براء أبو ضهير .. أحلام مخطوفة وإرادة مسجونة

لملم أحلامه وحقائبه في آن واحد، والفرحة تغمر قلبه.. عاد إلى بلده ليمضي به أيامه الأخيرة قبل أن ينطلق لتحقيق حلم إكمال الدراسة الذي طالما راوده في اليقظة والنوم.. وصل الحدود وقلبه يكاد يقفز إلى الأهل ليخبرهم بأن سفره منذ شهور إلى تركيا والأردن قد أثمر وأينع، فإذا بخفافيش الليل تسرق فرحته ليتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الصهيوني عند وصوله إلى جسر الكرامة الفاصل بين الأراضي المحتلة من جهة والمملكة الأردنية الهاشمية من جهة ثانية.

براء أبو ضهير، شاب عشريني كغيره من الشباب الفلسطيني يحمل الكثير من الآمال ويمتلك الإبداع والمهارة والطموح الذي جعله يفكر بأن يكون مختلفًا عن أنداده، فخرج باحثًا عن فرصته الضائعة في موطنه منقبًا عن عمل تارة وعن حلمه في إكمال دراسته العليا تارة أخرى.

الدكتور فريد أبو ضهير المحاضر الجامعي في كلية الإعلام، والد المعتقل براء، يروي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” تفاصيل حياة نجله وصنوف المعاناة التي يتكبدها نتيجة استمرار اعتقاله في سجون الاحتلال الصهيوني.

ويشير أبو ضهير إلى أن نجله براء، المعتقل منذ ما يزيد عن 40 يومًا، في سجون الاحتلال الصهيوني، اعتقل أثناء عودته من رحلة بحث عن عمل وإكمال الدراسة من تركيا على معبر الكرامة الحدودي، مضيفًا: “أمضى براء عدة شهور في تركيا وقبلها الأردن عسى أن يجد فرصة عمل ضمن المجال الذي يحب، ومن ثم بدأ بالبحث عن فرص لإكمال دراسته الجامعية العليا (الماجستير) قبل أن يحظى بقبول في إحدى الجامعات الأوروبية”.

ظروف صحية سيئة

وتابع: “وأثناء عودته قامت مخابرات الاحتلال المتواجدة على جسر الكرامة باعتقاله وإخضاعه فيما بعد للتحقيق في مركز تحقيق بتاح تكفا في ظروف نفسيه صعبة للغاية”.

وذكر أبو ضهير بأن الواقع الصحي لنجله لا يحتمل استمرار اعتقاله نظرًا لتعرضه منذ صغره لحادثة سقوط عن مرتفع، الأمر الذي أدى إلى حصول كسر في الجمجمة ونزيف في الدماغ، وفقد النطق، وأصيب بشلل نصفي وتعرض لحالات عصبية فيما بعد على إثر تلك الحادثة قبل أن يبدأ بمسلسل علاج في بريطانيا استمر لفترة طويلة بدأت تخفف من تبعات الإصابة”.

وأشار الوالد إلى أن البراء لديه موهبة وشغف كبيران في التصميم ثلاثي الأبعاد على الحاسوب وأنه “منذ تخرجه من كلية الهندسة بدأ بصقل مهاراته وتدريب نفسه على ذات البرنامج إلى أن أصبح شغله الشاغل، حتى تمكن من أغلب تفاصيله ليبدأ بعدها بالبحث عن فرصة عمل في ذات المجال أو إكمال دراسته الجامعية”.

مصدر السعادة

وعن حياة ابنه الاجتماعية قال أبو ضهير: “براء رغم كل ما حصل معه  في صغره وانعكاسه على صحته، إلا أنه يعتبر مصدر سعادة لكل الأسرة؛ فهو يحب المرح والمزاح والجدل المفضي إلى الابتسامة وإن اختلف أي من أفراد الأسرة معه سرعان ما يجد نفسه مضطرًا للجلوس إليه نزولاً عند أسلوبه”.

وعبر الوالد عن خشيته على حياة نجله قائلاً: “براء إنسان مسالم، لم يعتد أن يتعرض لمثل هذه الجرائم، والاحتلال باعتقاله واحتجازه في مركز تحقيق سيئ يوجه ضربة قاسية له، وأخشى أن تؤثر على حالته النفسية والعصيبة”.

 وكشف أبو ضهير أن ابنه كان يستعد للسفر مجددًا إلى إحدى الدول الأوروبية خلال الشهور القريبة القادمة لإكمال دراسة الماجستير فيها، بعد أن استطاع الحصول على قبول منها، إلا أن هذا الاعتقال حطم حلمه وقضى على آماله التي لطالما تحدث عنها.