السبت 11/مايو/2024

رصاص المقاومين بـتل أبيب.. هل يخرس صراخ ليبرمان؟

رصاص المقاومين بـتل أبيب.. هل يخرس صراخ ليبرمان؟

بقدر الطمأنينة والسكينة التي دخل بها فدائيا الخليل، مسرح العملية في “تل أبيب” كانت البراعة في تنفيذ المهمة رغم بدائية السلاح؛ ليصفعا بالنار وزير الحرب الصهيوني المتطرف أفيغدور ليبرمان، ومن خلفه مسؤول الشاباك نداف أرجمان، لتبقى كلمة المقاومة الأعلى في ميدان المواجهة.

فبعد أقل من 10 أيام على استلام ليبرمان منصف وزارة الحرب، جاءته الصفعة بطعم الرصاص الخليلي على بعد خطوات من مقر وزارته الأكثر تحصينًا، وهي الصفعة التي لسعت معه أرجمان لتقدم دليلا جديدا على فشل استخباراته في الوصول لأي معلومات عن هذه العملية النوعية.

الاختبار الأخطر
ويرى الخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر أن نجاح عملية تل أبيب يعتبر “الامتحان الأول والأخطر لوزير الحرب الصهيوني ليبرمان بعد أيامٍ قليلة على تعيينه في هذا المنصب، مما قد يتطلب منه التفكير بعقله وليس بمعدته”.

عدنان أبو عامر: الاختبار الأخطر

وشن الفدائيان الفلسطينيان محمد وخالد مخامرة، هجومًا بالرصاص، مساء أمس الأربعاء، في مجمع تجاري قرب مقر وزارة الحرب الصهيونية في “تل أبيب”، أدى لمقتل 4 صهاينة وإصابة 7 آخرين، قبل اعتقالهما بعد تعرض أحدهما لإصابة حرجة.

ورأى أبو عامر في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “ليبرمان” سيبتلع العملية كما يتوقع الكثيرون، مستدركا أنّه بكل الأحوال لا يُنتظر من الاحتلال إلا أن يمارس بعض الإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين بسحب تصاريح العمل وزيارة الأقصى وهدم منازل المنفذين، باستثناء القرارات الدراماتيكية.

وقال: “إسرائيل ليس لديها كثير من الخيارات باستثناء عقوبات جماعية، ولا يمكن أن تنجح في كسر إرادة الفلسطينيين”.

عقوبات جماعية
وبشكل فعلي أقر الكابينت الصهيوني مجموعة عقوبات جماعية تتمثل في فرض إغلاق شامل على بلدة يطا الواقعة جنوب الخليل، وإلغاء التصاريح التي أصدرت لزيارة الأراضي المحتلة عام48 خلال شهر رمضان، وسحب تصاريح العمل من عائلات منفذي العملية.

الفدائيان خالد ومحمد مخامرة

وأوضحت القناة أن “الكابينت” أقرّ أيضًا تكثيف نشاطات وحدات من جيش الاحتلال على امتداد الجدار الفاصل، بهدف منع دخول الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عام48.

المتطرف ليبرمان لجأ لتجريب المجرب فأصدر تعليماته بعدم تسليم جثث الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات فدائية، فيما يبدو أنه مضطر للرجوع خطوة للخلف بتصريحاته التهديدية بعدما بات يواجه حسابات بيدر المقاومة التي تختلف عن حسابات حقل التهديدات.

المحلل السياسي علاء الريماوي خاطب جمهوره عبر صفحته على “فيسبوك” الليلة الماضية قائلاً: “لو سمعتم الليلة الرطن العبري لسمعتم صراخ ليبرمان .. من شان الله بطلت أصير وزير حرب رجعوني على الحانة”.

وتعرض ليبرمان من اليوم الثالث لتوليه منصبه لتساؤلات محرجة من صحفيين صهاينة عن تهديداته السابقة وضمنها مهلة 48 ساعة لقيادة حماس بغزة، فتهرب منها بالقول إن هذا الوقت وقت العمل وليس الكلام.

انتفاضة القدس
ويرى المختص في الشأن الصهيوني محمود مرداوي، أنّ ليبرمان لا ولن يمتلك حلولاً عبقرية لوقف الهجمات ضد الاحتلال، مبيناً أنّ لا يتعدى أن يكون شخص في منظومة أمنية قمعية صهيونية تعمل ضمن دائرة تخطيط قائمة منذ نشأة الكيان الصهيوني.

ويقول مرداوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “صحيح أنّ هذه العملية تأتي في إطار انتفاضة القدس التي لم تهدأ بعد، ولكّنها تأتي في سياق مواجهة الشعب الفلسطيني لمشروع الاحتلال ومواجهة طغيانه”.

مرداوي: لا حلول عبقرية لوقف العمليات

وأضاف: “وجود ليبرمان ونتنياهو أو أي شخص كان، لا يعني أي شيء، لأنّ كيان الاحتلال قائم على مؤسسات إدارة شؤونها الداخلية”، مؤكّداً أنّ ما كان يمارس على الشعب الفلسطيني من قمع ومحاولة إذلال، كان نتاج تفكير مؤسسة”.

ونوه مرداوي، أنّ ما يمكن أن يتغير هو أنّ تتقاطع رؤية “شخص أحمق” (في وصفه لليبرمان) مع رغبة ومخططات الجيش الصهيوني، لكّنه استدرك: “لا أعتقد أنّ الجيش سيتقاطع مع ليبرمان بأي حال من أحوال”.

                                                                  

صفعة مزدوجة
ويرى الخبير العسكري واصف عريقات وقال الخبير الفلسطيني، أن هذه العملية النوعية هزت “إسرائيل” ووجهت صفعة قوية لأجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية، وضربت كل مزاعم القيادة السياسية الإسرائيلية حول تحقيق الهدوء وإنهاء الانتفاضة الشعبية الفلسطينية بفضل سلسلة إجراءات سياسية وأمنية واقتصادية بحق الفلسطينيين.

وبحسب الإعلام العبري، فإن الاستخبارات الصهيونية لم يتوفر لديها معلومات محددة مسبقة عن العملية، رغم وجود تحذيرات عامة بالخشية من تنفيذ فلسطينيين عمليات فدائية خلال شهر رمضان.

اللواء عريقات: صفعة مزدوجة

وقال عريقات: “هذه العملية هي أول اختبار عملي لوزير الجيش أفغيدور ليبرمان ، وهو اختبار صعب له بكل تأكيد، لأن تصريحاته ومواقفه السياسية السابقة تدل على حماقته وضعف قدراته السياسية، فكيف بقدراته الدفاعية والعسكرية وهو الفاقد لتلك القدرات من الأساس”.

وأضاف “العملية جاءت بعد شهر تقريباً من استلام رئيس جهاز الشاباك “الإسرائيلي” نداف أرجمان، وهذا هو الفشل الأول له في منصبه، وخاصة وأنه قد قيل عنه بأنه صاحب خبرة طويلة في ملاحقة المقاومة الفلسطينية كونه شغل رئيس قسم العمليات في الجهاز إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية”.

وفي الاتجاه ذاته، رأى إيتمار آيختر، الكاتب الصهيوني في يديعوت أحرونوت العبرية، أن هذه العملية اختبار لليبرمان فهي الأولى منذ توليه منصبه، و”تأتي مع بداية شهر رمضان الذي يُعتبر فترة حساسة من ناحية أمنية”.

وأشار إلى أتها تأتي بعد فترة من الانخفاض في عدد العمليات، لتبدد انطباع الحكومة (الصهيونية) بأن موجة العمليات قد انطفأت والآن سيتعين عليهم أن يقدروا إذا كان هذا حدثا موضعيا أم عودة لموجة العمليات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...