بيرزيت .. طريق المقاومة المتواصل منذ العياش

كانت ولا تزال جامعة بيرزيت الواقعة قرب مدينة رام الله، محطّ الأنظار في كل ثورات وتحركات الشعب الفلسطيني، لما تمثله من رمزية هامة في المقاومة، وما تلعبه من دور في الحركة الطلابية في جامعات الوطن.
ويبدو تخوف الاحتلال واضحًا من الدور الذي من الممكن أن تلعبه جامعة بيرزيت بحركتها الطلابية الرائدة للمقاومة، سواء أكان ذلك من خلال نشاط طلبتها وأثرهم في الشارع الفلسطيني، أو من خلال تاريخها المشرف بالعمليات البطولية التي يتردد صداها إلى الآن، تلك العمليات التي هزت عمق المحتل وضربت منظومة الأمن فيه.
وقد كان لبيرزيت من هذا الطريق الشاق الأثر العظيم من خلال التضحيات الجسام التي قدمها أبناؤها، ابتداء بالقائد يحيى عياش ومرورًا بسلسلة كبيرة من الاستشهاديين والأسرى الذين صنعوا تاريخًا جديدًا بعملياتهم البطولية وجهادهم الدؤوب دفاعًا عن قضيتهم الأولى ألا وهي التحرر من ظلم المحتل.
موسى وعمليته النوعية
ومن أبرز من قدمتهم جامعة العياش خلال السنوات الأخيرة هو الأسير البطل أحمد موسى من بلدة بيت لقيا غرب رام الله، الذي فاجأ الاحتلال بعملية بطولية داخل حافلة صهيونية وسط “تل أبيب”؛ حيث كان لهذه العملية رسائل مهمة جدًّا في حينها، أولها أن العمليات البطولية رجعت إلى قلب الكيان بعد توقف دام 6 سنوات بسبب الملاحقة والتشديد على المقاومة، والأخرى كانت بأن الضفة بشبابها ومقاوميها لن يتركوا غزة وحيدة في معركتها آنذاك مع المحتل.
ولم يكن مفاجئًا حينها مسؤولية الأسير البطل أحمد موسى عن العملية البطولية، كيف لا وقد عُرف عنه نشاطه في صفوف الكتلة الإسلامية، وكان أحد رجال المواقف فيها؛ حيث كان من المتحدثين باسمها في أحلك ظروف الكتلة حينها.
السرية أساس النجاح
وكان من أبرز ما ميز أحمد ونشاطه في كتائب القسام، السرية التامة في العمل المقاوم؛ حيث إنه، ورغم بروزه كناشط في العمل الطلابي والنقابي، إلا أنه كان يخفي وراء ذلك شخصية أخرى لم ترض الهوان، ولم تسكت على رؤية الأبرياء من أطفال ونساء غزة يذبحون على يد المحتل دون أن يحرك ساكنًا.
وهنا برز دور الأسير موسى في وعيه الشديد وحكمته التي أهلته لإخفاء ذلك السر العميق الذي كان يحوم في قلبه، إلى أن جاءت اللحظة المناسبة لضرب منظومة أمن الاحتلال، ففي اللحظة التي كانت صافرات الإنذار تدوي مع كل صاروخ يخرج من غزة، فاجأهم موسى بعملية نوعية في قلب “تل أبيب”، شكلت رعبًا غير مسبوق حينها لدى جموع الصهاينة.
روح وأمل.. والمسير متواصل
وقد بعث أحمد بعمليته تلك، الروح والأمل في شباب الجامعات ليدلل على أن الحركة الطلابية ستبقى دائمًا رائدة وقائدة في العمل المقاوم، وأكد أن المسير متواصل، وأن الطريق الذي خطه العياش وأكمله التلاحمة وحلاوة وأبو حميد وإيهاب أبو سليم وضياء الطويل؛ سيبقى قائما ما دام الاحتلال جاثمًا على صدور شعبنا الذي تاق كثيرًا لحريته.
وخلال انتفاضة القدس الحالية، لا تزال بيرزيت تدلل على أن النهج مستمر، وأن الراية لن تسقط، وأن ما يخبئه طلبتها سيكون أكثر مما يتوقعه الاحتلال، فهي على الدوام على عهدها، وستبقى كما كانت مع قسم المقاومة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...