الإثنين 12/مايو/2025

العمل الخيري في غزة.. يشكو الحصار وانخفاض التمويل

العمل الخيري في غزة.. يشكو الحصار وانخفاض التمويل

عادةً ما تعيش المؤسسات الخيرية بغزة في رمضان وقت الذروة، الذي لا يمنح موظفيها ومديريها فسحة الاستراحة، وهم ينفذون المشاريع ويلبون حاجات الفقراء، لكن ومنذ سنوات تشكو مؤسسات خيرية الحصار وضعف التمويل، ورغم ذلك تؤكد أنها مستمرة في تقديم يد العون للفقراء والمحتاجين الكثر في غزة.

ويتجاوز عدد من يقبعون تحت خط الفقر أكثر من (70%)، في حين بلغت نسبة البطالة أكثر من (47%)، في ظل تواصل أزمة الحصار ورواتب الموظفين والكهرباء التي تزيد من صعوبة الحياة.

عمل موسميّ

ويكشف أحمد الكرد منسق مؤسسات العمل الخيري في غزة عن تأثر مشاريع رمضان للسنة الحالية، بسبب الحصار والحروب، التي أصابت كثيرًا من دول العالم العربي والإسلامي.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “بدأت المساعدات توزَّع على دول عدة تعاني الحروب مثل سوريا واليمن والعراق وليبيا، بينما قلّت لغزّة، التي تعاني آثار الحروب والحصار وازدياد عدد الأسر المحتاجة”.
 
ويقول إن عدد المساعدات قلّ عن الأعوام السابقة، في حين زادت عدد الأسر المحتاجة، فظهرت فجوة تمنع المؤسسات الخيرية من الوصول لما يقدر بـ200 ألف أسرة.
 
أما باسم الهباش مدير أكبر جمعية خيرية بغزة تكفل (20 ألف يتيم)، يبدو حالها أفضل من نظيراتها، فيؤكد أنهم يوزعون كل رمضان (20-30) ألف طرد غذائي، متوقعاً أن يقتربون هذا الموسم من أرقام المواسم الماضية.
 
ويتابع في حديثٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: “علاوة على مشاريع إفطار الصائم والسلّة الغذائية أدخلنا السنة سلّة السحور، وقد نصل فيها إلى 10000 سلّة، وكذلك إفطار الصائم على الطرقات، ووزعنا حتى الآن 500 وجبة”.
 
“بالخير جئناكم”

وتكيّفاً مع ازدياد الفقر؛ أطلقت جمعية الرحمة بخان يونس مشروع “بالخير جئناكم”، وهو مشروع يقدم مساعدات عينية ونقدية للأسر المحتاجة، ويقول مدير الجمعية محمد المصري، إن جمعيته تقدم كل رمضان المساعدات لـ10000 مستفيد، لكن الموسم الحالي ضعيف بسبب أزمة التمويل رغم اقتراب منتصف رمضان.
 
ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام: “وصلنا حتى اليوم فقط لقرابة 3 آلاف من أصل 10 آلاف، لأننا نعاني ضعفًا في تمويل مشاريعنا، ووزعنا 2500 طرد غذائي و1000 وجبة إفطار، وافتتحنا معرض ملابس الفقراء الذي يستفيد منه 500 فقير يومياً”.
 
وتتنوع المشاريع الرمضانية بين السلّة الغذائية وإفطار الصائم والقسائم الشرائية وكسوة العيد، ومؤخراً استحدثت الجمعيات مشاريع أخرى؛ نظراً لتنوع الحاجات وازدياد نسبة الفقر.
  
صعوبات
ويقف الحصار والحروب في الدول العربية على رأس الصعوبات، إذا ما اقترنت بضعف التمويل ورفض كثير من البنوك استقبال الحوالات المالية لغزة المحاصرة من كافة الاتجاهات.
 
ويقول المصري، إن ثقافة تمويل المشاريع الخيرية لا تحل جذر المشكلة، وإنما تقدم علاجًا مرحليًّا فقط، مشيراً إلى أن النشاط الموسمي يخفف عن الفقير، لكنه لا يحل مشكلته.
 
أما محمد الحاج مدير فرع الجمعية الإسلامية بمخيم النصيرات، فيؤكد أن ضعف التمويل يضطرهم كثيراً لتمويل مشاريع من نفقات المؤسسة الخاصة على أمل جلب التمويل مستقبلاً، ويتابع: “يتحول التمويل المفترض خاصة لمشاريع 5000 يتيم لدينا إلى ديون تصل لسنتين على الجمعية، بينما ترفض كثير من البنوك استقبال التمويل الخارجي بذرائع مختلفة تصب في حصار غزة”.
 
وتعتمد 90% من المشاريع الرمضانية، بحسب باسم الهباش مدير جمعية الصلاح، على التمويل الخارجي، ويؤدي رفض البنوك استقبالها إلى الموت البطيء لأي جمعية، كما يقول.

ويضيف: “نعاني مشكلة البنوك رفض استقبال الحوالات من ممولين خارج فلسطين لغزة، وقد أغلق بنك فلسطين وحده حساب 33 جمعية، وبدأ بنك القدس يسير في ذات الاتجاه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات