الأحد 12/مايو/2024

المنظومة الأمنية الصهيونية.. إدارة فاشلة تقود جيشا متهالكا

المنظومة الأمنية الصهيونية.. إدارة فاشلة تقود جيشا متهالكا

جيش متهالك من الداخل.. حقيقة تتكشف يوما بعد يوم على يد ضباط وقادة جيش الكيان الصهيوني، ليس من قبيل الصدفة  لكنها نتيجة تراكمية للهزائم التي لحقت بهذا الجيش فأثرت على عقيدته وولائه، فأصبحت قيادة الجيش تبحث عن حلول لمشاكل جنودها بدلا من تطوير قدراته.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما نشره الإعلام العبري حول مشاكل جيش الاحتلال وقيادته.

فقد كتب الدكتور غابي أفيطال مقالا في صحيفة “إسرائيل اليوم” تحت عنوان “سلاح المدرعات والحرب القادمة.. محظور أن نكون غير مستعدين مرة أخرى”، أنه “حتى لا نقع في حرب مفاجئة؛ من الواجب علينا أن لا نهمل موضوع سلاح المدرعات بسبب أهميته في أي حرب قادمة”.

وتابع: “من بين الأحداث الكثيرة السهلة والصعبة، نزل علينا تقرير مديرية سلامة الجنود، في أغلب الأحيان كنا نضعه موضع الاحترام مدة يوم وانتهى؛ إلا أن التقرير الأخير يُظهر نتائج خطيرة عن تراجع جهاز الطوارئ للوسائل المدرعة للجيش الإسرائيلي، وهذا الأمر يعيدني 49 سنة إلى الوراء”.

ويضيف “قبل حرب الأيام الستة بثلاثة أسابيع وتحديداً في 15 أيار 1967 تم تجنيد الاحتياط. القوات استعدت وتم تجهيز الوسائل القتالية، كل توثيق وكل ذكرى تُظهر صورة الجنود حول السلاح، يحفرون الخنادق ويجهزون الملاجئ وعشرات آلاف الأكياس للقتلى الكثيرين الذين توقعوا سقوطهم في الحرب، ولكن إنجازات هذه الحرب غيرت خارطة الشرق الأوسط حتى اليوم؛ حيث انتصر الجيش الإسرائيلي الصغير على خمسة جيوش تحركها مشاعر الانتقام من حرب التحرير وعملية سيناء”.

صدمة  متدحرجة
 وأكد الكاتب أنه وبعد ذلك بست سنوات حينما لم يكن الجنود والمواطنون مستعدين، جاءت حرب “يوم الغفران” بشكل مفاجئ، وكان جيش الاحتلال ومخازن المدرعات في وضع صعب، والدبابات التي كانت في حالة جيدة سافرت على الشاحنات مسافة 500 كم كي تصل إلى جبهة الحرب.

واستعرض صدمات الجيش في الحروب وقال: “دروس حرب يوم الغفران تم الأخذ بها جزئيا في حرب لبنان الأولى، وفي هذه المرة كما في حرب الأيام الستة؛ كان الجيش ووسائله على استعداد وهناك من يقول إن الوسائل والجنود الذين دخلوا إلى مناطق صغيرة كانوا أكثر من اللازم؛ لقد كانت صدمة حرب يوم الغفران حاضرة، وتلك الحرب المتواصلة في الحدود الشمالية انتهت بخروج متسرع في عام 2000”.

 وأشار الكاتب إلى أن “السيناريو جاهز وحاضر؛ الحرب التالية جاءت بدون استعداد؛ فقد جاءت حرب لبنان الثانية مع المخازن والاحتياط والمعلومات الاستخبارية والوسائل، كان الوضع يشبه ما حدث في السنوات التي تلت حرب الأيام الستة، وهناك من تحدث عن صواريخ العدو التي ستصدأ بسبب وجودها تحت الأرض، وهناك من تحدث عن فترة أخرى من الحروب، جيش صغير وذكي وتقليص فرق كاملة بما في ذلك المدرعات والقذائف، تقليص مخيف لأيام خدمة الاحتياط، أي تقليص أيام التدريب إلى ما تحت الخط المنطقي الذي يسمح بالتأهب للحرب القادمة”.

تقليص الميزانية
الجنرال احتياط إسحق بريك انتقد بشدة إقالة مئات الضباط المهنيين والخبراء الذين لهم دور هام في سلاح المدرعات والقذائف وباقي أذرع الجيش، أي أن تلك الوسائل التي لم يتم تقليصها ستبقى في مخازن الطوارئ، هذه الإقالات جاءت على خلفية المطالبة بتقليص ميزانية الأمن.

وتحدث الكاتب عن ميزانية وزارة الجيش بالقول: “لا يوجد اختلاف على أن ميزانية وزارة الدفاع ضخمة، ولكن هناك تناسب بين من طلب في الماضي والحاضر تقليص الميزانية، وبين من يكثر الانتقاد بسبب إدخال دبابة عمرها 40 سنة إلى ميدان المعركة في عملية الجرف الصامد والتي احترقت مثلما يحترق الكرتون”.

وختم الكاتب مقاله بأنه “سهل علينا إغلاق وحدات وتقليص الاحتياط، وسهل علينا انتقاد الجهاز الذي يصمد في الامتحان مع وسائل أقل وتدريب أقل؛ وفي المقابل يجب التساؤل هل مركز الثقل في الميزانية يتطلب شراء طائرات قتالية جديدة ومعلومات استخبارية وسايبر متقدمة مقابل دبابات قديمة وسلاح شخصي قديم؛ حسب رأيي مدة خمسين سنة تكفي من أجل ما حدث عند الدخول إلى حرب غير مخطط لها، ليس لدينا الامتياز لخسارة الحرب، فقط لأن أحداً ما نسي تحضير الوسائل”.

إدارة جيش سيئة
على ذات الصعيد كتبت صحيفة يديعوت تحت عنوان “مجلس الضباط الأعلى في الانتظار” وعرضت العديد من النماذج التي تدل على إدارة سيئة فيما يخص التعيينات داخل الجيش، مما يجعل بعض المناصب شاغرة طوال شهور عديدة.

وقالت الصحيفة: “الجيش يَعرض خططاً سيئة و يبذر أموال الناس؛ فخلال أشهر طويلة والقيادة العامة للجيش تدار بخمول بكل ما يتعلق بتحسين وضع الضباط الكبار في الجيش”.

وتابعت: “هناك نماذج عديدة كشواهد على ذلك؛ مدير قسم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات انسحب من الجيش دون أن ينتظر من يخلفه، وهذه الوظيفة المهمة والحساسة بقيت غير مأهولة طوال شهور عديدة، والجنرال “موشي تامير” ينتظر منذ 10 شهور بغية تعيينه لمنصب عقيد”.

وأضافت الصحيفة؛ “حتى الجنرال “أوفيك بوخاريس” الذي طُرد من الجيش إلى الآن لم يتم إيجاد بديل له، وبصراحة من تحت رادار الإعلام تدار القوى البشرية لمجلس الضباط الأعلى في الجيش بخطط سيئة مما يسبب في هدر المال العام، وقائد هيئة الأركان “جادي آيزنكوت” وعد بإجراء ترتيب لوضع الجيش، لكن من الواضح أن لديه الكثير من العمل حتى يحدث هذا الترتيب”.

الهيبة المفقودة
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” أكد أن جيش الاحتلال لم يعد قادرا على تحقيق قوة الردع، وخاصة إذا ما تحدثنا عن وجود إرادة قتالية عالية تقودها قيادة وطنية تضع هم الوطن والمواطن على أهمية وسُلم أولوياتها.

وأضاف المحلل؛ إن جيش الكيان بات يبحث عن قيادة شابة تضخ الدماء بعروق الجيش الذي بدأ يشيخ، وتدق ناقوس الحرب من جديد على أسماع الذين يخافون على مستقبلهم السياسي والعسكري، وظهر هذا واضحا في تصريحاتهم.

وأشار إلى أن الإعلام الصهيوني يحاول في الآونة الأخيرة أن يُظهر مشاكل الجيش بشكل أو بآخر، مع أن المؤسسة الأمنية كانت تحظر ذلك سابقا، إما أنه يحاول أن يؤلب الرأي العام الإسرائيلي على قيادته السياسية، التي لم يعد يهمها سوى أن تثبِت مكانها على سدة الحكم، أو أنه يحاول أن يُحفز شراهة ونهم هذا القادم الجديد “ليبرمان” ويُحرضه على حمل العصا الغليظة بوجه القيادة السياسية، واستعادة هيبة الجيش من خلال بعض العمليات سواء على قطاع غزة أو بقمع انتفاضة القدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....