السبت 01/يونيو/2024

في تل ارميدة بالخليل .. الفلسطينيون أرقام على أعتاب الحي المحاصر

في تل ارميدة بالخليل .. الفلسطينيون أرقام على أعتاب الحي المحاصر

يشعر الناشط الحقوقي عماد أبو شمسية، بالمرارة والقهر، كلما دخل وخرج من حي تل ارميدة؛ لأن دخوله وخروجه مرهون بالرقم الذي “منحته” له قوات الاحتلال الصهيوني، فيما بدا محاولة لإلغاء الإنسان الفلسطيني وتحويله إلى مجرد رقم ينتظر المرور عبر بوابات وحواجز الموت المؤدية للحي.

أبو شمسية، الذي بات أحد رموز الحي بعد الفيلم الذي صوره، ووثق فيها إعدام أحد جنود الاحتلال الشهيد عبد الفتاح الشريف، في 24 مارس / آذار الماضي، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أحصت قوات الاحتلال على حاجز الكونتينر كل سكان الحي، وصنفت لنا أرقامًا سُجلت على جيب الهوية الشخصية بقلم الحبر الأزرق، ولا يستطيع أحد منا العبور والوصول إلى منزله إلّا من خلال الرقم”.

“الرقم” مفتاح الدخول

وأضاف بمرارة “من لا يوجد له رقم لا يدخل إلى منزله بتاتا، فأحيانا كثيرة يُمسح الرقم عن جيب الهوية؛ بسبب العرق أو ملامستها للماء أو عبث الأطفال بها، وهذه بدوره يحرم صاحب الهوية الممسوح رقمها من دخول منزله!!”.

ويقع حي ارميدة في قلب مدينة الخليل، وهي المنطقة الأولى التي تأسست عليها المدينة قبل ستة آلاف عام، ويعاني سكانه من عربدة المستوطنين، المعروفين بتطرفهم، فيما تتحكم قوات الاحتلال بشكل كامل بحركة دخول وخروج سكان الحي.

ويؤكد الباحث أبو شمسية أن المرور عبر بوابة الكونتينر على مدخل شارع الشهداء رحلة إذلال إجبارية يعيشها سكان الحي، لافتا إلى أن الإجراءات العنصرية التي يمارسها جنود الاحتلال على الحاجز المذكور تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم من منازلهم.

ويوضح آلية الدخول والخروج؛ إذ إن المواطن الذي بحوزته الرقم “ينتظر طويلا على الحاجز حتى يُسمح له بالدخول بعد تدقيق جنود الاحتلال في القوائم التي بحوزتهم، وقد يُعتدى عليه ويُؤمر بالوقوف إلى الحائط ويفتش رغم أنهم يعرفون أنه من سكان المنطقة”.

وأشار إلى أنه كما غيره من المواطنين كثيرًا ما احتُجزوا في العراء في ظل الطقس البارد وتحت الأمطار المنهمرة، حتي يتم السماح لهم بالعودة لمنازلهم.

عربدة تهدف للتهجير
وقال: “الحياة في شارع الشهداء وتل الرميدة معقدة جدا بسبب إجراءات الاحتلال اليومية تجاه المواطنين الفلسطينيين الذين يقطنون المنطقة، والهدف واضح جدا هو الدفع إلى تهجير عشرات الأسر المصرّة على الرباط والتحدّي رغم العذابات اليومية”.

وتعرض أبو شمسية للتهديد بالقتل وحرق منزله بعد تصويره عملية الإعدام، فيما داهم الاحتلال والمستوطنون منزله، ومارسوا أعمال عربدة واستفزاز له.

ويشير الباحث الفلسطيني المتخصص في توثيق انتهاكات الاحتلال والمستوطنين، إلى أن الأهالي أحيانًا يضطرون  إلى البحث عن طرق وعرة عبر الحقول والمنازل، وهو الأمر الذي يعرضهم إلى رصاص القناصة الجاثمين على الأبراج العسكرية.

وقال: “هذه فلسفة احتلالية يومية يقصد منها تعكير صفو حياتنا”، مشددا على أنه “رغم هذه السياسة التهجيرية إلا أن سكان تل الرميدة وشارع الشهداء في البلدة القديمة من الخليل صامدون، ولن يركعوا، ولن يتركوا منازلهم مهما كانت الإجراءات والعذابات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

3 إصابات برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

3 إصابات برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب، اليوم السبت، ثلاثة شبان بالرصاص الحي، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم بلاطة، شرق نابلس. وأفاد...