الجمعة 17/مايو/2024

تقرير مراقب الدولة.. كيف أدب القسام جيش الاحتلال

تقرير مراقب الدولة..  كيف أدب القسام جيش الاحتلال

شكلت مسودة تقرير “مراقب الدولة” حول مجريات الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014، صدمة عارمة في المجتمع “الإسرائيلي”، حيث استعرض التقرير تصرف القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية خلال العدوان، وهو ما أبرز حجم الإخفاقات التي مني بها الاحتلال دون أي إنجاز على الأرض.

فتحت عنوان “كيف أدب القسام الجيش الإسرائيلي وجره إلى معركة طويلة خاسرة”، كتب  الصحفي المعلق في صحيفة معاريف”بن كسفيت”، قراءة استعرض فيها ما تسرب من التقرير السري الذي أعده “مراقب الدولة” حول الحرب، وهو ما رصده قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام”.
 
هزة سياسية
يقول الكاتب: في أوائل شهر أيار، تلقى نحو 40 من كبار المسؤولين “الإسرائيليين” مسودة تقرير سري من قبل مراقب الدولة “جوزيف شابيرا”، التقرير ركز على عملية “الجرف الصامد” التي هزت هدوء “إسرائيل” في صيف 2014، وفي غضون يوم واحد تسربت أجزاء معينة من التقرير للصحافة مثيرةً بذلك حرب شاملة بين القيادة السياسية والعسكرية في الدولة، الجميع كان يهاجم الجميع.

 ويضيف الكاتب؛ انتقد رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، مراقب الدولة وهاجم أعضاء مجلس الكابنيت السابقين أعضاء مجلس الكابنيت الحاليين، جنرالات تحدت جنرالات، زعيم حزب إسرائيل بيتنا “أفيغدور ليبرمان” هاجم الجميع بكلمات قاسية، هذا ما حدث عندما قضى جيش هائل مدرب تدريباً جيداً ومجهز تجهيزاً جيداً 51 يوماً قاسياً ضد جماعة صغيرة ومحاصرة كانت لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ حتى اللحظات الأخيرة من الحملة.

قلق وترقب
ويرى بن كسفيت، أن كل هذا حصل في الوقت الذي يتساءل فيه أي شخص عن موعد الجولة المقبلة مع غزة لا يفيد، حيث بدأ تبادل لإطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس من جديد على مدى الأسبوعين الماضيين، بعدما أحرز الجيش تقدما كبيراً في إيجاد حل للتغلب على مشكلة الأنفاق الهجومية، في الأسابيع القليلة الماضية وحدها كانت التكنولوجيا الجديدة التي طورها الجيش قادرة على اكتشاف نفقين اخترقا الأراضي “الإسرائيلية”، كما يقول.

 ويعتقد الكاتب أنه على الرغم من أن حماس بعيدة عن استعادة قدراتها الاستراتيجية التي كانت قبل عملية “الجرف الصامد”، إلا أنه يمكن أن تؤدى الظروف إلى جولة جديدة من القتال في أي وقت.

ويقول “عملية الجرف الصامد” لا تكاد تعتبر قصة نجاح “إسرائيلية” على حد وصف الكاتب، حتى لو كان ذلك صحيحاً أن “إسرائيل” ألحقت أضراراً كبيرة في قطاع غزة، إلا أنها عانت أيضاً من خسارة 72 شخصا 67 منهم جنود، كان الوقت خلالها عصيباً لاتخاذ إجراءات فعالة ضد حماس التي واصلت إطلاق الصواريخ حتى اللحظة الأخيرة من الحملة.

ويضيف “للمرة الأولى منذ تأسيسها؛ تمكنت حماس من ضرب “تل أبيب”، شلت فيها المدينة الهادئة على خلاف ذلك لعدة أسابيع طويلة، وحتى تسببت بإيقاف تشغيل مطار “بن غريون” لمدة يومين، ولكن حتى بعدما واجهت “إسرائيل” كل هذا كان مجلس الكبنيت يجد صعوبة في اتخاذ القرارات، وكان الجيش متردداً في احتلال غزة، وعمليات تحييد منظومة الأنفاق أطلقت فقط بعد مراوغات طويلة وبتكلفة باهظة.

ويذكر الكاتب؛ أنه تم توجيه معظم الانتقادات لرئيس الأركان السابق “بيني غانتس” على الرغم من أن أجهزة الإستخبارات لم تخرج نظيفة أيضاً، “مباغتة الأنفاق” تعتبر فشلاً مدوياً حيث فشلت أجهزة الاستخبارات في التعرف على حجم المشكلة في الوقت المناسب، ولم يتم إبلاغ أعضاء الكبنيت وفشلوا في دراسة القضية، وكان الجيش لم يطور وسيلة لمحاربة الأنفاق، وبدلاً من ذلك اختار الارتجال في جميع أنحاء القتال.
 
ارتباك واضح
ويعرض مسودة التقرير “إسرائيل” على أنها مرتبكة وغير حاسمة ومترددة، وكل التكهنات التي أوردها رئيس هيئة الأركان لمجلس الكبنيت قد انهارت في الوقت الحقيقي، وعلاوة على ذلك أخفى رئيس الوزراء معلومات حيوية عن وزرائه بما في ذلك حالة إمدادات الذخائر طيلة فترة القتال.

وتشير صحيفة “معاريف” أن أحد المسؤولين الأمنيين “الإسرائيليين” البارزين أخبر موقع المونيتورالعبري طالباً بعدم نشر اسمه بالقول: “إذا صدرت بيانات عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقت خلال عملية الجرف الصامد للجمهور؛ فإن الجميع سيصاب بالرعب”، ربما أنه ليس لديها حلاً آخر، “إسرائيل” استخدمت كم هائل من ذخائر الهجوم المباشر المشترك في محاولة منها لتدمير الأنفاق، النظام فشل ولكن “إسرائيل” قد استخدمت بالفعل جزءاً كبيراً من مخزونها الذي تكدس لأغراض استراتيجية أخرى أكثر جدارة، أربعة ألوية دبابات من الجيش النظامي ( حوالى 400 دبابة) شاركت في الحملة وأطلقت كميات هائلة من القذائف، تقريباً استنفذت مخزوناتها.

تأديب الجيش
وتساءل بن كسفيت: ماذا سيحدث لو كنا سنواجه حرباً حقيقية، ولم تكن مناوشات محلية في غزة؟ أحد الضباط “الإسرائيليين” البارزين المتقاعدين، أخبر موقع المونيتور بشرط عدم الكشف عن هويته “بعد عملية الجرف الصامد رئيس الموساد الراحل مئير داغان عبر عن صدمته من النتائج، نحن نتعرض للتأديب من قبل منظمة صغيرة”.

ويؤكد الكاتب أن الاضطراب اندلع في الجيش بعدما انتقد اللواء “يوم توف ساميا” القائد السابق للمنطقة الجنوبية علناً حول الطريقة التي عمل فيها خلال العملية العسكرية، وقوبلت تصريحاته برد عام ساخط من قبل اللواء “سامي ترجمان” الذي كان قائد القيادة الجنوبية في وقت العملية، ومن ناحية سياسية، فقد استغل عضو الكنيست ليبرمان الفوضى التي تسببت بها مسودة التقرير، بمواصلة هجماته ضد صورة نتنياهو باعتباره الخبير الأمني، نتنياهو من جانبه يهدف أيضاً إلى توجيه هجمات إلى شخص ليبرمان.

وختم بن كسفيت قراءته؛ أن الشخص الوحيد الذي حافظ على صمته هو وزير التعليم “نفتالي بنيت” الذي كان عضوا في مجلس الوزراء على حد سواء خلال عملية الجرف الصامد، والآن هو أول شخص أدرك الخطر الذي تشكله الأنفاق من خلال المطالبة الفورية بحل مشكلتها، و ضغط على مجلس الوزراء للموافقة على مثل هذه الأعمال في نهاية العملية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

حماس تعلق على كلمة عباس أمام قمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن أسفها مما جاء في كلمة رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة العربية...

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

المقدسيون.. شرف الانتماء وضريبة الرباط

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام في غمرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني رفضاً للاحتلال، وطلباً للحرية، ودفاعاً عن المقدسات، تتواجد ثلّة...

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

حماس ترحب بالبيان الختامي لقمة البحرين

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان الختامي الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عُقدت...