الجمعة 01/نوفمبر/2024

ليبرمان وزيرًا للحرب .. التعيين الهستيري

ليبرمان وزيرًا للحرب .. التعيين الهستيري

عاصفة سياسية أثارها الإعلان عن المتطرف الصهيوني أفيغدور ليبرمان وزيرًا للحرب في الكيان الصهيوني؛ في أعقاب الهزة التي حدثت بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب المقال موشيه يعلون إثر سلسلة تصريحات جاء بها تقرير “مراقب الدولة” حول الفشل في الحرب الأخيرة على غزة كقشة قصمت ظهره بمساعدة ليبرمان الذي صعد لموقع طالما تطلع إليه ليشبع نزعاته “الدموية” في مواجهة الفلسطينيين.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية تحت عنوان “التعيين الهستيري”.

أيديولوجيا عنصرية

“قرار سائب وعديم المسؤولية”.. هكذا شخّصت أسرة تحرير صحيفة يديعوت الحال بعد تعيين ليبرمان، ذاهبة إلى القول “في لحظة الحقيقة أظهر رئيس الوزراء (نتنياهو) بأنه مستعد لأن يجر الدولة إلى مغامرة أمنية محمّلة بالمصيبة، إلى إزالة القيود الأخلاقية وتشجيع العنصرية الفظة، فقط من أجل الحفاظ على حكمه، أما الثمن الباهظ فسيدفعه مواطنو إسرائيل وجيرانهم الفلسطينيون”.

وأضافت الصحيفة “من الصعب على المرء أن يتصور أكثر من ذلك القرار المضطرب، تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع؛ فللمرة الثانية منذ الانتخابات يكون نتنياهو مطالبا بأن يختار بين المعسكر الصهيوني واليمين المتطرف، فيختار مرة أخرى ويشكل ائتلافا أيديولوجيا عنصريا، يسعى إلى تعميق الاحتلال وتوسيع الاستيطان في المناطق، وقمع الأقلية العربية وهزّ الديمقراطية في “إسرائيل”.

وتؤكد الصحيفة أن زعيم “إسرائيل بيتنا” (ليبرمان) منذ سنوات عديدة يحمل موقفا عنصريا، يرى في المواطنين العرب وباءً، وفي ممثليهم في الكنيست خونةً، وهو كذلك يروج لسياسة أمنية عدوانية لاحتلال غزة وإسقاط حكم حماس، وإلى الانهيار الاقتصادي للسلطة الفلسطينية التي برأيه هي محرضة ومسؤولة ودافعة للعمليات ضد “الإسرائيليين”.

وأشارت إلى أنه في الأسابيع الأخيرة تصدر الصراع السياسي بسبب اليئور أزريا الجندي الصهيوني الذي أعدم جريحا فلسطينيا (عبد الفتاح الشريف) ينازع الحياة في الخليل، ودعا إلى تحريره من المعتقل وعدم اتهامه بالقتل غير العمد.

“مِسْعَر حرب”

وتشير أسرة تحرير الصحيفة إلى أن ليبرمان في منصبه السابق كوزير للخارجية فعل القليل فقط، و”لكن قدرته على إلحاق الضرر بالدولة كانت محدودة”، أما الآن فستقع في يديه المسؤولية عن الجيش “الإسرائيلي”، وهنا يمكنه أن “يُحدث أزمات، ويخاطر بالمصلحة الوطنية بلا حدود تقريبا”؛ فيوقع على مخططات بناء واسعة في المستوطنات، ويوقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، ويسعى إلى المواجهة مع حماس في الجنوب، ويشدد الحصار ويمنع تشغيل الفلسطينيين في “إسرائيل”، ويشجع الخروقات لقوانين الحرب.

“ليبرمان يفضل تجميد حرية التعبير في صالح حرية إطلاق النار”، بحسب الصحيفة؛ لافتة إلى إسناده لــ”الجندي مطلق النار” أزريا، وتأييده لإغلاق الملف ضد العقيد إسرائيل شومير الذي قتل فتى فلسطينيا رشق الحجارة على سيارته وهرب.

ويشير أن الجنود والشرطة يفعلون ما تتوقع منهم القيادة السياسية؛ بأن يطلقوا النار بداية وبعد ذلك يطرحون الأسئلة؛ وأن إعدام جريح بجراح خطيرة وفتى هارب هو السلوك المناسب الذي يجدر تشجيعه وتأييده وليس التحقيق والمحاكمة.. دعوته هذه للإعلان ستضع طوارئ في “إسرائيل”، بحسب الصحيفة العبرية.

“كُشف القناع”

وكتب الكاتب الصحفي جدعون ليفي على صحيفة هآرتس مقالا تحت عنوان “جهزوا الملاجئ”، ومما جاء فيه أن “اختيار ليبرمان وزيرا للدفاع هو كتمزيق القناع والكشف عن وجه “إسرائيل” الحقيقي”؛ “حدث شيء ما في إسرائيل يُحظر الاستخفاف به ولو للحظة، مجرد الاقتراح على ليبرمان بأن يكون وزير الدفاع الـ 18 لدولة إسرائيل هو رفع علم أسود لم يسبق أن رفع مثله، وتجاوز لخط أحمر لم يسبق أن تم تجاوزه”.

وأضاف الكاتب “الحديث يدور عن اقتراح غير شرعي؛ لأن ليبرمان هو شخصية غير شرعية في الأصل، حتى لو انتخب في انتخابات ديمقراطية، ولأول مرة في تاريخ الديمقراطية يتحول خطر الفاشية إلى أمر حقيقي وفوري، صحيح أن انتخاب مناحيم بيغن لرئاسة الحكومة أثار في حينه مخاوف مشابهة، وتعيين أريئيل شارون وزيرا للدفاع، لكن تلك الأيام كانت أيامًا أخرى حيث كان للمجتمع حصانة وتوازن وكوابح، وقد تم القضاء على هذه منذئذ، والدولة توجد الآن في مواجهة من قد يضر بها إلى درجة الدمار”.

ثمن باهظ

وفي إشارة لتوجه ليبرمان إلى تنفيذ معتقداته الإجرامية؛ تساءل الكاتب هل يجب أن نُذكر عمن يتم الحديث؟ اقتراح قصف سد السويس وموقفه التحريضي القائل إن “الإرهاب” (المقاومة) الفلسطيني هو جزء من الجهاد العالمي، وأن أعضاء الكنيست العرب يجب أن يحاكموا في محاكم نيرنبرغ (محاكمات مجرمي الحرب النازيين)،  والتذكير بالتحريض والتشهير والصرخة الأخيرة – بأن اليئور آزاريا (قاتل الشريف) بطل؟ هل يجب التذكير بالحزب الفاسد حتى النخاع والشبهات الخطيرة ضده التي هرب منها بسبب مستشار قضائي متهاون للحكومة؟

وختم الكاتب مقاله: إن الفرصة سنحت لليبرمان الآن وقد يستغلها؛ صحيح أنه قد يتحول الذئب إلى خروف، وأن ما يمكن رؤيته من هناك لا يمكن رؤيته من هنا، ولكن توجد أيضا احتمالات أخرى أن يكون ليبرمان هو ليبرمان، ستشتعل المناطق مثلما لم تشتعل أبدا، وكل عرب “إسرائيل” سيتحولون إلى أعداء، ولن يستطيع أحد الدعاء ضد الجنرال يئير غولان بسبب المقارنة التاريخية للأوقات المظلمة، كنت دائما مع تمزيق الأقنعة عن وجه “إسرائيل”، وأمس واليوم تم تمزيقها نهائيا، لكن الثمن قد يكون باهظا ولا يمكن تحمله، يجب تهيئة الملاجئ لأننا قد نحتاجها قريبا.

التاريخ لن يغفر لنتنياهو

ونشر موقع “واللا” العبري أن ليفني علقت على تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع “التاريخ لن يغفر لنتنياهو عن الضرر الذي يلحقه لإسرائيل”، وكتب على فيسبوك “اختار نتنياهو اليمين المتطرف بسخرية – وليذهب الأمن للجحيم”.

وأما عضو الكنيست زهافا غال زعيمة ميرتس فقالت “موعد غير شرعي وغير مسؤول من شخص لا يمكن الوثوق به، ولا يعرف ما مواقفه وأنه جلدة سوط بظهر المواطنين العرب في إسرائيل، أنا لا أثق به كيف سيكون وزير الدفاع؟ هذا التعيين الحساس الخطير يجعل من الحكومة يمينا متطرفًا”.

إرادة شعب لن يُهزم

ويرى محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” أن تعيين ليبرمان “تأكيد أن قادة الكيان جميعهم وبلا منازع لا يتفقون إلا على إراقة الدم الفلسطيني أولا وأخيرا، وأنه لا يوجد صقور أو حمائم؛ فالمصلحة تقتضي الإخلاص للمشروع الصهيوني الدموي العنصري، ودعم وتأييد أي قيادة تأتي لتنفيذ هذا المشروع”، لافتا إلى أن القناة العاشرة كشفت أن هناك اتفاقا مبرما بين نتنياهو وليبرمان يقضي بتنفيذ عقوبة الإعدام على كل من يلقى القبض عليه بتنفيذ عمل مقاوم ضد “إسرائيل”، وسيجري المصادقة عليه مستقبلا.

ويذهب المحلل إلى أن ليبرمان سيطلق أيدي المستوطنين في الضفة الغربية، وتتزايد أعمال مصادرة الأراضي، والاقتحامات للمسجد الأقصى.

 وقد أكدت صحيفة هآرتس على هذا المفهوم؛ إذ إن الرؤية القادمة لحكومة الاحتلال ستكون على مزيد من العنف والمزيد من إراقة الدم الفلسطيني بناءً على رؤية وزير الحرب الجديد.

وأشارت الصحيفة إلى أن ليبرمان كان دائما ما يتمسك بشروط وضعها لموافقته على الانضمام للحكومة برئاسة نتنياهو على رأسها إنهاء حكم حماس، واستئناف البناء في مستوطنات الضفة والقدس.. فهل وافق نتنياهو على هذين الشرطين؟ تتساءل الصحيفة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اعتقال المرابطة المقدسية سحر النتشة

اعتقال المرابطة المقدسية سحر النتشة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، المرابطة المقدسية سحر النتشة من منزلها في بيت حنينا شمال القدس...

هكذا حاول الاحتلال تجنيد عملاءٍ له في غزة

هكذا حاول الاحتلال تجنيد عملاءٍ له في غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت منصة "المجد الأمني" التابعة للمقاومة في قطاع غزة، عن منصات مشبوهة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملت أسماء...