عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

بـالنفايات المكدسة.. مخيمات الضفة تروي حكاية الإهمال

بـالنفايات المكدسة.. مخيمات الضفة تروي حكاية الإهمال

زقاق وشوارع، تحولت بين ليلة وضحاها إلى أكوام من النفايات المكدسة، بعدما علقت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عملها في محافظات الشمال، ليرتسم مشهد جديد لمعاناة اللاجئ الفلسطيني الذي يعيش فصول القهر المستمر والتقصير الدائم في دعم حقوقه.

ففي داخل مخيم بلاطة للاجئين، شرق مدينة نابلس، بدت حركة المشاة والمركبات صعبة في الشارع الرئيس وسط المخيم، بعدما تكدست النفايات لتغلق المدخل الرئيس بشكل كامل، فيما امتدت أكوام النفايات إلى الأزقة والشوارع الفرعية داخل المخيم.

وبدأت شرارة الخلاف بين وكالة الغوث ولجان الخدمات الشعبية منذ أسبوع، بعد إقرار الوكالة نظام البطاقة الإلكترونية المتعلقة بشريحة الشؤون الاجتماعية للاجئين، والتي فتحت باب الصراع بين سكان المخيمات وإدارة الوكالة.

وأطلق نضال الكعبي، وهو أحد سكان المخيم صرخة، لإنهاء هذا الوضع قبيل حلول شهر رمضان قائلا: “على لجنة الخدمات أن تباشر بإزالة تلك النفايات حتى لا يتحول المخيم إلى مكرهة صحية ومرتع للذباب والحشرات”.

وفي مخيم العين غربي مدينة نابلس، أدى تجميع النفايات إلى إغلاق الشارع الرئيس المحاذي للمخيم بعدما ألقى شبان غاضبون النفايات وسط الشارع، في خطوة للتعبير عن غضبهم من خطوة إدارة وكالة الغوث.

دعوة للنزول للشارع
بدوره، وصف عماد اشتيوي عضو لجنة (سنعود) ما يحل بالمخيمات حاليا بأنه كارثة ومشكلة خطيرة، في ظل صمت الحكومة التي لم تعقب عما يجري باجتماعها الذي عقد أمس الثلاثاء، وقال: “استمرار أكوام النفايات بالشوارع يعني أمراض للأطفال خاصة في ظل العطلة الصيفية والجو الحار”، منوها إلى أن ساعة النزول إلى الشارع قد حانت، لوضع حد لسياسة وكالة الغوث وتقليصاتها منذ عدة عقود.

ولم يختلف الأمر في مخيمي عسكر القديم والجديد شرقي المدينة، فقد شوهدت أكوام النفايات على  الجانب الشرقي للشارع الرئيس المتاخم للمخيم القديم، وأدت في أحد النقاط إلى صعوبة مرور المركبات القادمة من الأغوار وطوباس، مما حدا بهم إلى البحث عن طرق بديلة.

وقال محمود أبو كشك من أهالي المخيم، إن الوضع مزري للغاية، وتسبب بانعكاس سلبي على طلبة التوجيهي في المخيم الذي شعروا بالمرارة من الروائح الكريهة، ثم زادت الأمور مع شح مياه الشرب وتذبذبها، بعدما أصبحت تصل المخيم مرة كل خمسة أيام.

وتدخل أئمة وخطباء المساجد للحديث عن الأزمة في مواعظهم الدينية، وقال الشيخ نعمان مشايخ إمام وخطيب مسجد مخيم بلاطة القديمة، “يجب عدم الصمت والسكوت حول ما يجري الآن والساكت عن الحق شيطان أخرس، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”.  مضيفا هل ننتظر حتى تصل الزبالة والحشرات إلى بيوتنا …يكفي ما حل بنا من ويلات وتخلٍّ عن حق العودة حتى تراجعت الوكالة عن كل ما هو مطلوب منها”.
 
ويرى الدكتور عدنان إدريس، الباحث في شؤون اللاجئين في قراءة نقدية له عن الواقع الحالي للمخيمات: “أن هناك انكشافا لدور الأونروا ومخططاتها التصفوية وتعرية خطابها الزائف في تزيين واقع اللاجئين زورا وبهتانا، عبر تقارير مفوضيها العامين وتقاريرها الإعلامية، وكانت تتحدث عن أوضاع تعليمية وصحية ومعيشية وحقوق إنسان مزدهرة.. وهي ادعاءات غير صحيحة وغير واقعية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات