الإثنين 12/مايو/2025

سناء الحافي.. مقعد الأم الشاغر من نصيب أفنان

سناء الحافي.. مقعد الأم الشاغر من نصيب أفنان

لا يمكن القول أن غياب الأسيرة سناء الحافي للمرة الثانية في رمضان أكسب أبناءها خبرة التكيف مع مقعدها الشاغر في كل مهمات البيت المعنوية والمادية.

وكان الاحتلال اعتقل الأسيرة الحافي (44 عاما)  وهي في طريق عودتها من زيارة عائلتها بمدينة رام الله وحكمها سنة ونصفا بتهمة “تحويل أموال لكيان معادٍ”، حسب نص المحكمة الصهيونية.

ويعيش أبناء الحافي السبعة أجواء خاصة في شهر رمضان يفتقدون فيه لمساتها على كل شيء في البيت؛ خاصة مائدة الإفطار التي غابت عنها وحثها لهم على صلاة الجماعة والقيام.

الأم الصغيرة
حين اعتقل الاحتلال سناء كانت ابنتها الصغرى أفنان في امتحانات الثانوية العامة يومها تخطت حاجز غيابها بصعوبة لتجد نفسها الآن الأم الثانية في البيت.

تحاول أفنان (19 عاما) أن تقوم بمعظم مهمات أمها الأسيرة خاصةً رعاية شقيقها الأصغر علي (12 عاما) وتولي مهمة إعداد مائدة الإفطار.

تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “هذا ثاني رمضان نعيشه ولا زلنا نشعر بفراغ كبير فلا أحد يعوض مكانها، فهي أساس البيت في رعايتنا برمضان”.

خلال السنة الماضية اكتسبت أفنان خبرة القيام بمهمات الطبخ؛ خاصةً بعد أن عجزت شقيقتها الكبرى عن الحضور لإعداد مائدة الإفطار نيابة عن الأم الأسيرة بسبب ظروفها الصحية.

وتتابع: “مرت السنة الأولى لي في كلية الإعلام بجامعة الأقصى مقسمة بين مهمات البيت والدراسة، وها قد أتى رمضان الذي افتقدها فيه على السحور والإفطار فغيابها صعب”.

قديماً كانت أفنان تتأثر بما ينشره الإعلام عن أبناء الأسرى؛ لكنها اليوم باتت تعيش لوعة فراق أمها التي لا تتواصل معها إلا عبر الرسائل الشفوية التي تحملها خالتها المقيمة في القدس أو محامية الأسيرات التي تزورها كل أسبوعين.

مهمات الأبناء
في منزل الحافي تسير الحياة في رمضان بنسق منتظم خاصةً بعد أن قسم الأبناء السبعة (6 أبناء وبنت) مهمات البيت الرمضانية بينهم وبين شقيقتهم (أفنان).

يقوم عبد الحميد يومياً بإعداد مائدة السحور، فيما تظل مائدة الإفطار من مهمات أفنان التي تستعين بشقيقتها المتزوجة التي تتدخل مراراً عبر الهاتف لتكون المائدة أفضل.

ويتولى كل من إسماعيل ومحمد مهمة غسيل الملابس التي تخضع كثيراً للتأخير في ظل أزمة الكهرباء، بينما يبقى الطفل الأصغر علي (12 سنة) ساعي البريد الذي يحضر الطلبات من خارج البيت.

ويتولى ابنها البكر أيمن (28 عاما) مهمة الحديث عن معاناة والدته إلى وسائل الإعلام، وكثيراً ما يظهر في فعاليات الأسرى ملقيا كلمة أهالي الأسرى وشارحاً معاناتهم.

ويقول عبد الحميد إن رمضان الماضي شكل صدمةً كبيرة لهم، بينما يشعرون في رمضان الحالي بغياب دورها الإرشادي وهي تذكر بالصلاة والقيام.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “نحتاج للمستها وصوتها في البيت قبل كل شيء، الآن وقد اقترب موعد الإفطار أتذكر حركتها وهي تحضر الطعام”.

وحملت كافة الأسيرات المحررات من سجن “هشارون” واللواتي عشن مع الأسيرة الحافي، تفاصيل كثيرة لابنها عبد الحميد الذي حافظ على الاتصال بكل واحدة منهن والسؤال عن أمه.

عن ذلك يضيف: “قبل 20 يوما خرجت أسيرة اسمها دلال حدثتني عن دور أمي وحياتها في السجن فكونها أكبرهن سناً كانت بمثابة أم لهن، وكانت تعد لهن الطعام وتدرس معهن أحكام التلاوة”.

ويعدّ أبناء الأسيرة سناء الحافي السبعة الأيام المتبقية لأمهم خلف القضبان على أحرَ من الجمر أملاً في اجتماع شملهم من جديد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....