الجمعة 31/مايو/2024

عائلة بشكار.. حكاية الشهداء والأسرى

عائلة بشكار.. حكاية الشهداء والأسرى

جلست أم فوزي والدة المعتقل السياسي هشام بشكار “شاردة” في منزلها في حي المساكن في مدينة نابلس، تطالع صورة ولدها “هشام” المعتقل في سجن جنيد منذ عدة أشهر على ذمة المحافظ بلا تهمة أو محاكمة، لم تخفِ مخاوفها على ضياع المزيد من الأعوام من عمر ولدها في حياته الجامعية، كما حصل مع نجلها البكر “فوزي”، الذي ما زال على مقاعده الدراسية منذ (8) سنوات غير قادر على إتمام متطلبات تخرجه بسبب تتابع الاعتقالات بين السلطة والاحتلال.

تقول أم فوزي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، بعد تنهيدة طويلة: “باتت أمنيتي الوحيدة أن أرى ولدي البِكر فوزي خريجاً من الجامعة، فهو على مقاعد الدراسة منذ العام 2009 رغم جده واجتهاده، فكل زملائه تخرجوا إلا هو”، وتضيف: “لقد سرق الاحتلال من حياته الجامعية ثلاث سنوات عندما كان في سنته الأولى، وبعد أن خرج أكملت أجهزة السلطة الدور بتوالي اعتقالاته”.

وتشير أم فوزي إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تعمد إلى اعتقال نجلها “فوزي” قبيل كل امتحانات فصلية، لتضيع عليه دراسته، “فبعد خروجه من سجون الاحتلال في العام 2012 توالت الاعتقالات، وآخرها اعتقاله، في العام 2016 ودون أية تهمة، سوى نشاطه النقابي في الجامعة كعضو في مجلس اتحاد الطلبة، ومنسق للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وقد أنهي اعتقاله الأخير لدى جهاز الأمن الوقائي في (8-5) الجاري بعد 18 يوماً، وهو معتقل على ذمة المحافظ، بلا تهمة أو محاكمة”.

وتتابع أم فوزي: “أما شقيقه الثاني هشام، فهو طالب في سنته الثانية في جامعة القدس المفتوحة، ومعتقل منذ بداية مارس /آذار الماضي، بلا تهمة وعلى ما يسمى على ذمة المحافظ”، ولا تخفي والدته خشيتها أن يكون مصير هشام من توالي الاعتقالات كمصير شقيقه الأكبر فوزي، وكل ذلك على خلفية الانتماء السياسي.

استهداف الاحتلال
تنحدر عائلة بشكار من مدينة بيسان المحتلة عام 1948، وسكنت بعد هجرتها في مخيم عسكر الجديد بمدينة نابلس، ويعتبر “فوزي” و”هشام” من جيل الأحفاد، فوالدهما محمد وأعمامها الستة تعرضوا كلهم لاعتقالات متتالية لدى الاحتلال والسلطة.

فقد اعتقل الأب محمد (48 عاماً) في الأعوام، (1986 و1989 و1993) لعدة مرات بمجموع عامين كاملين، رغم كونه كان يتولى رعاية عائلته منذ الثامنة عشرة من عمره عقب وفاة والده”.

أما عنان (42 عاما) فقد اعتقل أول مرة في العام 1990 لمدة شهر، وفي العام 1992 لمدى ثمانية أشهر، كما اعتقل خلال العامين (1994-1996)، واعتقل ثانية في العام (2002-2004) لمدة 21 شهراً”.

أما شادي (40عاماً) فقد اعتقل في العام 1994 لمدة ثمانية أشهر، وثانية لمدة عامين من عام (2002-2004)، ولمدة سبعة أشهر في العام 2011، لتقوم وكالة الغوث بفصله من عمله كمدرس في مدارسها على خلفية اعتقاله رغم حصوله على شهادة ماجستير في الشريعة الإسلامية.

أما الأخ الرابع عبد الهادي (38 عاماً) فقد اعتقل لمدة 21 شهراً في العام (1994-1996)، و21 شهراً أخرى في الأعوام (2002-2004)، أما عبد الرحمن (37 عاماً) فقد اعتقل في العام 1999 لمدة 10 أشهر.

ويشير شادي بشكار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أنه في بعض الاعتقالات غيب الاحتلال أغلبنا عن البيت، ففي العام 1994 كنا أربعة في سجون الاحتلال، أنا وعبد الهادي وعنان وعلاء، وفي العام 1994 توزعنا، أنا وعنان في سجون السلطة، وعبد الرحمن في سجون الاحتلال”.

الأسير القسامي

أما أصغر أبناء العائلة فهو عبد الرحيم (33 عاماً) الذي انضم في الانتفاضة الثانية، في الثامنة عشرة من عمره للعمل في كتائب الشهيد عزالدين القسام، بصحبة الشهيد القسامي القائد طاهر جرارعة، وبعد عدة عمليات إطلاق نار على دوريات الاحتلال نفذها، اعتقل في مارس/ آذار عام 2002 وحكم بالسجن لمدة 20 عاماً، ويمضي اعتقاله الآن في سجن ريمون.

وقد حصل في سجنه على شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى، وحفظ (25) جزءاً من القرآن الكريم، إضافة لكونه خطيباً مفوهاً.

كما قدمت العائلة على مدار مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال شهيدين، الأول هو عدنان أحمد بشكار الذي ارتقى في (1-1-1972 في عملية فدائية في هضبة الجولان، وفي الانتفاضة الثانية، وتحديداً في (5-19-2002) الاستشهادي أسامه عادل أحمد بشكار منفذ عملية استشهادية في مدينة (أم خالد) نتانيا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وقد هدمت قوات الاحتلال عقب العملية منزل عائلته.

استهداف السلطة
لم يكن استهداف أجهزة السلطة للعائلة بأقل مما نالها من الاحتلال، فقد طالت الاعتقالات أغلب أفراد العائلة مراراً وتكراراً.

فقد تعرض الابن الثاني للعائلة عنان بشكار في العام 1997 للاعتقال في سجن أريحا لمدة شهرين، وفي العام التالي 1998 اعتقل مرة أخرى لعام ونصف في سجن جنيد بمدينة نابلس، علاوة على عشرات المرات من الاستدعاءات، أما علاء فقد اعتقل في العام 2008 لمدة ثلاثة أشهر، فيما اعتقل شادي بشكار في سجن جنيد من العام 2002-2004، كما اعتقل في العام 2011 لمدة أربعة أشهر لدى جهاز الأمن الوقائي.

أما عبد الهادي فقد اعتقل لعام كامل في العام 2007-2008 لدى جهاز الأمن الوقائي، واعتقل بعدها لفترات متقطعة لبضعة أشهر، وبلغ مجموع ما أمضى في سجون السلطة 15 شهراً تعرض فيها لعمليات تعذيب جسدي شديد.

حتى أحفاد العائلة لم يسلموا من اعتقالات السلطة؛ فقد اعتقل فوزي محمد بشكار لست مرات بلغ مجموعها 10 أشهر تعرض خلالها لتعذيب شديد في سجني أريحا وجنيد، فيما لا زال شقيقه هشام يقبع بالاعتقال على ذمة المحافظ منذ (5-3-2016)، كما تعرض محمد علاء بشكار للاعتقال أربعة أيام، وكذا إسلام عنان بشكار الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.
 
أمام ما سلف من استهداف “مزودج” يبقى أبناء عائلة بشكار صامدين لم تلن لهم قناة، فيما يغذي كبار العائلة شبابها بروح العطاء على خطى تحرير الأرض من الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان في غارة للاحتلال على جنوب لبنان

شهيدان في غارة للاحتلال على جنوب لبنان

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخصان، وأصيب آخر بجروح، في غارة شنها الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس، على بلدة حولا جنوبي...