الأحد 11/مايو/2025

الركود بأسواق نابلس يخطف البهجة من نفوس التجار والباعة

الركود بأسواق نابلس يخطف البهجة من نفوس التجار والباعة

غابت مشاعر البهجة في نفوس التجار والباعة في خان التجار وسط مدينة نابلس، بسبب حالة الركود وقلة الإقبال على الشراء خلال أيام شهر رمضان الفضيل، في صورة تعكس الوضع الاقتصادي الصعب لأغلب الأسر الفلسطينية.

ويعد خان التجار في مدينة نابلس، مؤشرا للواقع الاقتصادي في المدينة، فهو الذي يكتظ عادة بالزوار من مختلف المدن والقرى، إما للشراء أو لمشاهدة معالم مرّ عليها الزمان، فكل من يعبر طريقه يحمل معه حكايات نقشها العابرون منذ زمن، ليسترجع المارة نقوشا وتصاميم تحكي لهم عن ماضي الأجداد.

  ركود اقتصادي
بالرغم من ضجة خان التجار وأزمته التي تكاد أن تصل إلى اللامعقول في أواخر شهر رمضان، إلا أن أحمد خولي أحد العاملين في محل الخاروف كان له رأي آخر في ذلك، يقول لمراسلنا: “صحيح أننا نشاهد الزوار الكثيرين لهذا المكان ولكن يعبرون دون أن يشتروا شيئا، وكل توجههم يكون للمؤسسات الكبرى الموجودة على أرصفة الطريق ظنا منهم أنه أسهل لهم من حيث عمليات الشراء وتوفر كل ما يحتاجونه”.

ويؤكد خولي “أن هناك ركودا اقتصاديا تعيشه الأسواق، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وأحيانا درجات الحرارة الشديدة التي تلعب دورا كبيرا في قلة الحركة وقدوم الناس للشراء خاصة في فترات الصباح”.

يقلب قنوات التلفاز منتظرا أن يشاهد ما يملأ فراغه، وينهي حالة الملل التي تعتري المكان، عميد خضير صاحب محل العروسة البيضاء يقول: “في كل صباح ننطلق إلى العمل نأمل الرزق من الله، ولكن أوضاع السوق في هذه الفترة خصوصا بقدوم شهر رمضان المبارك فهي تشهد هدوءا نسبيا لحركة السوق، ولكن مع الاقتراب من آخر الشهر تزداد عمليات الشراء”.

وأضاف أن في كل سنة جديدة تأتي إلينا فإنها تحمل معها وضعا اقتصاديا صعبا، فخلال السنوات الماضية كان الوضع الاقتصادي أفضل بكثير من السنة.

وضع اقتصادي سيئ
يجلس على كرسيه أمام محله ويضع يده على خده يتأمل المارة تارة وبضاعته المعروضة تارة أخرى ينتظر من يقدم له لشراء الأحذية، محمد شبارو صاحب معارض شبارو للأحذية يعبر عن استيائه للوضع الاقتصادي الذي تعيشه مدينة نابلس، يقول لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “بالرغم من قدوم الزوار إلى المدينة، ولكن مدينة نابلس تعيش وضعا اقتصاديا صعبا للغاية، ولا ندري إلى أين سيذهب بنا نهاية المطاف”.

ويضيف شبارو “أن الوضع الاقتصادي الصعب يؤثر علينا كشباب، فكلٌّ منا يأمل في أن يستقر في حياته ويكون صاحب منزل وعائلة، ولكن مع استمرار هذا الوضع فإنه لن يقدم أي شاب على الزواج”.

وتقول المواطنة نجوى غانم من إحدى قرى غرب نابلس، أثناء تجولها في وسط مدينة نابلس، أن الأسعار غالية الثمن في خان التجار، فكان الحل لها التسوق من البسطات، لأن سعرها أرخص.

ويشير رجل الأعمال مهند الرابي المدير العام لمجموعة ديارنا للعقارات وإدارة الحدث، إلى أن الوضع الاقتصادي غير مطمئن، وهناك غياب لرؤية وإستراتيجية اقتصادية على المستوى العام، مما ينعكس سلبا على الأسواق وكل مناحي الاقتصاد الفلسطيني.

ويقول لمراسلنا إنه يجب الإسراع في تقييم الواقع الحالي والخروج بتوصيات عملية للخروج من المأزق الاقتصادي الذي في حالة استمراره سيؤدي إلى فرار رأس المال الاستثماري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات