الثلاثاء 07/مايو/2024

تجهيز مائدة الإفطار.. تحدٍّ يواجه اللاجئين بمخيمات الأردن

تجهيز مائدة الإفطار.. تحدٍّ يواجه اللاجئين بمخيمات الأردن

تتجول الحاجة أم جميل في أسواق مخيم الحسين للاجئين الفلسطينيين، وسط العاصمة الأردنية عمان؛ لتوفير احتياجات أسرتها الكبيرة من المواد التموينية، ولتجهيز مائدة الإفطار الرمضانية التي يجتمع حولها أبناؤها وأحفادها في منزلها المتواضع وسط المخيم.

تختار أم جميل ما تحتاج من مواد غذائية وخضار تساهم في تشكيل مائدتها المتواضعة، كما تستعرض في الوقت ذاته أسعار السلع والمواد التموينية؛ بحثا عن أفضل الأسعار لتتناسب مع ميزانيتها وقدرتها الشرائية التي تصفها بـ”المحدودة”.

رمضان الخير
“رمضان زمان كان كله خير” تقول الحاجة أم جميل، لـ”قدس برس”، لكنها لا تخفي سعادتها بقدوم شهر رمضان المبارك، غير أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار ومستلزمات رمضان، يدفعها إلى البحث طويلا عن العروض والتنزيلات التي تقدمها المحلات التجارية المتواضعة أصلا في المخيم.

وتضيف أم جميل أن سكان مخيم جبل الحسين، الذي يعد أحد أكبر مخيمات اللاجئينن الفلسطينيين في الأردن، غالبيتهم بالكاد يستطيعون توفير لقمة عيشهم.

ويكتظ مخيم الحسين بالسكان، ويتميز ببنية تحتية متهالكة، وأزقة ضيقة، تجعل من الحياة فيه أكثر صخبا، وترتفع معدلات الفقر والبطالة بين صفوف أبنائه.

معاناة يتجرّعها مليونا لاجئ
حالة أم جميل لا تختلف عن غيرها من الفلسطينيين في الأردن؛ فهناك أكثر من مليوني ومائة ألف لاجئ فلسطيني مسجل، بحسب بيانات وكالة الغوث الدولية، يعيش غالبيتهم خارج المخيمات، ويعانون من ارتفاع مستويات البطالة والفقر.

ويتمتع كافة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن بالمواطنة الأردنية، باستثناء حوالي 140 ألف لاجئ من قطاع غزة، الذي ظل حتى العام 1967 يتبع للإدارة المصرية، ويحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة لا تمنحهم حق المواطنة الكاملة؛ كالتصويت في الانتخابات البرلمانية والبلدية، وحق التوظيف في الدوائر الحكومية، كما تقول وكالة الغوث الدولية.

ويضم الأردن عشرة مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية، ويعيش اللاجئون الآخرون بالقرب من المخيمات؛ وجميعهم يعيشون تحت ظروف اجتماعية اقتصادية مشابهة.

ومعظم قاطني مخيم جبل الحسين، الذي تأسس عام 1952 من فلسطينيي النكبة.

“الحيلة والفتيلة”
وفي مشهد مختلف عن واقع الفقر والبطالة الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في الأردن، تتخذ الحاجة صبرية خالد من مدخل منزلها وسط مخيم البقعة (شمال عمان) “بقالة” لبيع المواد الغذائية والسكاكر والحلوى، في محاولة منها للاعتماد على الذات وعدم اللجوء إلى المساعدات والمعونات.

وتعرض الحاجة صبرية “أم وليد”، مواد تنظيف ومعلبات وسكاكر وعصائر على رفوف خشبية في مكان لا يكاد يتسع لشخصين، لكنه يمثل للحاجة صبرية “الحيلة والفتيلة”، وهو مصدر رزقها الوحيد.

غالبية زبائن الحاجة أم وليد، من الأطفال الذي يترددون على دكانها المتواضع، وسط زقاق المخيم القديمة، لابتياع الحلوى والسكاكر وبعض المواد المنزلية.

وتقول أم وليد إن فكرة إنشاء بقالتها الصغيرة تعود إلى عدم وجود مصدر دخل ثابت لها ولأسرتها، التي تتكون من شقيقتها الكبرى ووالدتها، ما دفعها إلى الاقتراض من مؤسسة مجتمع مدني محلية، تعنى بتقديم مبلغ مالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مقابل قسط شهري يبلغ 70 دينارا أردنيا (100 دولار) لمدة 5 سنوات استطاعت من خلاله فتح بقالتها الصغيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات