عاجل

الأحد 12/مايو/2024

محمد وخالد مخامرة.. مهندسا ليلة تل أبيب

محمد وخالد مخامرة.. مهندسا ليلة تل أبيب

من حواري مدينة يطا جنوب الخليل خرج الفدائيان أولاد العم محمد وخالد مخامرة إلى معركتهما البطولية في مدينة “تل أبيب” المحتلة، في عملية مزدوجة بددت كل المنظومات العسكرية والأمنية الصهيونية، الأمر الذي دفع بالجميع إلى التساؤل عن حياة هؤلاء البطلين اللذين شكلا لغزا في عمليتهما البطولية الاستثنائية التي أذهلت قيادات الجيش الصهيوني.
 
محمد وخالد، عاشا الطفولة والشباب، وتقاسما الأحلام، حتى أنهما اختارا تقاسم المستقبل بعدما قررا أن يتركا بصماتهما البطولية في عملية فدائية، غيرت الكثير من المعطيات على الأرض، فببراعتهما استطاعا أن يحولا هدوء “تل أبيب” إلى كابوس يطارد الاحتلال.

ونفذ الشابان محمد أحمد موسى مخامرة، وخالد محمد موسى مخامرة، ويبلغان من العمر (21 عاما)، الأربعاء الماضي، عملية إطلاق نار وسط “تل أبيب” (وسط فلسطين المحتلة عام 1948)، قُتل على إثرها أربعة صهاينة وأصيب ستة آخرون، قبل اعتقال المنفذين.

 

عاش محمد مخامرة وابن عمه خالد طفولة مشتركة من حيث النشأة والتربية، وتكون بينهما حب ووفاء مميز تجاه بعضهما البعض، مما دفعها لصداقة مميزة انتهت بمصير مشترك تجسد في فعلهما المقاوم غير المسبوق.

وكان للشابين طموح وأعمال في مجال الهندسة والبناء، ليطلق عليها لاحقاً بأنهما مهندسا عملية “تل أبيب”.

سمير مخامرة، شقيق الفدائي محمد، أكد في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن شقيقه محمد كان يتمتع بأخلاق عالية وشخصية هادئة لا تعرف الانفعال بتاتا، كما أنه كان شابا ملتزما جدا في عبادته وعلاقته بربه، وكان محبوبا من إخوانه وأهله وجيرانه وأصدقائه؛ لذلك كان يخطف أبصار الجميع بهدوئه وسمته.

كبرا معا
ويضيف سمير: “الكل كان يعلم أن محمدا على علاقة قوية بابن عمي خالد اللذين عاشا طفولة مشتركة ومسيرتهما الشبابية معا، فهما من جيل واحد، حتى أن شقيقي محمد لحق بخالد عندما خرج الأخير للأردن ليكمل دراسته، علما بأن محمدا لا يوجد له عمل هناك لكنه أمضى وقته يعمل في البناء هناك بجوار ابن عمه خالد، ليعودا بعد فترة ويستقرا معا في الخليل”.

ويروي أنه “مع كل زيارة لخالد إلى فلسطين كان محمد يقضي أغلب وقته معه، وقبل العملية بيومين عندما فقدنا محمدا سألنا عن خالد فتبين أنه الآخر قد اختفى عندها أدركنا أنهما الاثنين معا”.

وأشار سمير إلى أن “شقيقه محمد عاش في الأردن فترة من الزمن، فهو يحب العمل ويسعى لبناء ذاته، تعلم مهنة البناء من والدي، وعمل فترة من الزمن ليجمع شيئا من المال كي يتزوج، لكنه عاد من الأردن قبل ثمانية أشهر إلى مدينة يطا لينضم إلينا في العمل أنا ووالدي، بدأ يعمل معنا يوميا، ولم يظهر لنا أي شيء غريب في حياته”.

ويضيف: “لم يسبق لمحمد أن اعتقل لا عند الاحتلال ولا عند السلطة، ولا يوجد له أية إشكاليات مع أحد.. صباح يوم الأربعاء اختفى محمد ولم يخرج للعمل كعادته، اتصلنا مرارا على هاتفه النقال عدة مرات إلا أن الهاتف كان مغلقا، انتقلنا للاتصال برفيق دربه خالد إلا أن هاتفه كان مغلقا أيضا”.

واستمرت الاتصالات على هاتفي محمد وخالد دون أية إجابة ما جعل العائلة في حالة استغراب وقلق وترقب، ليبلغا الأمن الفلسطيني، يواصل سمير: “ما هي إلا ساعات حتى بدأت الفضائيات ووسائل الإعلام تبث خبر عملية في “تل أبيب” وأن المنفذين من يطا، وبعد المتابعة تبين أنهما هما”.

المخترع وطالب العلم
محمد موسى مخامرة والد الفدائي خالد رجل مريض وطريح الفراش، بدأ حديثه لنا حول نشأة خالد فقال: “ولد في 2-8-1995م ويبلغ من العمر 21 عاما، فهوا أخ لست بنات وهو أصغرهم، وكان يحبهنّ حبا كبيرا وهنّ كذلك”.

خالد منذ صغره وهو يحب العلم ويشجع أخواته عليه، حتى أنه دفع شقيقته الكبرى إلى الالتحاق بكلية الطب وشجعها نحو ذلك، وكان يحلم بالهندسة فدخل الفرع العملي في الثانوية العامة وحصل على معدل 94% ليلتحق بعد ذلك في كلية الهندسة بجامعة مؤتة عن طريق منحة دراسية لتفوقه وذكائه.

ولم يبق لتخرجه سوى سنة ونصف، فكان يحلم دائما بأن يصبح مخترعا في تخصص الهندسة الإلكترونية والكهربائية، كما كان يحلم بإكمال دراسته العليا في تخصصه، لكن على ما يبدو فإن حبه للوطن فاق كل أحلامه وآماله الدنيوية.

ويكمل الوالد حديثه قائلا: “كان خالد قد بدأ في التسجيل للفصل الصيفي، وكان على موعد في السفر إلى الأردن يوم الأحد الماضي، أي قبل تنفيذ العملية بيومين، فلم يكن هناك أية مؤشرات لتنفيذه هذه العملية، فكان دائما شديد الصمت، ولا يظهر أي شيء حيال ما يجري على الساحة الفلسطينية من جرائم وإعدامات بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب وأصيب طفل، صباح الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس. وأفادت مصادر...