الإثنين 17/يونيو/2024

سبسطية.. تهويد لـفسيفساء التاريخ

سبسطية.. تهويد لـفسيفساء التاريخ

على بعد 12 كم شمال غرب مدينة نابلس تقع بلدة سبسطية العريقة، التي يعود تاريخها للحقب التاريخية القديمة.

وبالرغم من أهمية المنطقة للفلسطينيين، وأهالي البلدة على وجه الخصوص، إلا أنها تعاني من إهمال متعمد من جهات عديدة، يقابلها اعتداءات احتلالية متواصلة على المنطقة للسيطرة الكاملة عليها، ومحاولة إسقاط روايتهم الدينية اليهودية على المكان.

إهمال واضح

وفي الآونة الأخيرة أصبحت المنطقة محط اهتمام المستوطنين، وجهات احتلالية مختلفة، خاصة خلال العامين السابقين، مع وجود زيادة كبيرة وملحوظة في عدد الزوار “اليهود”، خلال الأسابيع الأخيرة، ناهيك عن خفايا خبراء الآثار “الإسرائيليين” للمواقع الأثرية بالبلد.
 
يقول سكرتير بلدية سبسطية قدري غزل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن المنطقة تحتاج الكثير من الاهتمام للحفاظ عليها، ولكن للأسف الإهمال واضح، ولا يقتصر على المناطق المصنفة C؛ بل يتعدى الأمر إلى الآثار في وسط البلد، والتي تصنف B”.
 
وأضاف غزل، في منطقة الآثار عملت سلطات الاحتلال على تسييج كل منطقة الآثار في البلدة الرومانية؛ استعداداً لترميمها، وتهدد معظم المباني الفلسطينية التي بنيت على جانبها لتشجيع الساحة بالهدم.
 
وبحسب غزل؛ فإن كل ذلك يجري دون أي تعاون أو مراجعة للجانب الفلسطيني، حيث يفاجأ الأهالي بعمليات الترميم والتسييج في المنطقة دون معرفة الأسباب، بالمقابل تمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من أية عمليات ترميم هناك أو حتى تنظيف للمنطقة.

وأشار غزل أن مثل هذه الأعمال مخالفة للقانون والاتفاقيات الدولية التي تحرّم على سلطات الاحتلال العمل في المواقع الأثرية التي تحتلها، وتلزمها بحمايتها، وليس كما تفعل سلطات الاحتلال، والتي تقوم بنهب وتدمير هذه المواقع.

ويرجع تاريخ سبسطية إلى العصر البرونزي، عندما سكنها أقوام بدائيون، ويعتقد أنهم من قبائل الكنعانيين، وفي أوائل القرن التاسع ق.م بنى الملك العمري (أحد ملوك إسرائيل) مدينة أسماها (شامر) في موقع المدينة، ومنها جاء اسم السامرة.

وشهدت المدينة فترات ازدهار وفترات ضعف حتى اجتاحها الآشوريون عام 805 ق.م، واستباحوها مرة أخرى عام 721 ق.م، وانتهت مملكة السامرة، وجاء عهد الإسكندر الكبير 331-107 ق.م وتحولت المدينة إلى مدينة يونانية، إلى أن دمرت عام 107 ق.م نتيجة ثورة على الإغريق، وفي عام 63م أعاد الرومان بناءها، وسميت من يومها بسبسطية.

مخططات الاحتلال

من جهته، حذر الناشط الشبابي زيد زهري، من سكان البلدة، من مخططات صهيونية كبيرة تستهدف منطقة سبسطية الأثرية الواقعة غربي نابلس، وعزلها عن محيطها، منبّهاً أن هذه المخططات جاءت بسبب عدم وجود رؤية لدى وزارة السياحة الفلسطينية لحماية المنطقة وتنشيطها، ومضيفاً أن الدخول إلى البلدة سيصبح بتصاريح ورسوم مادية.
 
وأضاف زهري: “علينا ألا نسمح للمشاريع الإسرائيلية بالمرور، وأن تتحمل كل جهة فلسطينية مسؤوليتها تجاه سبسطية، وإيجاد خطوات تعمل على حماية الموقع وتشجيع المواطنين للتواجد فيها وزيارتها”.
 
ويوضح أن الموقع الأثري لسبسطية يقع في منطقة (ج)، وأن الموقع يعد نقطة جذب سياحية، وأراضيها تعود للفلسطينيين المقيمين في القرية، وأنه في عام 1970 أُعلن المكان حديقة وطنية باسم “شمرون” من ما تسمى “سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية”.
 
ويشير إلى تضاعف زيارة اليهود والمستوطنين خلال العامين السابقين والشهور الأخيرة تحديداً؛ حيث شهدت زيادة في عدد مجموعات المستوطنين الذين يزورون المكان أسبوعياً وأحياناً أكثر من مرة في الأسبوع، وهذا يتطلب تنسيقاً ودعماً عسكرياً.
 
ويؤكد صالح طوافشة، مدير عام حماية الآثار في وزارة السياحة الفلسطينية، أن سبسطية مدينة أثرية فلسطينية، احتلتها “إسرائيل” عام 1967، وهي تتمتع بأهمية كبرى من حيث الآثار الموجودة فيها، وتعدّ بمكوناتها أحد أهم المواقع الأثرية في فلسطين.

ونبّه إلى أن وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع بلدية سبسطية تتابع من كثب ما تقوم به سلطات الاحتلال من أعمال في سبسطية والمنطقة المحيطة، مؤكدًا أن “إسرائيل” لا تحترم الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي، وأنها كقوة محتلة تعمل على تدمير التراث الفلسطيني ونهبه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة ترتفع إلى 151

حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة ترتفع إلى 151

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الإثنين، إن عدد شهداء الصحافة الفلسطينية في القطاع، منذ 7 أكتوبر 2023...

صحة غزة: 37347 شهيدًا منذ بدء العدوان

صحة غزة: 37347 شهيدًا منذ بدء العدوان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة في غزة في التقرير الاحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الاسرائيلي المستمر لليوم ال 255...