في الانتخابات، وبأشكال متعددة.

تهديد المرشحين
ووثق التقرير بالأسماء العديد من الحالات التي أقدمت فيها الأجهزة الأمنية على تهديد عشرات المرشحين والعاملين في الانتخابات، سواء بالاتصال المباشر أو بغيره من الطرق غير المباشرة، ووصل إلى حد التهديد بالمساس بشخص وعائلة المرشح أو من كان يسعى لتشكيل قائمة مستقلة، أو تهديده بفقدان وظيفته أو مصالحه الشخصية.

ومن أبرز الحالات؛ الاتصال وتهديد القيادي عبد الله ياسين من طولكرم، وهو تهديد موثق بالصوت.

 

وكذلك اتصال مخابرات السلطة على مرشح قائمة بيتونيا المستقلة خالد أبو البها، وتهديده وإجباره على الانسحاب.

 

كما تضمنت الاتصال على الدكتور معتصم بعباع من طولكرم، وإجباره على الانسحاب من قائمة الدكتور رياض عبد الكريم، وكذلك الاتصال من مجهول على ريما رياض بدير وتهديدها حال ترشحت للانتخابات في مدينة طولكرم.

وطال التهديد المحرر رشاد صوان، والمحامي محمد علي صوان من قرية إماتين قضاء قلقيلية، في حال الترشح على قائمة مدعومة من حركة حماس.

ووصل الأمر إلى تهديد العشرات من المرشحين المحسوبين على حركة فتح، الذين ترشحوا على قوائم منافسة لقائمتهم الرسمية، كما حدث مع يحيى شاور وجودي أبو اسنينة في الخليل.

وكذلك الضغط وتهديد مرشحي الجبهة الشعبية وإجبارهم على الانسحاب من القائمة التوافقية مع حركة حماس في بلدة عنبتا قضاء طولكرم.

واشتمل الأمر تهديد قوائم ومرشحين كانوا ينوون الترشح في كلٍّ من الدوحة والعبيدية والشواورة وتقوع وبيت فجار في بيت لحم، و بيت أمر في الخليل وعين يبرود في رام الله.

اعتداءات وإطلاق النار
ووثق التقرير حالات إطلاق النار على منازل مرشحين، كما جرى على منزل المهندس محمد دويكات عقب إعلانه الترشح لخوض انتخابات مدينة نابلس.

وكذلك إطلاق النار على منزل المرشح نور الدين خلف في قرية برقين في جنين، فيما هاجم مسلحون منزل الدكتور رياض عبد الكريم مرشح بلدية طولكرم، وهددوه وشتموه وأولاده.

وأقدم مجهولون على وضع زجاجة حارقة على سيارة فاروق عاشور في مدينة الخليل الذي أعلن أنه سيرشح نفسه.

اعتقالات السلطة
ووثق التقرير اعتقال الأجهزة الأمنية مواطنين ومرشحين وعاملين في العملية الانتخابية، تركزت غالبيتها في قلقيلية، إضافة إلى وجود العديد من الحالات في الخليل وطولكرم وسلفيت، ومن أبرز الحالات: اعتقال نادر صوافطة من طوباس قبل تسجيله القائمة وتهديده، ونعمان جربان من بلدة سيلة الحارثية، وأنور اعمير من بلعا قضاء طولكرم والضغط عليه لعدم الترشح.

كما طالت اعتقال يوسف القزاز من الخليل واستجوابه حول التحضيرات للانتخابات، أما في قلقيلية فاعتقل الأمن الوقائي: أحمد عفانة ومحمد غالب بدوان وعبد الهادي شبيطة وعدلي زكي مجد.

استدعاءات السلطة
ووثق التقرير عشرات الاستدعاءات التي وقف وراءها جهاز المخابرات والأمن الوقائي أفرج عن بعضهم بعد دفع غرامة مالية، فيما تعهد آخرون بسحب ترشحهم بعد الإفراج عنهم، منهم حسام حرب قضاء سلفيت، وأيمن جرادات وحكيم شلالدة ونادي موسى كوازبة وأحمد أبو سندس بالخليل.

كما طالت حذيفة شوقي ترابي من قرية صرة قضاء نابلس، فيما استدعي 8 من قلقيلية، و3 من سلفيت ونابلس.

تعطيل لتسجيل القوائم
ووفق التقرير؛ فقد أشرفت الأجهزة الأمنية وأعضاء ورؤساء مجالس سابقون على تعطيل مقصود لإجراءات الحصول على وثيقة براءة الذمة للعديد من المرشحين، مدللا على ذلك بما حدث للمرشح نصر اخليل من بلدة بيت أمر، وعواد عواد من بلدة عورتا، ووصل الأمر لإخفاء ختم مجلي قروي تلفيت، وعدم إنهاء إجراءات براءة الذمة للقائمة التي كانت تنوي الترشح هناك، فيما تغيب رئيس بلدية اليامون قضاء جنين يوما كاملا، الأمر الذي منع القوائم المنافسة من إتمام إجراءات الذمة.

الاعتقال والاستدعاء من الاحتلال
وشكلت اعتداءات الاحتلال وممارساته -بحسب التقرير- الوجه الآخر للحرب ضد القوائم المنافسة لفتح بالانتخابات، خاصة فيما يتعلق بحملات الاعتقال والاستدعاء بين الناشطين بالانتخابات.

واستعرض التقرير نماذج لهذه الاعتقالات؛ منها اعتقال الشيخ حسين أبو كويك ممثل حركة حماس في لجنة الانتخابات، واستدعاء نبيل النتشة وتهديده في حال تشكيل قائمة مدعومة من حماس في مدينة الخليل، واعتقال سليم يوسف الرجوب من دورا، بتهمة العمل للانتخابات.

كما اعتقل الاحتلال: فادي جرادات ورأفت وطه ووحيد وعبد المهدي شلالدة بعد ساعات من اجتماعهم مع عباس زكي للتوافق على قائمة مشتركة لمجلس بلدي سعير.

وجرى استدعاء وتهديد القيادي عبد الرازق خصيب من قرية عارورة قضاء رام الله، والذي كان يحضر لخوضه انتخابات البلدية.

وتلقى العديد من المرشحين اتصالات من مخابرات الاحتلال منهم فاروق عاشور وسوزان العويوي وفضل عابدين والمحامي عبد الحكيم فراح وعماد المحتسب وفهد أبو صبيح وعلي الأستاذ، وجميعهم من الخليل، وهُددوا حال شاركوا في قائمة مدعومة من حماس.

كما استدعى الاحتلال الشيخ جمال عطية من بلدة طوباس مرتين، بهدف الضغط عليه لعدم الترشح.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات