الجمعة 10/مايو/2024

كارلو ستاف الفلسطيني وديمومة انتفاضة القدس

غسان مصطفى الشامي

لا تزل العقدة الأمنية تسيطر على أركان الجيش (الإسرائيلي) والمسئولين الصهاينة، في ظل استمرار انتفاضة القدس وديمومتها، وتحقيق نتائج مهمة من خلال تنفيذ العمليات الاستشهادية البطولية بين الفينة والأخرى من خلال شباب القدس والخليل في قلب مدن الكيان الصهيوني آخرها عملية (تل أبيب) البطولية، والجميع شاهد الخوف الهستيري على الصهاينة خلال تنفيذ عملية (تل أبيب).

وقد عقد المسؤولون الصهاينة الكثير من ورش العمل العسكرية والأمنية والاجتماعات المطولة والمؤتمرات لمناقشة كيفية القضاء على انتفاضة القدس ووقف العمليات الفدائية في قلب الكيان، إلا أن نتائج هذه الاجتماعات صفر كبير، ولا زال النجاح الذي حققه الفدائيان في القدس المحتلة والعمليات البطولية التي نفذوها تمثل تحديا أسطوريا للعدو في اختراق حصون أجهزة الأمن (الإسرائيلية) وتمكن الفدائيين الفلسطينيين من الوصول إلى الأهداف المحددة وتنفيذ العملية البطولية بنجاح كبير.

وآخر المؤتمرات الأمنية العسكرية الهامة التي عقدت في الكيان الصهيوني قبل أيام مؤتمر (هرتزيليا ) السنوي، والذي يشارك فيه النخب من القادة الأمنيين والعسكريين والشخصيات المسئولة في الكيان، والذي تحدث عن الأخطار المستقبلية المحدقة بالكيان، وقد اعترف رئيس شعبة المخابرات العسكرية في الجيش (الإسرائيلي) “هرتسي هليفي” خلال افتتاح أعمال المؤتمر بوجود تحديات أمنية كبيرة تواجه الكيان، على الرغم من أن (إسرائيل) من أقوى دول الشرق الأوسط عسكريا وتكنولوجيا، ولها جيوش نظامية-حسب قوله- إلا أن أجهزة الأمن الصهيونية المهترئة ضعيفة أمام تحدي وصمود الشباب الفلسطيني الذي يقود شعلة انتفاضة القدس والتي حققت الكثير من النتائج الهامة وأوقفت مخططات تقسيم القدس الزماني والمكاني.

إن عملية (تل أبيب) البطولية التي اخترقت حصون التطور التكنولوجي العسكري والأمني الصهيوني جددت الديمومة والحيوية لانتفاضة القدس في شهر رمضان المبارك، بل أعادت القدس في واجهة المشهد السياسي والإعلامي، وحققت نتائج كبيرة رغم أن منفذيها استخدموا سلاح (كارلوستاف) السويدي بدائي الصنع الذي يعود تاريخه للحرب العالمية الثانية عام 1945م.

ورغم التطور العسكري والتكنولوجي في الكيان إلا أنه لم يسيطر كاملا على الأوضاع في القدس المحتلة، ولا زالت الانتفاضة مشتعلة، ويواجه الكيان الصهيوني في كل لحظة مفاجآت لا يحمد عقباها آخرها العملية البطولية التي نفذت في مدينة (تل أبيب) الصهيونية، التي أسفرت عن مقتل ستة من الصهاينة بينهم ضابط في وحدات النخبة (الإسرائيلية)، وقد شكلت هذه العملية البطولية النوعية صدمة كبيرة للمسؤولين في الكيان، والتي تأتي بعد أسابيع قليلة من انضمام اليميني المتطرف (أفيغدور ليبرلمان) وزيرا في حكومة (نتنياهو) الفاشية، حيث لم يستوعب (ليبرلمان ) الحدث والضجيج الكبير من حوله، وهو في أول أيامه في وزارة الدفاع (الإسرائيلية) وقد وعد المجتمع الصهيوني بإنهاء انتفاضة القدس ووقف العمليات الاستشهادية وعمليات الطعن والقتل في قلب مدينة (تل أبيب).

إن عملية (تل أبيب) البطولية جعلت وزير الدفاع الصهيوني (ليبرمان) يعيش في هستيريا شديدة، وعقد مع رئيس الوزراء الفاشي (نتنياهو) العديد من الاجتماعات الطارئة التي تمتد لساعات طويلة لمناقشة كيف استطاع شباب الخليل تنفيذ عملية (تل أبيب) مستخدمين سلاحا بسيطا بدائي الصنع، حتى أن (نتنياهو) ووزير دفاعه الفاشي قاموا بعدد من الزيارات لمكان العملية وأهالي القتلى الصهاينة، وطمأنتهم بعدم تكرار مثل هذه العملية.

إن عملية (تل أبيب) البطولية كبدت الكيان الصهيوني خسائر كبيرة على كافة المستويات، خاصة أن المدن الصهيونية في الصيف تستقبل المئات من السياح الصهاينة وتنظم لهم برامج سياحية وترفيهية وزيارات لمدينة القدس المحتلة؛ كافة هذه الأمور أثرت عليها بشكل كبيرة عملية (تل أبيب) البطولية .

إن شبان القدس والخليل سخروا كافة طاقاتهم وإمكاناتهم في البحث والتفكير والإعداد للعمليات الاستشهادية البطولية التي تؤلم العدو الصهيوني وتهوي بمنظومة أمنه، ورغم الصعوبات الأمنية والاستخبارية وملاحقة خلايا المقاومة في القدس والضفة المحتلة من قبل العدو الصهيوني، إلا أن شباب القدس والضفة المحتلة تحدو العدو وصنعوا التاريخ من خلال صناعة أسلحة بدائية الصنع وأحزمة ناسفة وقنابل قتالية، وأعدوا خططا عسكرية تمكنهم من الوصول لقلب المدن الصهيونية وتنفيذ عمليات فدائية بطولية تؤكد على صيرورة المقاومة واستمرار انتفاضة القدس؛ حتى أن الضباط الصهاينة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اعتبروا استخدام الشبان الفلسطينيين في القدس والضفة المحتلة الأسلحة بدائية الصنع وتحقيق نتائج كبيرة يمثل تحد كبير أمام منظومة الأمن (الإسرائيلية) التي فشلت في وقف لهيب انتفاضة القدس، كما أن العملية البطولية الأخيرة في (تل أبيب) مقدمة لفشل وزير الدفاع الجديد (ليبرمان) في سياساته العنصرية الإجرامية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

إن التطور العسكري والتكنولوجي الذي يتغنى به الكيان الصهيوني لن يستطيع القضاء على انتفاضة والقدس ووقف ديمومتها، وذلك لأنها انتفاضة إصرار وتحدّ فلسطيني يعبر عن روح المقاومة في القدس المحتلة، وعن الغضب الكبير الذي يحمله المقدسيون ضد الكيان الصهيوني بسبب جرائمه بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

تحقيق صحفي يكشف انتهاكات صارخة ضد أسرى غزة

واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن جوانب من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرى قطاع غزة...

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...