السبت 01/يونيو/2024

حديقة زعترة.. أحلام طفولة تطمسها جرافات الاحتلال

حديقة زعترة.. أحلام طفولة تطمسها جرافات الاحتلال

وقفت الطفلة سديل الأقطش (9 سنوات) مشدوهة من هول ما خلفته جرافات الاحتلال الصهيوني في حديقة حارتها الصغيرة (زعترة) التابعة لبلدة بيتا جنوب نابلس، بعدما تمت تسويتها بالأرض خلال دقائق معدودة.

لم يمض على افتتاح الحديقة 6 أشهر حتى تحول المكان الوحيد للعب أطفال زعترة فيها وجلهم من عائلة الأقطش التي تقطن هذا التجمع منذ عدة عقود، وأصولها من بلدة بيتا، إلى خراب.

وتتبع قرية بيتا لمحافظة نابلس، حيث تقع شرق المدينة على بعد 14 كم، ويقطن فيها قرابة 12 ألف نسمة، وقد سميت بهذا الاسم كونها مبيتا آمنا لجميع السكان.

تقول الطفلة سديل “أصبحنا الآن بلا حديقة، لا يوجد مكان نلعب به نحن الأطفال بعد هدمها ..هم يغارون منا ولذلك هدموها”.

عملية الهدم
وعملية الهدم استهدفت الحديقة التي تم بناؤها في المنطقة بدعم أوروبي، وذلك للترويح عن أطفال المنطقة التي تفتقر للكثير من الخدمات.

وجاءت عملية الهدم، بذريعة عدم الترخيص لوقوع الحديقة في منطقة (ج)، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة، حيث كان الاحتلال أخطر بهدمها عند إقامتها قبل عدة أشهر.

ويضع الاحتلال العقبات أمامهم من أجل الحصول على التراخيص اللازمة، فيما يقوم لاحقًا بهدمها أو وقف العمل فيها بذريعة “عدم الترخيص”، بهدف منع أي توسع فلسطيني في تلك المناطق، وجعلها هدفًا سهلًا للسيطرة عليها وضمها لدولة الاحتلال وتوسيع المستوطنات.

 

واعتبرت الناشطة المجتمعية في بلدة بيتا ماريا حماي، أن هدم الحديقة أفقد أطفال التجمع السكاني زعترة ملاذهم الوحيد للعب وتفريغ طاقاتهم، منوهة إلى أنهم جميعا اليوم لم يتوجهوا إلى مدارسهم في بلدة بيتا استنكارا للجريمة، ولعدم قدرتهم استيعاب ما حل بهم كونهم أطفال.

معاناة البلدة
وأفاد واصف معلا، رئيس بلدية بيتا بأن الحديقة بنيت في العام الفائت، وسويت  بالأرض، وتم تنفيذها من قبل مجلس الخدمات المشترك لقرى جنوب نابلس، وبدعم من بلجيكا، ضمن مشروع لدعم المناطق المهمشة.

ونوه معلا إلى أن البلدة تعاني من مشاكل كثيرة خصوصا بعد قيام قوات الاحتلال قبل حوالي شهر بهدم بركسات تجارية تعود لستة عائلات، كما أقدم اليوم على هدم حديقة أطفال في قرية زعترة التابعة لبلدة بيتا، مضيفا أن المنطقة مهددة بأي لحظة لعمليات هدم سواء بيوت أو بركسات أو حدائق.

ومن الصعوبات التي واجهتا البلدة بعد هدم الحسبة، أكد معلا أن هناك ما يقارب 26 عائلة أصبحوا يعانون من عدم توفر عمل لديهم في ظل هدم الحسبة الوحيدة بالبلدة، كما يعاني سكان البلد من قلة العمل فيها.

ومن التحديات التي تواجه سكان البلدة، عمليات الهدم المتواصلة من قبل الاحتلال وعدم توفر خدمات تعليمية وصحية مناسبة لاهالي البلدة، خصوصا أن أهالي البلدة يتوجهون لمدينة نابلس لتلقي العلاج.

وأضاف معلا أن هدم الحديقة يؤكد أن الاحتلال يسعى بكل الطرق إلى إخماد ما يحاول الفلسطينيون الوصول إليه، وليثبت لهم أن الأرض ليست لهم، وما يقومون به من عمليات بناء وترميم سيهدم فوق رؤوسهم.

الأوضاع المعيشية
بالنسبة للأوضاع المعيشية التي يعيشها سكان زعترة صعبة للغاية، فهم يفتقرون إلى مدارس تعليمية جيدة، ويضطرون للتعلم من خلال برامج بسيطة، وذلك لوجودهم في منطقة خطرة وقريبة من الحاجز، كما يفتقرون لوسائل مواصلات تنقلهم إلى  قريتهم مما يضطرهم للبقاء في زعترة.

وأضاف “الاحتلال يمنع أهالي زعترة من بناء أي غرفة إضافية أو حمام أو بركس أو مبنى في المنطقة، لكن نحن من خلال مؤسسات تمويلية أجنبية ومؤسسات داعمة لعدة مشاؤيع نقوم بالبناء والترميم رغم تلقي سكانها إخطارات بالهدم بشكل متواصل”.

بالنسبة للقطاع الصحي، يتابع رئيس بلدية بيتا أن البلدة تعاني من عدم توفر عيادات صحية؛ خاصة لمن يعانون من أمراض السكري والكلى والسرطان.

وقال مسؤول حديقة زعترة ياسر الأطرش إن “قوات الاحتلال هدمت الحديقة دون إنذار مسبق. الحديقة مبنية قبل حوالي ستة أشهر بتنفيذ مجلس الخدمات المشترك للبلديات، وبمنحة بلجيكية ضمن مشروع لدعم المناطق المهمشة، وتعود لأهالي قرية بيتا، ويقطن بها قرابة 160 فرداً”.

وعقب محافظ نابلس أكرم الرجوب، على عملية هدم الحديقة بعد تفقدها صباح اليوم “الاحتلال يستهدف الفلسطينيين وطفولتهم، وعلى العالم أن يصحو من غفوته التي يغط فيها، يجب أن لا نتحول إلى دولة فصل عنصري جديدة في العالم”.

وقال “الحديقة لا تشكل أي تهديد للأمن الإسرائيلي سوى أنه لا يريد للأطفال الفلسطينيين أن يعيشوا كغيرهم من أطفال العالم، وهو يسعى لفرض عنصريته على الإنسان الفلسطيني، وهدف المحتل أن تكون ظروف حياة أبناء شعبنا صعبة حتى يهاجر من أرضه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

3 إصابات برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

3 إصابات برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب، اليوم السبت، ثلاثة شبان بالرصاص الحي، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم بلاطة، شرق نابلس. وأفاد...