الجمعة 07/يونيو/2024

نفايات الاحتلال السامة تحصد أرواح الفلسطينيين وتشوه المواليد

نفايات الاحتلال السامة تحصد أرواح الفلسطينيين  وتشوه المواليد

في الطابق الثالث من مستشفى بيت جالا الحكومي، يقع قسم الأورام الخاص بضحايا مرض السرطان، وهو القسم الوحيد في كافة مستشفيات الضفة الغربية.

ومن غرفة مطلة على مدينة بيت جالا التاريخية بكنائسها ومساجدها وزيتونها المعمر، ينظر الشاب الجامعي محمد الوريدات (22 عاما) الطالب في جامعة بير زيت في قسم العلوم الاجتماعية وابن بلدة الظاهرية جنوبي الخليل، إلى غروب الشمس من بين أغصان زيتون المدينة وبيوتها التاريخية، وهو يبحث عن ومضة أمل في حياة مفعمة بالصحة والعافية.

ولا يدري هذا الشاب المصاب بالسرطان من الدرجة الرابعة، إن غابت شمس ذلك اليوم، هل ستشرق عليه من جديد أم يكون قد فارق الحياة؟.

وسبق أن فقد الوريدات شقيقا آخر له بنفس المرض، لا بل اختطف هذا السرطان نحو 13 فلسطينيا من سكان منطقته الواقعة ما بين عرب الرماضين والظاهرية خلال خمس سنوات فقط.

وهذا بالإضافة إلى العشرات من المصابين بنفس المرض، والذين يتناولون العلاجات الكيماوية في مستشفى بين جالا ومستشفى المطلع في القدس المحتلة، وغالبيتهم من قرى الخليل الجنوبية.
 
السيزيوم المشع
 وأكدت دراسة علمية بحثية متخصة، أن الجنوب الفلسطيني له نصيب الأسد من إصابات السرطان، وتعزي ذلك إلى الآثار التي خلفها مفاعل ديمونا النووي الصهيوني بإشعاعاته، وآلاف أطنان النفايات الذرية السامة التي تم ويتم دفنها في الأراضي الفلسطينية جنوبي محافظة الخليل وشرقها.

وكشفت دراسة علمية للدكتور خليل ذيابنة، الأستاذ المشارك في الفيزياء النووية بجامعة الخليل، أن تركيز عنصر (السيزيوم 137) في عينات من النبات، جمعت من مناطق عدة في محافظة الخليل، أعلى من التركيز في العديد من دول العالم  الذي وصل إلى 134.

ويفترض أن نسبة وجود هذا العنصر في الطبيعة صفر، لأن مصدره يأتي حصراً من المفاعلات النووية ونفاياتها، إلا أن نسبة تركيز (السيزيوم 137) بلغت في بلدات وقرى الجنوب الفلسطيني وخاصة محافظة الخليل (1،35  بيكريل/كغم) -وحدة قياس الإشعاعات- وهذه نسبة مرتفعة مقارنة مع النسبة الطبيعية.

وأشارت الدراسة إلى أن المتوسط العالمي لتركيز عنصر (الراديوم 226) في الطبيعة هو 185 بيكريل/كغم. أما عنصر (اليورانيوم 238) فيصل المتوسط العالمي لتركيزه في الطبيعة إلى 20 بيكريل/كغم.

ويكشف الباحث ذيابنة في دراساته، أن الخطر الأعظم في عنصر السيزيوم المشع، هو تسببه بمرض السرطان، والتسبب باختلال وظائف خلايا الجسم، بعد أن تصل إشعاعاته إلى داخل الجسم من خلال تناول اللحوم والحليب والفواكه.

ويضيف إن العناصر المشعة الأخرى مثل اليورانيوم والراديوم، تسبب مخاطر كبرى خصوصا للأطفال والأجنة والأمهات، وتؤدي إلى الإصابة بأمراض السرطان، وتؤثر على الجهاز التناسلي مسببة العقم للرجال والنساء وتلف الكروموسومات التي تحمل الخصائص الوراثية، مما يتسبب بحدوث تشوهات جينية في الأجيال اللاحقة، كما يتسبب بالإجهاض المتكرر للأمهات.

مواليد مشوهين
واعتبر الدكتور شعبان زيود المتخصص في أورام السرطان بالمستشفى التخصصي بمدينة رام الله، أن هناك ارتفاعا في نسب المواليد المشوهين وخاصة في جنوبي فلسطين.

وقال: “بات من غير المفاجىء ولادة أطفال بقدم واحدة وعين واحدة، أو اندماج بين الأرجل، وسبب هذه التشوهات هو اختلال في وظائف الجسم بسبب وصول إشعاعات عبر الأغذية إلى جسم المرأة الحامل”.

يضيف في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “تشكل قرى جنوب الخليل النسبة الكبرى لهذه التشوهات، ونحن نتعمد في عدم نشر هذه الإحصاءات لأسباب اجتماعية”.

ويتابع: “لكننا نؤكد أن سبب هذا الانتشار يعود لوجود العديد من المصانع الكيماوية التي ينبعث منها أبخرة سامة، إضافة إلى النفايات الذرية التي يدفنها الاحتلال في ما يطلق عليه (صحراء يهودا) وهي مناطق شرقي الخليل، والتي يطلق عليها (منطقة المسافر)”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات