راما الجعابيص.. طفولة مكبلة بـسوار إلكتروني

تواصل قوات الاحتلال استهداف طفولة فلسطين، في مسعى منها لـ”وأد” مستقبلهم بعد أن فشلت نبوءاتهم الصهيونية، بأن “الكبار يموتون والصغار ينسون”، فانتفاضة القدس جذوتها فتية أذاقوا الاحتلال شتى صنوف المقاومة، فعمد الاحتلال إلى اتباع أساليب إجرامية تخالف أبسط معايير القوانين الدولية تجاه أطفال فلسطين.

الطفلة راما الجعابيص (14عاما) من بلدة جبل المكبر، كبل الاحتلال طفولتها “بسوار إلكتروني” لا يفارقها  في سجنها المنزلي، ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تطالب باحترام الطفولة، اعتقلت مؤخرا بتهمة حيازة سكين بزعم تنفيذ عملية طعن في منطقة باب العمود وسط القدس، مكثت في السجن حوالي شهرين، وتعتبر أصغر أسيرة مقدسية، أطلق الاحتلال سراحها قبل عدة أيام وتم إبعادها عن بلدتها وتحويلها للحبس المنزلي المفتوح.

لم تتحدث لمراسلنا، فحالتها النفسية حالت بينها وبين الكلام، ولكن نظراتها تجاه قدمها التي يكبلها سوار إلكتروني يحاصر طفولتها، اختزلت كل الكلمات، يقول والدها لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “تعيش (راما) اليوم حالة صعبة جراء الحبس المنزلي، فهي ممنوعة من الذهاب إلى المدرسة أو الخروج من البيت لأي ظرف كان”، ويضيف:” اضطررنا للانتقال إلى منطقة عين نقوبا، بدلاً من العيش في منزلنا ببلدة جبل المكبر، بعد أن أجبرتنا سلطات الاحتلال على ذلك”.

ويوضح والد الطفلة، بأن “راما” تمضي أوقاتها في المنزل باستخدام الحاسوب ومطالعة الكتب ومشاهدة التلفاز وممارسة هواية الرسم، “وتتمنى أن تعود لمقاعد الدراسة قريباً لمقابلة أصدقائها ومعلماتها في المدرسة”.

ويشير “الجعابيص” إلى أن طفلته تطمح بأن تتخرج من الجامعة و تصبح محامية لتدافع عن شعبها الفلسطيني وقضيته العادلة.

من جهته ندد أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، بإجراءات الاحتلال الظالمة التي تستهدف أطفال مدينة القدس من “ضرب وتنكيل واعتقال وإبعاد”، مشيرا إلى أن الاحتلال يحاول خلق مبررات من أجل إبعاد الأطفال عن المدينة المقدسة.

وشهدت قضية الأسيرات الفلسطينيات تحولا منذ اندلاع انتفاضة القدس في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2015)، إذ ارتفع عدد الأسيرات إلى ثلاثة أضعاف.

ولا تعامل مصلحة السجون الأسيرات القاصرات معاملة خاصة، بل تتبع معهن أساليب التنكيل والتحقيق والضغط النفسي كالبالغات تماما.