الجمعة 31/مايو/2024

هل تُسكت تهديدات السلطة صحفيي نابلس عن الحقيقة؟

هل تُسكت تهديدات السلطة صحفيي نابلس عن الحقيقة؟

لم يكن البيان الذي أصدره، الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري، في مهاجمة صحيفة القدس الفلسطينية، غريبا في طبيعة تعاطي أجهزة السلطة مع وسائل الإعلام والصحفيين العاملين بمدينة نابلس في ظل ما تشهده المدينة من حالة رفض شعبي لممارسات أجهزة السلطة في الأحداث الأخيرة.

ففي رده على افتتاحية صحيفة القدس التي جاءت تحت عنوان “لا بد من معالجة ومحاسبة جادة لجريمة القتل في نابلس”، قال الضميري “جريدة القدس التي طالما اعتبرت نفسها موضوعية وحيادية ومهنية طلعت علينا اليوم بافتتاحية أقل ما يمكن القول عنها إنها تخدم جهة سياسية، لتقبض ثمن انحيازها ووقوفها ضد القيادة والحكومة الفلسطينية، ومحاولة لابتزاز حكومة الوفاق بتبني مواقف سياسية تتناقض مع أخلاقيات مهنة الصحافة، وتتنافى مع المسؤولية الوطنية تجاه القضايا العامة”.

بدورهم، كشف صحفيون (رفضوا نشر أسمائهم)، في تصريحات خاصة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، تعرضهم للتهديد المباشر والمبطن من قبل جهات وقيادات في أجهزة السلطة، بهدف التأثير على طبيعة تغطيتهم لما يجري بالمدينة.

وقال مذيع في إذاعة محلية، إن أكثر ما أزعج أمن السلطة إجراء مقابلة مع نضال البزرة رئيس ملتقى رجال الأعمال في محافظة نابلس، والذي دعا إلى إقالة محافظ نابلس أكرم الرجوب، ونشرها على نطاق واسع.

كما أزعجهم قيام عدة مواقع إلكترونية في نابلس بنشر مقاطع فيديو لمسيرة وسط المدينة، تعالت فيها الأصوات بإقالة رئيس الحكومة الحمد الله، والمحافظ الرجوب، ورئيس جهاز الأمن الوطني أبو دخان.

وقال أدمن لصفحة محلية بنابلس على الفيس بوك إن ضابطا اتصل عليه، وقال كل منشوراتك تم تصويرها، وقريبا وقت الحساب.

بدوره، دان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الاتهامات واللغة التشكيكية والتحريضية التي استخدمها الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية اللواء عدنان الضميري، ضد صحيفة القدس، كبرى الصحف الفلسطينية، ويرى فيها رسالة تهديد لا تحتمل اللبس ومسًا مباشرًا بحرية الرأي والتعبير.
 
وقال المنتدى في بيان صحفي وصل “المركز الفلسطيني للإعلام“، نسخة عنه، إن استخدام الضميري  الكلاشيهات المعتادة للأنظمة القمعية والبوليسية مثل التآمر وخدمة جهات سياسية، وصولًا إلى حد الاتهام الفج بقبض الثمن، والادعاء بوقوفها ضد القيادة والحكومة، ما هو إلاّ انعكاس لضيق الأفق بأي رأي آخر، وترجمة لمساحة وسقف الحرية في ظل القبضة البوليسية والأمنية بالضفة.
 
واستغرب المنتدى من التطاول وكيل الاتهامات والادعاءات بلا أسس صحيحة، ضد أعرق الصحف الفلسطينية والتي تحمل اسم عاصمة فلسطين صامدة على أرض المدينة المقدسة، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن يقدم خطابًا إعلاميًّا يلملم جراح نابلس جبل النار، ويحقن الدماء والغضب المتفجر بعد حادثة الفتك الجماعية بالضرب حتى الموت التي اقترفها المفترض أنهم مكلفون بإنفاذ القانون!!.
 
ويرى المنتدى أن خطورة تصريحات الضميري تكمن فيما تتضمنه من اتهامات ومزاعم، ومحاولات تصنيف، يمكن أن تسهم في تأجيج المشاعر والتحريض ضد مؤسسة إعلامية عريقة، ما سيكون له تداعيات خطيرة، كما جرى من تأجيج وتحريض من مسؤولين بعد مقتل اثنين من الأجهزة الأمنية، وهو ما انتهى لاحقا إلى عملية فتك ثأرية بعيدة عن القانون من مكلفين بإنفاذ القانون.
 
وأشار البيان إلى أن هذه اللغة التحريضية والتهديدية التي جاءت في ظل سياسة واضحة وممارسة منهجية ليس فقط لتكميم الأفواه إنما قمعها بالقوة والنار، كما جرى الثلاثاء يوم الموافق 23/8/2016،  بمنع المحامي وائل الحزام من إجراء مقابلة صحافية على قناة القدس الفضائية، قبل إطلاق النار المباشر على منزله!!، وكما جرى في اليوم نفسه من احتجاز لمراسل قناة “فلسطين اليوم” الفضائية، مجاهد السعدي، أثناء تغطيته لأحداث الاحتجاجات في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وصولا إلى مداهمة القوات الأمنية لمكتب القناة، واحتجازه لبعض الوقت بحجة قيام القناة ببث مشاهد مباشرة للمسيرة الغاضبة التي خرجت تنديدا بإعدام أحمد حلاوة.
 
وأضاف:”يستشعر منتدى الإعلاميين خطورة هذه الأجواء البوليسية، وهذا القمع المباشر، والتهديد الصريح، في ظل الأجواء الحالية التي تشهد تحضيرات لإجراء الانتخابات المحلية المقررة في الثامن من الشهر القادم، والتي توجب إطلاق هامش الحريات بأنواعها، وضمنها حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، لا وضعها تحت طائلة التهديد والتحريض”.

وطالب المنتدى نقابة الصحفيين والجسم الصحفي بأسره بأن يكون لهم موقف من هذه الممارسات، كما يحمل الضميري أية تداعيات لهذه اللغة التحريضية أو إساءة أو اعتداء قد يمس المؤسسات الإعلامية، ويدعو الرئاسة والحكومة إلى وقف هذا التحريض الأعمى، ومحاسبة المتورطين في الاعتداء وتهديد الحريات الصحفية والعامة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات