السبت 18/مايو/2024

حملة الاحتلال ضد المنظمات الدولية بغزة.. الأهداف والدوافع

حملة الاحتلال ضد المنظمات الدولية بغزة.. الأهداف والدوافع

لا تزال سلطات الاحتلال الصهيوني، في الآونة الأخيرة، ممثلة بترسانتها الإعلامية وأجهزة مخابراتها، تشن حملة شعواء وشرسة ضد المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في غزة، من خلال تلفيق التهم لعدد من موظفي تلك المؤسسات، واعتقالهم عبر “إيرز”، ولعل التهمة الأبرز هي التعاون مع حماس وتمويلها.

فقد اعتقلت قوات الاحتلال في نهاية حزيران/يونيو المنصرم مدير فرع منظمة “وورلد فيجن” المسيحية الأمريكية محمد الحلبي، أثناء مروره عبر حاجز بيت حانون “إيرز”، متهمةً إياه بتحويل مساعدات نقدية وعينية خلال السنوات الأخيرة تُقدر بملايين الدولارات إلى حركة “حماس”.

تفنيد الاتهامات
والدة المعتقل الحلبي أكدت بأن نجلها محمد اُعتقل دون أسباب أو اتهامات، وأن جميع الاتهامات التي نشرت عبر الإعلام “الإسرائيلي” جاءت دون أدلة أو اعترافات من محمد المعتقل في سجن المجدل منذ ما يزيد عن 50 يوماً.

وقالت: “الاتهامات التي وجهت له عبر وسائل الإعلام، عارية عن الصحة ولا تُصدق بسبب محدودية الدعم وحجم الرقابة على المؤسسة من لجان مستقلة وخارجية”، كما تقول.

كما نفت حركة حماس تلك الاتهامات، وأكدت أن الحلبي لم يكن يوما على اتصال معها.

منظمة “وورلد فيجن” الدولية، قالت إن “إسرائيل” وجهت الاتهام إلى مدير فرع المنظمة الخيرية في غزة، بتحويل ما يبدو أنه “مبلغ مستحيل” إلى حركة حماس.

وتقول وكالة الأمن الداخلي الصهيوني شين بيت، إن “محمد الحلبي حول مبلغ 7.2 مليون دولار سنويا إلى حماس على مدى خمس سنوات”، وتقول الوكالة إن ذلك يشكل 60 في المائة من ميزانية فرع المنظمة في غزة.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة في ألمانيا سيلفيا هولتن، الاثنين، إن ميزانية المنظمة الخيرية في غزة طوال العقد المنصرم بلغت 22.5 مليون دولار.

وأضافت أن المنظمة أوقفت عملياتها في غزة وسط تحقيقات.

وعلقت ألمانيا وأستراليا التبرع للمنظمة في غزة، وقالت هولتن: “ثمة فجوة كبيرة بين الأرقام التي تشير إليها الحكومة الإسرائيلية وبين الأرقام التي نعرف”.

حماس تنفي تسريبات مالية من “undp”
وفي موضوع ذي صلة، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الاتهامات الصهيونية حول تسريبات مالية من مؤسسة UNDP الدولية لصالح حركة حماس هي “ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة”.

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة، الدكتور سامي أبو زهري، في تصريح صحفي مكتوب تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه اليوم الثلاثاء (9-8)، أن هذه الاتهامات “تأتي في سياق مخطط “إسرائيلي” لتشديد الخنق والحصار على قطاع غزة؛ عبر ملاحقة المؤسسات الإغاثية الدولية العاملة في القطاع والتضييق عليها”.

وحذر أبو زهري الاحتلال الصهيوني من الاستمرار في هذه السياسة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة هذه الممارسات الصهيونية “التي سيكون لها عواقب خطيرة في حال استمرارها”، كما قال.

تقويض العمل الإنساني

“ما يحصل الآن من حملة شرسة تشنها إسرائيل ضد المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة هو تقويض لعملها الإنساني والإغاثي”.. هكذا وصف الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم الحملة عبر صفحته على “فيسبوك”.

وقال: “هذه الحملة تساهم في فضح وجه إسرائيل الحقيقي وجرائمها وفي مواجهة الحصار والأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الناس في قطاع غزة”.

ودعا إبراهيم، الشعب الفلسطيني لعدم الاكتفاء بالدفاع عن النفس والنفي، “بل هو بحاجة إلى مواجهة التحريض والادعاءات الإسرائيلية وتفنيدها، والقيام بحملات دولية ضد ما تقوم به، وهذا ليس دور المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني فقط”، كما قال.

وأشار إلى أنّ الحملة بحاجة إلى جهد سياسي ودبلوماسي والضغط على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الحصار، وكذب “إسرائيل”، واعتقال بعض المواطنين، والتشكيك في نظام العدالة “الإسرائيلية” والاعتقالات والتحقيق الذي يجري مع المتهمين المفترضين بأنهم يحرفون مسار المساعدات الإنسانية في غير طريقها الصحيح.

مخطط منهجي
من  ناحيته وصف المحلل الاقتصادي محمد أبو جياب ما يحدث بـ”المخطط المنهجي” الذي بدأ تنفيذه مؤخراً، مبيناً أنّ “إسرائيل” لا تنفك تبحث عن ذرائع واستخدام كل ما يمكن من أجل التضييق المالي والاقتصادي على قطاع غزة.

وقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ “المجتمع الدولي يسعى جاهداً لتفعيل الأوضاع على المستوى الاقتصادي والإنساني في غزة من خلال المشاريع الممولة والمؤسسات المانحة وبرامج الإغاثة والتشغيل، وهذا مالا يعجب إسرائيل، فتحاول ابتزازه من خلال تمرير الاتهامات نحو هذه المؤسسة أو تلك”.

وأشار إلى أنّ الاحتلال “الإسرائيلي” يحاول أن يبتز المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، ثم الضغط وتحصيل امتيازات على مستوى أكبر في مجال النفاذ على المستوى الأمني والمعلوماتي في هذه المؤسسات.

واختتم قوله: إنّ “إسرائيل تحاول أن تقول للجميع مطلوبٌ منكم أن تعطوا ولاء الشفافية والسلامة الأمنية لنا؛ لأننا نشكك بكم، ولأن موظفيكم الذين يعملون في غزة يسهلون وصول الأموال لحماس”.

خطورة الحملة

من جانبه؛ حذّر أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية من خطورة الحملة التحريضية التي تشنها سلطات الاحتلال الصهيونية تجاه المنظمات والمؤسسات الدولية.

وقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” هذه الحملة تمس بالمنظومة الإنسانية في ظل تردي الأوضاع التي يعيشها قطاع غزة، حيث ذكرت التقارير المختلفة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة أن قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية خانقة في ظل نسب الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق عالمياً.

وأشار إلى أنّ “إسرائيل” تسعى من خلال هذه الحملة لفرض الشروط على المنظمات الإنسانية لتعميق الأزمة الإنسانية، وتشديد الحصار.

وطالب الشوا، مؤسسات المجتمع الدولي المختلفة أن تقوم بدورها والتحرك العاجل من أجل رفع الحصار بشكل كامل والتخفيف من تداعيات هذا الوضع الصعب؛ من خلال الإصرار على تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني في إطار القانون الدولي.

يشار إلى أنّ أحد تقارير الأمم المتحدة أكّد أن 80% من الناس يعتمدون على المساعدات المقدمة من وكالة الإغاثة الدولية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة عن ارتقاء شهيد وثمانية إصابات، حيث وصلت إصابة بحالة مستقرة وصلت إلى...