الجمعة 31/مايو/2024

الطفل سيف الدين.. رصاصة صهيونية فجرت الحوض وعطلت الإخراج

الطفل سيف الدين.. رصاصة صهيونية فجرت الحوض وعطلت الإخراج

ما يقاسيه الطفل سيف الدين يفوق الوصف، فقد كلفته المشاركة في احتجاج سلمي رصاصة “إسرائيلية” متفجرة عطلت عنده وظيفة الإخراج وحولته لمعاق من نوع خاص.
 
وكان الطفل سيف الدين جهاد الهور (16 عاماً) قد ثبّت العلم الفلسطيني على السلك الفاصل بين مخيم البريج وفلسطين المحتلة، فأطلق جنود الاحتلال عليه رصاصة متفجرة فجرت حوضه وفتحة الإخراج وعظمة العصعص.
 
وعجزت مستشفيات غزة عن علاج سيف فاضطر لإجراء عملية في فتحة الشرج في مستشفيات “إسرائيل” لكن مشكلته في عدم التحكم في الإخراج لا زالت مستمرة وعلاجها كما يقال في ألمانيا وأمريكا.
 
ويطلق جنود الاحتلال بشكل متكرر الرصاص المتفجر على الأطفال والشبان الذين يشاركون بشكل أسبوعي في احتجاجات سلمية قرب السلك الفاصل منذ اندلاع انتفاضة القدس ما أدى لوقوع بتر في أعضاء المصابين وإعاقات دائمة للكثيرين.
 
إعاقة خطيرة

من بين عشرات الشبان المحتجين قبالة موقع أبو مطيبق العسكري اختارت مجندة “إسرائيلية” كانت متمركزة خلف ساتر ترابي برفقة مجموعة من الجنود جسد الطفل سيف الدين وأطلقت عليه رصاصة متفجرة اخترقت فخذه الأيسر.
 
يقول سيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” :”كانوا 20 جنديا منبطحين خلف السواتر الترابية واثنان داخل جيب عسكري، وعندما علقت العلم الفلسطيني ورجعت شعرت برصاصة تخترق جسدي، وسقطت عاجزاً عن الحركة والدم ينزف مني” .
 
حاول سيف الزحف لكنه عجز، فتقدم أحد الشبان وحاول سحبه فأطلق الجنود النار عليه، وعندما كرر المحاولة نجح في المرة الثالثة، حتى نقله الشبان لعربة الإسعاف.
 
في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح استغرقت العملية 4 ساعات ونصفا، ومكث بعدها 3 أيام في العناية المركزة، ظهرت بعدها إعاقته التي لم يعرفها إلا بعد 20 يوما.
 
ويؤكد والده أن الأطباء أخبروه أن الرصاصة المتفجرة فجرت فتحة الشرج والأوردة والأعصاب المحيطة بها، وكذلك العظام الخلفية للحوض والعظمة العصعصية.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لديه بتر في فتحة وصمام الشرج وتدمير في خلفية الحوض، ومخرج الرصاصة تعدى 15 سم، وبعد العلاج بغزة توجهت في إبريل الماضي لمستشفى مار يوسف بالقدس لإجراء عملية تجميل لمكان كانت فيه فتحة الشرج” .
 
آلام خاصة
 
تبدلت حياة سيف بالكامل فقد اضطر لترك تعلميه المهني وملازمة البيت فتعطل وظيفة الإخراج لديه تمنعه من الابتعاد 4 ساعات عن البيت.
 
ويشير والده أن ابنه مضطر لتركيب كيس طبي للإخراج من خاصرته بعد أن فقد وظيفة الإخراج الطبيعية، وأنه يحتاج 90 كيسا شهرياً يجد مشقة في الحصول عليها.
 
ويضيف: “أبحث عن كيس الإخراج في الجمعيات وأحياناً لا نجد فنضطر لغسل القديم واستخدامه مرة أخرى، جمعية أطباء بلا حدود يزورونه بشكل يومي للإشراف على جراحه وتأهيله”.
 
لا يستفيد سيف من الطعام الذي يأكله لخصوصية حالته الصحية؛ ما انعكس على جسده النحيل وحتى المشاركة في المناسبات الاجتماعية العامة انتهت من حياته.
 
ويؤكد والد سيف الذي يلازمه في كافة محطات العلاج، أن جنود الاحتلال يتعمدون إصابة الأطفال والفتيان بإعاقات دون أن يقتلوهم لما يبدو على شبان وفتية انتفاضة القدس من جرأة يشعرون بالقلق منها.
 
وأخبر الأطباء والد سيف أن العلم توصل لصناعة جهاز بلاستيكي مطاطي يثبت مكان فتحة الشرج، وله أزرار تحكم آلية تثبت في خاصرة الجسم تمكنه من الإخراج وغسل الجهاز بعد ذلك، لكنه لا يوجد إلا في المستشفيات الأمريكية والألمانية.
 
ويقول سيف إنه رغم صعوبة حالته الصحية والنفسية يحاول التكيف مع إعاقته التي كلفته الكثير؛ حيث لا زالت آثار التشوهات واضحة في فخذه الأيمن الذي شهد خروج الشظايا من عدة مناطق فيه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات