الثلاثاء 30/أبريل/2024

بلدة بيت فجار.. عصب الاقتصاد التي تحولت لبقعة ساخنة

بلدة بيت فجار.. عصب الاقتصاد التي تحولت لبقعة ساخنة

لا تستطيع المرور عن الشهداء الذين ارتقوا في انتفاضة القدس المندلعة منذ أكتوبر الماضي دون الالتفات إلى شهداء بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم، والبلدة الأقرب للثكنة العسكرية الاستيطانية مجمع مستوطنات “غوش عتصيون”، النقطة الأكثر سخونة في الآونة الأخيرة.

شباب بيت فجار كانوا كما كثير من القرى والبلدات والمدن الفلسطينية، التي هبت في وجه المحتل دفاعا عن الأرض والعِرض والمقدسات بوجه عام، وبسبب همجية المستوطنين واقتحاماتهم الدورية للبلدة أيضاً.

الرضيع ثوابتة

بدأت قصة بيت فجار مع الشهداء باستشهاد الرضيع رمضان محمد ثوابتة في نوفمبر عام 2015 مع بداية انتفاضة القدس، بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع في منزله أثناء اقتحام جيش الاحتلال للبلدة في مواجهات اندلعت عند مدخلها الغربي دعما لانتفاضة القدس.

ثار الشهيد عصام ثوابتة وهو ثاني شهداء بيت فجار في الانتفاضة الحالية، بعد أيام قليلة ليطعن مجندة عند مفرق مستوطنات “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم، ويرتقي شهيدا.

تبعه الشهيد خالد طارق طقاطقة الذي ارتقى مقاوما حاملا حجره في وجه جنود الاحتلال المدججين بالسلاح عند مدخل البلدة الغربي، بعد أن نصبوا كمينا له، وأصابوه في صدره برصاصة أدت إلى استشهاده في شباط (فبراير) الماضي، بعد عدم اكتفائهم بسجنه لأكثر من 3 سنوات في سجونهم، ليكون الأسير المحرر الشهيد.

بالتأكيد لن تختتم قافلة شهداء بيت فجار باستشهاد علي ثوابتة وعلي طقاطقة اللذين قررا أن ينقلا معركتهما إلى نقطة فلسطينية أخرى شمال الضفة، ويقدمان على عملية طعن أمام إحدى المستوطنات ليرتقيا شهيدين، ويكملان 5 شهداء لبلدتهما بيت فجار.

حصار البلدة

وكما كل المناطق التي يخرج منها الشهداء، كان جيش الاحتلال يحاصر مسقط رأس الشهداء، ظناً منه واهما أنه يمكن أن ينهي الانتفاضة بالعقاب الجماعي هنا أو هناك.

رئيس البلدة أكرم طقاطقة يقول لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن البلدة حوصرت أكثر من خمس مرات خلال الستة أشهر الأخيرة، والحصار الأخير لها كان بعد خروج شهيدين منها بعد تنفيذهما عملية طعن لمجندة في سلفيت شمال الضفة الغربية، وهذه المرة الخامسة التي يقوم بها الاحتلال بمحاصرة البلدة، بعد خروج شهداء منها نفذوا عمليات مقاومة ضد المحتل”.

والحصار يشمل إغلاق الطرق الرئيسية وتعطيل حركة المواطنين من وإلى البلدة، لدرجة أن آخر حصار للبلدة استمر أكثر من أسبوعين، تخلله إغلاق المداخل الرئيسية بالحواجز، والاقتحامات اليومية والليلية لمنازل المواطنين ومنفذي العمليات، وحتى أن الاقتحامات كانت فقط للتنغيص على المواطنين، والضغط عليهم من أجل محاولة إيقاف أعمال المقاومة ضد المحتل.

فاقتحام منازل الشهداء كان يتم للمرة الأولى لأخذ مقاسات المنزل، ومصادرة أغراض الشهيد ومقتنياته، والتحقيق مع ذويه لمعرفة كيف وصل إلى مرحلة تنفيذ العملية، ولكن اللافت أنه في المرات التالية يقوم جيش الاحتلال باقتحام المنازل، لنزع صور الشهداء وتخريب بيوت العزاء، ومصادرة الأعلام الفلسطينية.

وأصبح الاقتحام والتخريب هدفا واضحا للاحتلال، بعد أن أعلن رئيس وزرائهم نتيناهو أنه أوقف تسليم جثامين الشهداء لأن تشييعهم أصبح احتفالا بهم، وما يسمونه تحريضا ضد المحتل.

عقاب اقتصادي

لم يكتفِ جيش الاحتلال فقط بالحصار والاقتحام والمداهمة للمنازل، بل أصبح يقوم بعقوبات بطريقة اقتصادية، فهو يعرف تماماً أن بيت فجار هي من البلدات المنتجة والمصدرة للحجر بأنواعه المختلفة، وهي عصب اقتصاد لأهالي البلدة.

يقول صاحب أحد مناشير الحجر في بيت فجار- فضل عدم ذكر اسمه لمراسلنا: “إن جيش الاحتلال اقتحم المنطقة برفقة رجال يعملون في “الميكانيك” خلال الحصار الأخير، واصطحب معه كذلك معدات كبيرة لمصادرة وتفكيك المعدات التي نستخدمها في استخراج الحجر وقصه وتجهيزه للاستعمال، ولم يكتفِ بالمصادرة والتفكيك وإنما قامَ بتخريب المعدات التي يعجز عن حملها وتفكيكها، بهدف إلحاق الخسارة بنا”.

وينهي حديثه بالقول:” إن الخسارة التي منيت بها بيت فجار خلال الحصار الأخير، واقتحام مناشير الحجر، قدرت بأكثر من مليون ونصف المليون دولار امريكي نتيجة التخريب والمصادرة لهذه المعدات، والتعطيل للمئات من الأيدي العاملة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...