الإثنين 06/مايو/2024

الدكتور عدنان أبو تبانة.. حياة الأكاديمي الأسير

الدكتور عدنان أبو تبانة.. حياة الأكاديمي الأسير

دموع الحاجة الثمانينية هادية أبو تبانة (أم يوسف)، لم تجف بعد، وهي تشاهد الاحتلال الصهيوني، وقد انتزع منها نجلها الدكتور عدنان (50 عاما)، الذي كان قد دعاها لتناول السحور والإفطار معه وأسرته في اليوم الأول من شهر رمضان.

ولم تفرح الحاجة أم يوسف بالإفراج عن حفيديها يونس ومحمد من سجون السلطة، ليعتقل والدهما في ذات اليوم، لتواصل الحاجة البكاء بقلب مكلوم.

تقول الحاجة أم يوسف لمراسلنا، “فرحت بالإفراج عن يونس ومحمد، قبل رمضان بيوم، ولكن الفرحة لم تكتمل؛ فبعد ساعات قليلة، وقبل أن نتناول طعام السحور، اقتحم الاحتلال المنزل، واعتقل عدنان”.

تضيف بقلب موجوع: “أغمضوا عينيه، وكبلوه، وأنا أقول لهم حرام عليكم يا ظلمة، خلوه في رمضان مع أبنائه”.

“أبو أنس (عدنان) لم يرتحْ لحظة؛ يخرج من سجون السلطة ليعتقل عند الاحتلال، والعكس”، تقول الحاجة.

حياة حافلة
وحياة الدكتور عدنان أبو تبانة حافلة بالعطاء والتحدي؛ فقد هاجر والده الشيخ يونس من الفالوجة عام 48، واستقر في الخليل، التي ولد فيها عام 65، وترعرع فيها، وتعلم في مدارسها.

وانتقل إلى جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس؛ حيث انخرط في مسيرة العمل الطلابي الإسلامي، وشارك مع إخوانه في قيادة الكتلة الإسلامية في الانتفاضة الأولى، وما بعدها حيث اعتقاله الأول.

الدكتور أبو أنس درس التاريخ الإسلامي، وحصل على الماجستير من جامعة النجاح الوطنية، فيما حصل على الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة العالم الأمريكية، وهو كاتب وباحث ومؤرخ متخصص في تاريخ القدس والخليل، وقد حقق كتاب “الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل” من مجلدين رواجًا واسعًا.

كما أنه ناشط اجتماعي؛ حيث انتخب عضوًا في جمعية الإحسان الخيرية للمعاقين في الخليل، وشغل منصب مدير العلاقات العامة فيها طيلة عشر سنوات، كما شغل منصب رئيس جمعية الفالوجة الخيرية ولا يزال رئيسا لها، إضافة إلى أنه رجل أعمال ناجح؛ حيث أسس شركة للمنتجات البلاستيكية ولا تزال قائمة.

عائلة مجاهدة
تقول زوجته السيدة نهاد صالح (أم أنس): “أبو أنس كتلة من النشاط وهو مخلص لدينه ووطنه، ربّانا على الإسلام وحب المساجد والقرآن، منذ أن تزوجته وهو في محنة الاحتلال حيث اعتقل أكثر من عشر مرات عند الاحتلال في مدة لا تقل عن عشر سنوات، كما اعتقلته السلطه أكثر من خمس مرات قضى في إحداها خمسة أشهر في زنزانة انفرادية، وتعرض لصنوف من التعذيب”.

وتضيف أم أنس لمراسلنا: “لم يتوقف الاعتقال عند أبي أنس بل طال غالبية أبنائه؛ فقد اعتقلت السلطة ابني المهندس أنس وخضع للتحقيق في أريحا، وتبعه عز الدين الذي أمضى في سجون السلطة عدة أشهر خرج بعدها ليعتقل عند الاحتلال مباشرة ويمكث 28 شهرًا”.

ومضت تقول: “وتبعهم بعد ذلك اعتقال السلطة لأبنائي يونس ومحمد اللذين أفرج عنهما قبل يوم واحد من اعتقاله الأخير عند الاحتلال (اليوم الأول من رمضان)”.

وتشير أم أنس إلى أن زوجها لم يفرح بأي مناسبة من مناسبات أبنائه قط؛ فقد ولد صلاح الدين وأمير ومصطفى وهو في السجن، حيث اعتقل فترات طويلة ومتفرقة.

وفي اعتقاله قبل الأخير عام 2014م، وفق أم أنس، كان يحضّر لزفاف أنجاله أنس ومحمد ووزع بطاقات الدعوة وليلة العرس تم اعتقاله لتنغيص فرحته، لكنه وبينما كان الجيش يقتاده للاعتقال قال لنا: لا تجعلوا هؤلاء المجرمين يهدمون فرحتكم، اعملوا العرس في موعده وهكذا جرى والكل شاركنا فرحتنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات