كي مون: الاحتلال دمر حياة الفلسطينيين
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الاحتلال “الإسرائيلي” دمر حياة الفلسطينيين.
وأضاف كي مون خلال مؤتمر صحفي له بغزة صباح اليوم الثلاثاء (28-6): “يجب أن أكون واضحاً، ما يقرب من خمسين عاما من الاحتلال كان له أثر مدمر على حياة الفلسطينيين، ولم يجلب الأمن للإسرائيليين” على حد قوله.
ووصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، صباح اليوم الثلاثاء، قطاع غزة، عبر حاجز بيت حانون “إيرز” شمال القطاع، في زيارة وداعية تستغرق يومين إلى قطاع غزة والضفة الغربية و(إسرائيل)، برفقة وفد مكون من 34 شخصاً.
حصار قطاع غزةوأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) على قطاع غزة، يشكل عقاباً جماعياً، مطالباً بمحاسبتها على ذلك.
وقال كي مون في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي عقده في مدرسة الزيتون الإبتدائية في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، عقب جولة قام بها على عدد من المشاريع خلال زيارة قصيرة إلى غزة: “الفلسطينيون في غزة لهم مكانة كبيرة في قلبي، ولقد زرت غزة أربع مرات في العشر سنوات التي عملت بها كأمين عام للأمم المتحدة، لقد قمت شخصيا بمشاهدة آثار الحرب المدمرة، وأنا معجب جدا بقدرة الفلسطينيين على مقاومة آثار هذه الحروب، ولقد قاموا بعملية البناء رغم كل الصعاب والعقبات التي واجهتهم في هذه الحروب”.
وأضاف كي مون “أشكر المانحين، حيث قمت للتو بزيارة المستشفى القطري لإعادة التأهيل هنا في غزة، وأشكر كل المانحين على جهودهم في إعادة إعمار غزة، وتقريباً 90% من المدارس والمستشفيات تم إعادة إعمارها، والكثير من المنازل تم إعمارها ولكن هناك الكثير أيضاً من الذي يجب أن يفعل”.
وتساءل كي مون “هل نستطيع بناء الحياة؟ هل نستطيع إعادة هؤلاء الذين عانوا مرارة هذه الحروب؟ هل نستطيع أن نعالج كل ما كان خلف هذه المرارة من المعاناة؟ هل نستطيع أن نؤكد وجود المحاسبة وأن يكون هناك محاسبة ضد من قاموا بعمليات في غير العدالة؟ هل نستطيع أن نخلق فرص عمل وجزءا من الحياة حتى يكون استقرار؟…إجابتي نعم”.
وأضاف: “أنا أعرف من تجربتي شخصياً؛ قد رأيت بلدي كوريا وكيف استطاعت أن تنجو وتعيد بناء نفسها من الحرب، أنا أعرف ما الذي يعنيه أن لا يكون بيت لك موجود وأنت تعيش الخوف في حياتك ومستقبلك، وأنا أعرف أيضاً ماذا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل لكي تساعد”.
المحاسبة على الحصار
وخاطب أهالي القطاع قائلاً: “إن الأمم المتحدة دائماً معكم ونحن نعرف تماماً ما هي صعوبات الحياة التي تعيشونها”، مشدداً على أن “حصار غزة يخنق الناس هنا ويدمر اقتصادها ويعيق عمليات إعادة الإعمار، مؤكداً أنه “عقاب جماعي ويجب أن يكون هناك محاسبة على ذلك”.
وأردف كي مون “اليوم وفي زيارتي القصيرة هنا، الناس يعيشون في أقل من 12 ساعة من الكهرباء في اليوم، و70% من سكان قطاع غزة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ونصف شباب غزة الآن ليس لديهم وظائف، حتى أفق وجود هذه الوظائف غير موجود، هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأنه يولد الغضب واليأس ويزيد من احتمالات التصعيد في الأعمال العدائية، والذي من شأنه يزيد من معاناة شباب غزة”.
وتابع: “يجب أن أتكلم بوضوح وبصراحة عن الصعوبات غير المقبولة، التي يواجهها الناس في قطاع غزة، نتكلم عن الإذلال، عن الاحتلال، عن الحصار والإنقسام بين القطاع والضفة الغربية، فلسطين واحدة، وغزة والضفة الغربية يجب أن يتم توحيدهما تحت حكومة فلسطينية ديمقراطية وشرعية واحدة، تعتمد على القانون ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، وكل إمكانيات التطور في قطاع غزة ستكون محدودة”، لافتاً إلى أن مسؤولية المصالحة الفلسطينية تبقى في يد القادة الفلسطينيين.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن شكره لكل موظفي الأمم المتحدة في قطاع غزة وفي كل فلسطين، قائلاً: “نحن هنا لنساعد الشعب الفلسطيني لكي يحقق طموحاته، وخدمة الفلسطينيين هي خدمة للإنسانية”.
“حل الدولتين”
وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الزعماء الفلسطينيين و(الإسرائيليين) على إعطاء الأمل لشعوبهم باتخاذ خطوات ملموسة في اتجاه السلام.
وأكد كي مون خلال المؤتمر صحفي “حل الدولتين عن طريق التفاوض يظل الخيار الوحيد القابل للتطبيق لمنع استمرار الصراع ولتحقيق التطلعات المشروعة للشعبين الفلسطيني و(الإسرائيلي)”.
وخلال حديثه تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى المواجهات الجارية مع الاحتلال، مشيراً إلى أنها لن تكون مجدية وفقاً لرؤيته.
وكشف النقاب عن “أن اللجنة الرباعية للشرق الأوسط بصدد الانتهاء من إعداد تقرير متوازن وعادل حول الوضع والعقبات فيما يتعلق بحل الدولتين”.
ودعا القادة الفلسطينيين و(الإسرائيليين) إلى الانخراط مع اللجنة بهذا الشأن، وتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات ذات مغزى”.
وأكد أن قادة الجانبين يحتاجون إلى المسارعة في اتخاذ خطوات ملموسة لاستعادة الأمل والأفق السياسي حتى يتسنى للشعبين (الإسرائيلي) والفلسطيني أن يريا طريقا إلى السلام، وليس مستنقعا من العنف المتكرر” وفقاً لتعبيره.
وتعتبر زيارة كي مون الأخيرة إلى فلسطين، بعد تركه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة نهاية العام الجاري، بعد 10 سنوات من توليه له.
ومن المقرر أن يلتقي كي مون بعد ذلك برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، ، ثم برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء اليوم في مدينة رام الله.
ويشار إلى أن “كي مون”، قد زار قطاع غزة آخر مرة في شهر تشرين أول/ أكتوبر 2014، حيث استغرقت الزيارة ساعات، اطلع خلالها على آثار ما خلّفه العدوان الصهيوني الأخير على القطاع والمساعدة في جهود إعادة الإعمار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
“أثبتي غزة”.. أسد المنابر يترجّل ويترك رسائل الصمود نارًا ونورًا لمن بعده
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام "أثبتي غزة".. هذه الرسالة التي كان يجوب بها "أسد المنابر" الشيخ الداعية المجاهد الشهيد محمود سمور "أبوعبادة" منابر...
طلاب بجامعة “برينستون” الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام بدأت مجموعة من الطلاب في جامعة برينستون الأميركية، السبت، إضرابا عن الطعام، تضامنا مع أبناء الشعب الفلسطيني في...
تقرير: 1242 اعتداء للاحتلال ومستوطنيه في الضفة خلال نيسان
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا 1242...
تدمير منزل واشتباكات .. شهيد برصاص الاحتلال في دير الغصون بطولكرم
طولكرم- المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن على الأقل برصاص قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرت -فجر السبت- منزلاً في بلدة دير الغصون شمال طولكرم...
لليوم 210.. كتائب القسام تواصل التصدي لجيش الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 208 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
حماس: عازمون وقوى المقاومة على إنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الجمعة، أنّها عازمةٌ بالتشارك مع قوى المقاومة الفلسطينية على إنضاج الاتفاق...
نقص السيولة ينذر بكارثة اقتصادية في غزة ودعوة لسلطة النقد الفلسطينية لفتح البنوك
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن مشكلة عدم توفر السيولة بعد توقف مصادر النقد في القطاع تنذر...