في تل ارميدة بالخليل .. الفلسطينيون أرقام على أعتاب الحي المحاصر

يشعر الناشط الحقوقي عماد أبو شمسية، بالمرارة والقهر، كلما دخل وخرج من حي تل ارميدة؛ لأن دخوله وخروجه مرهون بالرقم الذي “منحته” له قوات الاحتلال الصهيوني، فيما بدا محاولة لإلغاء الإنسان الفلسطيني وتحويله إلى مجرد رقم ينتظر المرور عبر بوابات وحواجز الموت المؤدية للحي.
أبو شمسية، الذي بات أحد رموز الحي بعد الفيلم الذي صوره، ووثق فيها إعدام أحد جنود الاحتلال الشهيد عبد الفتاح الشريف، في 24 مارس / آذار الماضي، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أحصت قوات الاحتلال على حاجز الكونتينر كل سكان الحي، وصنفت لنا أرقامًا سُجلت على جيب الهوية الشخصية بقلم الحبر الأزرق، ولا يستطيع أحد منا العبور والوصول إلى منزله إلّا من خلال الرقم”.
“الرقم” مفتاح الدخول
وأضاف بمرارة “من لا يوجد له رقم لا يدخل إلى منزله بتاتا، فأحيانا كثيرة يُمسح الرقم عن جيب الهوية؛ بسبب العرق أو ملامستها للماء أو عبث الأطفال بها، وهذه بدوره يحرم صاحب الهوية الممسوح رقمها من دخول منزله!!”.
ويقع حي ارميدة في قلب مدينة الخليل، وهي المنطقة الأولى التي تأسست عليها المدينة قبل ستة آلاف عام، ويعاني سكانه من عربدة المستوطنين، المعروفين بتطرفهم، فيما تتحكم قوات الاحتلال بشكل كامل بحركة دخول وخروج سكان الحي.
ويؤكد الباحث أبو شمسية أن المرور عبر بوابة الكونتينر على مدخل شارع الشهداء رحلة إذلال إجبارية يعيشها سكان الحي، لافتا إلى أن الإجراءات العنصرية التي يمارسها جنود الاحتلال على الحاجز المذكور تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم من منازلهم.
ويوضح آلية الدخول والخروج؛ إذ إن المواطن الذي بحوزته الرقم “ينتظر طويلا على الحاجز حتى يُسمح له بالدخول بعد تدقيق جنود الاحتلال في القوائم التي بحوزتهم، وقد يُعتدى عليه ويُؤمر بالوقوف إلى الحائط ويفتش رغم أنهم يعرفون أنه من سكان المنطقة”.
وأشار إلى أنه كما غيره من المواطنين كثيرًا ما احتُجزوا في العراء في ظل الطقس البارد وتحت الأمطار المنهمرة، حتي يتم السماح لهم بالعودة لمنازلهم.
عربدة تهدف للتهجير
وقال: “الحياة في شارع الشهداء وتل الرميدة معقدة جدا بسبب إجراءات الاحتلال اليومية تجاه المواطنين الفلسطينيين الذين يقطنون المنطقة، والهدف واضح جدا هو الدفع إلى تهجير عشرات الأسر المصرّة على الرباط والتحدّي رغم العذابات اليومية”.
وتعرض أبو شمسية للتهديد بالقتل وحرق منزله بعد تصويره عملية الإعدام، فيما داهم الاحتلال والمستوطنون منزله، ومارسوا أعمال عربدة واستفزاز له.
ويشير الباحث الفلسطيني المتخصص في توثيق انتهاكات الاحتلال والمستوطنين، إلى أن الأهالي أحيانًا يضطرون إلى البحث عن طرق وعرة عبر الحقول والمنازل، وهو الأمر الذي يعرضهم إلى رصاص القناصة الجاثمين على الأبراج العسكرية.
وقال: “هذه فلسفة احتلالية يومية يقصد منها تعكير صفو حياتنا”، مشددا على أنه “رغم هذه السياسة التهجيرية إلا أن سكان تل الرميدة وشارع الشهداء في البلدة القديمة من الخليل صامدون، ولن يركعوا، ولن يتركوا منازلهم مهما كانت الإجراءات والعذابات”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...