عاجل

الأحد 16/يونيو/2024

تعرّف على أصغر أسير في العالم.. الطفل شادي فراح

تعرّف على أصغر أسير في العالم.. الطفل شادي فراح

يحيط به سجّانو الاحتلال، وهو لا يعرف إلا الابتسامة، يظنها مشهدًا تمثيليًّا من تلك المسرحية التي كان يؤديها في مدرسته، كأنه لم يعِ بعد أن الموقف حقيقي، وأنه يحاكم بدعوى محاولة طعن، لكنه يصر أن يبقى في عالمه الخاص يشدو حبا للأقصى.. حكاية “قهر” أطفال فلسطين تتجسد في صورة شادي فراح (12 عاما) أصغر أسير في العالم.

وحرمت سلطات الاحتلال الصهيوني الطفل فراح من براءة الطفولة، منذ بداية اعتقاله بتاريخ 29 كانون الثاني الماضي، لحظة عودته من مدرسته في حي كفر عقب، وإخضاعه لجلسات تحقيق قاسية، بحجة وادعاء كاذب من الاحتلال نيته تنفيذ عملية طعن، برفقة زميله أحمد الزعتري.

رسائل الشوق
ومن خلف القضبان، يحمل الطفل شادي رسائل المحبة والشوق إلى أمه التي تتألم لغيابه صباحَ مساءَ، ولتكون تلك الكلمات هي معايدة الابن لأمه في عيد ميلادها، ولكنها ليس كأي معايدة.

ويقول الطفل الأسير في رسالته الورقية: “إلى أمي وعائلتي أريد أن أقول لك كل عام وأنتِ بخير، ولكن هذه المرة وأنا بعيد عنكِ، أريدك أن تبقي رافعة الرأس مثل شجرة النخيل، لا يهزها ريح ولا حتى زلزال، يا أمي لا تحزني لأن هذا اختبار من عند الله”.

ويكمل الطفل كلامه وبين حروف رسالته الحزن على بعده عن أسرته بقرار من سلطات الاحتلال الصهيوني التي تدعي العدل: “لا يجب أن تتحسري يا أمي على ما جرى، اليوم أقف أمام المرآة لكي أحاول أن أقتلع سيئاتي، وأجد إيجابياتي”.

ولم ينس الطفل إرسال كلمات الشوق والمحبة إلى أهله وأصدقائه، وليختم رسالته بـ”أحبك يا أمي”.

اشتياق في رمضان
اعتقال الطفل شادي، حرمه مشاركة أهله فرحة الصيام في شهر رمضان، الذي جاء ليزيد شوقهم إليه يوماً بعد يوم، وليزداد ذلك الشوق بفقدانه بحي سميراميس شمالي القدس، مع غياب صوته عن الحارة، التي اعتادت على سماعه أثناء فترة السحور.

الحنين يزداد في رمضان لشادي

وتقول والدة الطفل فراح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “اشتقنا لشادي الذي كان يحضّر عصائر التمر الهندي واللوز بيده، ومبادرته بمشاركة الشباب المسحّرين بالطبل والمناداة، ليوقظهم إلى موائد السحور، وليعود بعد صلاة الصبح”.


تأجيل ومماطلة
وتعرّض الطفل القاصر في سجون الاحتلال لتحقيق قاسٍ،  لجأ  فيه المحققون منذ اللحظات الأولى إلى أسوأ أساليب التحقيق بحقه وزميله؛ بتعريتهما من ملابسهما وسكب الماء البارد في ظل الأجواء الباردة حينها.

وأجّلت المحكمة المركزية بالقدس المحتلة محاكمة المقدسي شادي، ومدّدت توقيفه حتى الـ 7 من ديسمبر القادم، بهدف التنغيص على حياته وأهله، ومحاولة في انتزاع اعترافات  بالقوة وتحت أساليب التعذيب النفسي والجسدي.

وتوضح والدة الأسير أن ابنها اعتقل من شارع رقم ١ بالقدس المحتلة في المحطة مع زميله أحمد الزعتري، ونُقلا فور اعتقالهما لمركز التحقيق “المسكوبية”، لتوجه لهما تهمة حيازة سكين ومحاولة طعن، وتم التحقيق معه دون وجود محامٍ أو الأهل.

وعن أساليب التعذيب التي استخدمت في التحقيق؛ بينت الأم أن شادي تعرض للتنكيل في محاولة لانتزاع الاعتراف بالقوة؛ حيث خلعوا ملابسه وأبقوه تحت التكييف، تزامناً مع المنخفض الجوي.

وأكدت أن شادي أصرّ على إنكار التهم التي وجّهت له، وقال للمحقق “أنتم تتبلو علي، أنا ما عملت شي، وما كان بيدي شي، شوف الفيديو ما في بيدي شي”.

بيئة احتجاز صعبة
وأقدمت سلطات الاحتلال بعد الانتهاء من فترة التحقيق وحجزه بالمسكوبية لمدة ٥ أيام، على نقله إلى مؤسسة خاصة بالمعتقلين القاصرين في شمال فلسطين في مدينة طمرة بالجليل الأعلى، تضم بينها معتقلين بتهم جنائية وأخلاقية.

ابتسامة تتحدى السجان

وتتفاوت أعمار المحتجزين في تلك المؤسسة من 15 عامًا فأكثر، ما يؤثر على حياة الطفل شادي والذي يعاني من وضع نفسي صعب جراء بعده عن عائلته وإخوانه، وأنه غير متأقلم مع بيئة السجن الجنائية، بكونه معتقلا أمنيا يختلف عنهم.

وتقول “في المحكمة المركزية الصهيونية تم حلق شعر شادي كعقاب وتعذيب نفسي كونه كان يحب شعره”.

وتقوله والدته لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “مخاوفنا عليه تزداد يومًا بعد يوم، ومكوثه هناك يشكل خطراً على حياته”، مبينةً أن جلسات المحاكمة تعقد بفترات متفاوتة، وبلغ مجموعها ١٥ جلسة، في كل مرة يتم تأجيلها.

وتشير الوالدة إلى أنه خلال زيارة شادي تلاحظ أنه دائم الابتسامة، رغم ظروف الاعتقال القاسية.

وتسمح سلطات الاحتلال، بزيارة أسرة الطفل شادي له، كل أسبوع مرة واحدة، على حسابهم المالي الشخصي، والذي يشكل عائقاً  لهم وعبئاً مادياً كبيراً، ما يؤثر على طبيعة الزيارة وأوقاتها المتفاوتة، حسبما تقول الأم.

تميز دراسي ورياضي

الجمباز هواية مقيدة بفعل الاحتلال

وتقول الوالدة “نحن كأهل طفل معتقل نعاني من بعد وفراق شادي عن البيت؛ فهو طفل له حضوره، ومتفوق في دراسته ويتميز بذكائه، ومتفوق في مادة الرياضيات، وهو عضو في مجموعة سفراء فلسطين للدبكة والفنون الشعبية، ويمارس الجمباز”.

وسنّت قوات الاحتلال العديد من القوانين لشرعنة اعتقالها الأطفال والقاصرين وتقديمهم للمحاكمة وبالتالي سجنهم بالأحكام العالية؛ ما يعني تدمير مستقبلهم وطفولتهم البريئة، ضاربة بذلك كل مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي التي توجب حماية الطفولة لا انتهاك حقوقها.

وتشير عددٌ من الإحصاءات والتقارير الحقوقية إلى أن سلطات الاحتلال تحتجز في معتقلاتها ما يقارب 400 طفل، يعيشون ظروفًا صحية وإنسانية قاسية، وينتظر عدد منهم أحكامًا عالية قد تصل إلى المؤبد.

ومن بين الأطفال المعتقلين عشرات القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا، حيث يجري احتجازهم في ظروف بالغة السوء فضلا عن التعرض للتعذيب والتنكيل.

وفيما يلي رسالة شادي لوالدته:

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات