السبت 27/يوليو/2024

القائد صلاح دروزة.. محطات حاضرة بعد 15 عاما على الاستشهاد

القائد صلاح دروزة.. محطات حاضرة بعد 15 عاما على الاستشهاد

السياسي الجامع، والداعية الناجح، والأب المثالي، والعسكري المحنك.. صفات قلّ أن تجتمع في شخص في آن واحد، ولكنها وجدت طريقها لتنطبق على الشهيد القسامي صلاح الدين دروزة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

في تلك المدينة وبين أوساط عائلة ملتزمة ولد وترعرع، ومن والده الذي عُرف عنه حب الخير والعمل الاجتماعي والدعوي تعلم، ومن تحديات الحياة وصعوباتها استلهم معاني النجاح والتفوق والعطاء والجهاد مسجلا محطات مضيئة في مسيرة العمل الدعوي والجهادي، يستحضرها مركز أمامة الإعلامي، في الذكرى الـ15 لاستشهاده.

درس شهيدنا المجاهد صلاح دروزة الثانوية العامة في مدارس نابلس بتفوق، قبل أن يلتحق في جامعة القدس أبو ديس- تخصص الأحياء، ليتزوج لاحقا من فتاة مقدسية أنهت الفيزياء من ذات الجامعة، لينجبا بعدها ثلاثة من الذكور ومثلهم من البنات، إباء ونور وآلاء وعز الدين ومحيي الدين وأسماء التي كانت تبلغ من العمر 9 شهور عند استشهاده.

ميادين العمل السياسي
نشط أبو النور في بداية مشواره في ميادين العمل السياسي في مدينة نابلس، الأمر الذي جعله هدفا لقوات الاحتلال التي اعتقلته أول مرّة عام 1989 إداريا لعدة شهور قبل أن يفرج عنه.

وفي عام 1990 أعادت قوات الاحتلال اعتقاله، ثم أبعدته بعد حوالي عامين مع أكثر من 400 من قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني المحتل، ليتولى آنذاك مسؤولية العمل الاجتماعي والإعلامي، وليكون حلقة الوصل بين المبعدين وذويهم من خلال تسهيل الاتصالات وتنظيمها.

بعد عودة مبعدي مرج الزهور وتحديدا في عام 1994 أعادت قوات الاحتلال اعتقال أبو النور مجددا لمدة 23 شهرًا بتهمة علاقته بخلية القسام التي اختطفت نخشون فكسمان.

ورغم مكانة أبو النور السياسية وعلاقته القوية ومواقفه الوحدوية وتوليه مسؤولية تمثيل حركة حماس في لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، إلا أن أجهزة أمن السلطة اعتقلته في سجونها مرتين.

العمل المقاوم
وإلى جانب عمله الاجتماعي والدعوي والسياسي لم يغفل الشهيد دروزة عن الرسالة والغاية التي عمل من أجلها حيث ميادين الجهاد والمقاومة، فقد نشط وتولى موقعا مهما في قيادة القسام الميدانية في نابلس، وكانت تربطه علاقة قوية بالشهيدين القساميين أيمن حلاوة وأحمد مرشود.

وكان الشهيد القسامي يتمتع بنحكة عسكرية كبيرة؛ فطوال عمله مع المجموعات العسكرية كان ينتحل كنية حركية باسم “راشد”، بالإضافة إلى استعماله أسلوب النقاط الميتة والإشارات المتفق عليها مسبقا للتواصل مع قيادات المجموعات.

بتاريخ 25/7/2001 خرج أبو النور صباحا من بيته في المنطقة الغربية من مدينة نابلس مودعًا أبناءه الستة، وما هي إلا دقائق قليلة فقط حتى انهمر على سيارته التي كان يستقلها وابل من الصواريخ التي أطلقتها طائرات الاحتلال، لتحيل جسده الطاهر إلى شظايا متناثرة منهية مسيرة من الجهاد والعطاء.

وقد خرجت نابلس عن بكرة أبيها ململمة الأشلاء وطافت بما تبقى من جسده الطاهر المحمول على الأكتاف، مرددة عهد الانتقام وقسم الوفاء له ولجميع الشهداء وليزمجر الجمالان الشهيدان منصور وسليم بأصواتهما متوعدين الاحتلال بالثار والانتقام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات