عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

عامر الترابين.. الراعي الصغير الذي واجه رصاص الاحتلال

عامر الترابين.. الراعي الصغير الذي واجه رصاص الاحتلال

يكاد الطريق الزراعي المؤدي لمنزل الطفل راعي الأغنام عامر الترابين (15 عامًا)، يخلو من المارة سوى عربات النفايات التي تفرغ حمولتها في مجمع قرية جحر الديك المقابل لمنزله.
 
لدقائق انتظر”مراسل المركز” قدوم أحد المارة ليدله على منزل الراعي الترابين الذي أصيب قبل أيام برصاص جنود الاحتلال وهو يرعى الأغنام قرب السلك الفاصل بين قطاع غزة و”إسرائيل”، حيث تفرض قوات الاحتلال منطقة عازلة على طول خط الحدود مع قطاع غزة تطلق فيها النار على كل من يتجاوز 300 متر مخالفةً بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عقب حرب 2014.
 
راعي الأغنام
 
الشاب خالد السواركة أحد سكان القرية شرع في رواية ساخطة على ما يجري على الحدود.
 
يقول خالد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”:”بالأمس أصيب جارنا الطفل راعي الأغنام برصاصة، أعرف أن مجندات “إسرائيليات” من أصل روسي يطلقن النار عبر جهاز الكمبيوتر على رعاة الأغنام وكل إنسان  يقترب من الحدود وهن يحتسين القهوة”.
 
في كوخ الصفيح المجاور لمنزل دياب الترابين والد الراعي الصغير، حيث يصافحه خالد السيد أحد جيرانه، مهنئاً بنجاته من رصاص الاحتلال ويمضي مواصلاً طريقه إلى منزله.
 
يودع دياب جاره خالد مشدداًعلى إيصال سلامه لذويه قبل أن يشرع في رواية ما جرى حين فتح جنود الاحتلال النار بشكل مباشر على قطيع الأغنام التي يرعاها ابنه عامر فأصيب بجراح في راحة يده.
 
بعد دقائق يظهر الطفل عامر ويده ملفوفة برباط طبيَ ضاغط يخفي خلفه أثر رصاصة الجندي “الإسرائيلي” الذي تعمّد إطلاق النار عليه فتسبب في قطع لشريان يده ونزيف حاد استمر لأكثر من نصف ساعة.
 
يقول عامر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”:”كنت أرعى الغنم أنا وأختي هبة على بعد 250 مترا من الحدود، فأتى جيبان عسكريان وتوقف أحدهما ونزل منه جنديان وبدأوا إطلاق النار علينا فهربنا، وتفاجأت بنزيف في يدي وشعرت بالدوار الشديد”.
 
يؤكد الأب رواية ابنه أن جنود الاحتلال كانوا في مهمة صيانة للسلك الحدودي وأنهم يرفضون وجود أي إنسان مقابل مهمتهم، لذا يفتحون النار بكثافة على كل من يقترب 300 متر من الحدود.
 
ويشيرإلى أن هبة شقيقة عامر وابنة خاله وردة اللتان كانتا مع عامر، أسرعتا به إلى المنزل متجاوزتين 800 متر، ولا زال إطلاق النار يطاردهما حتى وصلتا البيت طالبين نجدة عربات الإسعاف.
 
المهمة الأخيرة

من يأتون لزيارة عامر يحدثهم والده عن خطورة الحادثة ويريهم آثار الدماء التي نزفها قبل وصول عربة الإسعاف والتي تركت خطاً متقطعاً من الدماء لا زال واضحا على طريق الترابي المؤدي لمنزله.
 
وحين يسأل أحدهم الطفل عامر هل سيعود لرعي الأغنام من جديد؛ يومئ بالرفض رافعاً يده المصابة التي لا زالت آثار النزيف واضحةً على أظفاره الطريّة.
 
ويضيف عامر: “في الصباح يعمل أخي الأكبر بالرعي ويعود، وعند الظهيرة أرعى أنا وأختي، ودائما يطلقون النار ونهرب منهم، ولكن لم أتوقع أن أصاب هذه المرة بشكل مباشر”.
 
ويعرب والد عامر عن قلقه مما جرى مشهراً التقرير الطبي الذي ناله من مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح عقب تلقي ابنه العلاج هناك والذي يوضح “وجود جرح قطعي عميق.ما أدى لقطع أحد أفرع الشريان الكعبي” حسب نص التقرير.
 
ويقول السيد والده إن فصل الربيع يعد فرصة جيدة للرعي في ظل غلاء أسعار الأعلاف، وأن المنطقة العازلة التي فرضها الاحتلال على طول 300 متر تمنع المزارعين من زراعة محاصيلهم فيها، فيحاول الرعاة استغلالها للرعي، لكنهم يتعرضون للخطر.
 
ويتعرض رعاة الأغنام منذ أسابيع لإطلاق النار على طول خط الحدود؛ حيث يمارسون عملهم في المناطق الحدودية الغنية بالعشب، فتطردهم رصاصات الاحتلال التي أصابت بعضهم وفتكت برؤوس الأغنام على طول خط الحدود.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات