السبت 27/يوليو/2024

استهداف المنظمات الدولية.. الحصار الإنساني بقالب أمني

استهداف المنظمات الدولية.. الحصار الإنساني بقالب أمني

لم يكن استهداف منظمة “الرؤيا العالمية” واتهامها بدعم أنشطة “إرهابية” حسب ترويج الاحتلال غريبا فهو ضمن سياق استهداف المنظمات الدولية العاملة في فلسطين، وهو إحدى المخططات الأساسية للاحتلال الصهيوني.

وتعتبر الجريمة الكبرى لهذه المنظمات بنظر سلطات الاحتلال، أنها تعزز صمود الناس وهذا يتناقض مع مخططات التهجير والتضييق والتركيع، لذلك يأخذ التضييق أشكالا مختلفة، ولأن سلطات الاحتلال لا تستطيع ظاهريا منع العمل الإنساني فتلجأ لذلك بطرق أخرى.

مراقبة المشاريعوكان جهاز الاستخبارات الصهيوني الخارجي “الموساد” شكل عقب حادثة سفينة مرمرة عام 2011 وضمن ما أسماه استخلاص العبر، جهازا أمنيا خاصا متخصصا في متابعة عمل المنظمات الدولية ولجان ومؤسسات التضامن مع الشعب الفلسطيني عبر العالم، بعدما استشعر ما رآه خطرا نتيجة دور هذه المؤسسات.

ويشير المتابعون لعمل المنظمات الدولية في فلسطين لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن عمل المنظمات الدولية أصبح بعد هذه الخطوة ضمن أعلى مستويات المتابعة الأمنية.

وينوه أحمد صبح الناشط في العمل الأهلي لمراسلنا إلى خطوة أخرى لا تقل خطورة أقدمت عليها سلطات الاحتلال منذ خمس سنوات، وهي تشكيل جسم رقابي متابع لعمل المنظمات الدولية والمحلية في فلسطين، وقد ألحق هذا الجسم أذى كبيرا بعديد مؤسسات في فلسطين.

ويضيف إن هذا الجسم يقوم على مراقبة مشاريع وأنشطة ومواقف المؤسسات المختلفة، وفي حال ممارسة أي مؤسسة تتلقى تمويلا دوليا عملا يعتبره الاحتلال مناهضا له، يتم التواصل والضغط على الجهات المانحة لوقف التمويل.

ورصد متخصصون بالمجتمع المدني في فلسطين لمراسلنا عديد حالات من هذا القبيل، ومنها الضغط على الوكالة الأمريكية للتنمية لوقف تمويل أي مؤسسة فلسطينية عضو في حركة المقاطعة الدولية (BDS)، ومن ذلك على سبيل المثال تم إيقاف منحة لمؤسسة في بيت لحم، ما كبدها ديونا كبيرة لأنها أصدرت بيانا دعت فيه لمقاطعة  منتجات الاحتلال.

كما ينشط هذا الجسم في التهديد والوعيد والتشهير بأي مؤسسة تضايق الاحتلال، ومن ذلك ما تقوم به هذه الجهة من التضييق على مؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان بعدما أسهمت عمليات توثيق انتهاكات الاحتلال ونشرها دوليا في إدانة دولة الاحتلال في مجالس حقوقية أوروبية وأممية، حيث تم الضغط على ممولين أساسيين لسحب تمويلهم، وتم توجيه رسائل تهديد للعاملين، وقد أدى ذلك لتعرض المؤسسة لضائقة مالية.

تركيع الناس

ويشير الناشط في المجتمع المدني والذي عمل في عدة مؤسسات دولية، محمد الشيخ، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن ما تعتبره المؤسسات نشاطا طبيعيا لا يعتبره الاحتلال كذلك، فمثلا يقوم ذلك الجهاز الأمني ( Israel NGO Monitoring ) وعبر الشاباك ومراقبة الإعلام وأدوات أخرى مثلا بفحص قوائم المستفيدين من عمل صحي أو إغاثي أو تنموي، وإذا وجد أن أسرة بها أسير أو شهيد استفادت من مشروع ما؛ يعتبر ذلك “دعما للإرهاب”.

وأضاف: “كثيرا ما يتم ابتزاز المنظمات الدولية بذلك، والهدف الفعلي هو تعطيل عملها في مهمتها الأساسية، وهي تقديم العون للناس بما يسهم في التخفيف عنهم”.

ويؤكد مراقبون أن الاحتلال وللأسف نجح كثيرا في هذا المجال منذ تأسيس هذا الجسم، حتى أن مؤسسات عربية وإسلامية عريقة أوقفت برامج دعمها لفلسطين لصالح العمل مع فئات منكوبة في مناطق آسيا وإفريقيا، لأن العمل في تلك المناطق لا يخضع للرقابة وسيف دعم الإرهاب المسلط على رقاب العاملين في فلسطين.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات