الجمعة 10/مايو/2024

الوفود التطبيعية.. إعادة صناعة لـهوية الاحتلال

الوفود التطبيعية.. إعادة صناعة لـهوية الاحتلال

لم تكن التعزية التي قدمها وفد رسمي ممثل للسلطة الفلسطينية وحركة فتح بمقتل قائد الإدارة المدنية في الضفة الغربية ، حدثا عابراً كما هو حال ما كشف عنه من لقاءات وزيارات أخرى متبادلة، وصلت فيها مرحلة الوضوح إلى الإعلان عن تشكيل لجنة تمثل السلطة تحت مسمى “لجنة تواصل اجتماعي مع الاحتلال الصهيوني”.

خبراء ومراقبون، تحدثوا لــ“المركز الفلسطيني للإعلام”، حول طبيعة هذا “القالب الجديد” الذي باتت ترتسم ملامحه في العلاقة مع الاحتلال الصهيوني، والانتقال من مرحلة “الطرف المعادي” إلى “الجار” الذي يمكن أن تنسج معه خيوط علاقة تقوم على المبدأ المجتمعي، معتبرين ذلك يأتي ضمن “محاولات إعادة صناعة هوية الاحتلال والعلاقة معه، وهو ما يمثل مرحلة متقدمة من التطبيع”.
 
فالبرغم من تصاعد “انتفاضة القدس” واجتيازها نصف عام، وما سجلت خلاله من ممارسات للاحتلال وبشاعة جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته، وعمليات الإعدام المباشرة، إلا أنّ اللقاءات بين السلطة الفلسطينية وأركانها ومختلف شرائح المجتمع الصهيوني لم تنقطع بل زادت وتيرتها، وأخذت أشكالا عدة.

تتويج للعلاقة
الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب اعتبر هذه الحالة تأتي تتويجاً لواقع العلاقة ما بين السلطة والاحتلال، والتي تقوم بالأساس على مبدأ التنسيق الأمني والمفاوضات التي لم تتوقف عند حد معين.

ويقول حبيب لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ مبرر السلطة من خلال هذه اللقاءات إعادة إحياء العملية التفاوضية التي سقطت، وتحفز وسائل الإعلام العبرية والمجتمع الصهيوني لقيادته بهدف العودة للمفاوضات، إلا أن كل هذه الرهانات بدت خاسرة وقد سقطت”.

تشكيل السلطة “لجنة تواصل اجتماعي مع الاحتلال الصهيوني”، برئاسة محمد المدني وعضوية عدد من الشخصيات القيادية في حركة فتح والسلطة برزت بشكل واضح في أعقاب تقديم التعزية بعائلة الجنرال في الجيش الصهيوني منير عمار، الذي ينحدر من الطائفة الدرزية، والذي لقي مصرعه بعد تحطم طائرة مدنية صغيرة كان يقودها في جبال كمون بالجليل الأسفل.

هذه الخطوة من قبل السلطة في تشكيل اللجنة، يراها الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني صالح النعامي، أنها لم تأت بشكل منفرد، بل هي استمرار “لزيارات لم تنقطع وهي مستمرة في كل الأحوال والظروف، إلا أن ما يميز العلاقة ما بين الاحتلال والسلطة اليوم هو أنها بلغت أعلى مستوياتها من الوضوح”.

إعادة صناعة لهوية الاحتلال
هاني حبيب، يرى أنّ الوضع الفلسطيني الطبيعي، هو دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، والتي عبرت عن فشل المفاوضات وبرنامجها، في ظل استمرار عمليات الاستيطان والتهويد للقدس المحتلة وهذا يؤكد أن “هناك محاولات لمنح إسرائيل هامشاً من الحرية في كل ممارساتها، وبالتالي إعادة صناعة لهوية الاحتلال على المستوى المحلي والإقليمي والدولي”.

وتتقاطع قراءة حبيب مع الكاتب النعامي، الذي يرى أن “السلطة تسعى ممثلةً برئيسها من خلال هذه اللقاءات إظهار نفسها بالمعتدلة أمام الرأي العام الصهيوني وأنّها حريصة على تكريس مواقفها من الرافضة للمقاومة، وهذا الأمر ينعكس على ثقافة المجتمع الفلسطيني بشكل خاص، وثقافة العلاقة مع الاحتلال بمفهومها العام”.

ويوافق أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، سابقيه، بأنّ هذه طبيعة هذه اللقاءات ذات طابعة  ينعكس على “ثقافة مقاومة الاحتلال والنظرة إليه”، وقال: “أغلب لقاءات السلطة تقود الناس نحو الاستسلام ، وتحرض ضد كل أعمال المقاومة، وهذا محاولة لتكريس حالة قبول الاحتلال”.

وأكّد قاسم لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ اللقاءات ذات طابع تطبيعي، وهي مخالفة للموقف الوطني الفلسطيني، والذي هو ضد التطبيع، الأمر الذي يؤكد أنّها تأتي ضد كل الإجماع الوطني.

وحول مدى تأثير هذه اللقاءات على الفكر الثقافي والسياسي الفلسطيني، بيّن أستاذ العلوم السياسية أنّ له تأثيرا واضحا على مسألة الالتزام الوطني تجاه الأجيال القادمة.

وكان عباس قد صرح في إحدى لقاءاته: “السلام هو هديتنا للأجيال القادمة، وإذا تحقق السلام فإن مبادرة السلام العربية تنص على أن 57 دولة عربية وإسلامية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل فوراً، وهذه فرصة للمجتمع الإسرائيلي ليعيش باستقرار مع جيرانه دون جدران وعزل” كما قال.

وبعيداً عن طبيعة ما تؤول إليه هذه اللقاءات، يعتبر المختص بالشأن الصهيوني ناجي البطة، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الأمر يتعدى اللقاءات والمصافحات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...