الأحد 11/مايو/2025

المحرر قنديل.. فرحة منقوصة برحيل والده عن موكب الاستقبال

المحرر قنديل.. فرحة منقوصة برحيل والده عن موكب الاستقبال

وسط حضور شعبي وعلى وقع الزغاريد وأصوات الأغاني الوطنية، حطت قدما الأسير المحرر ثائر قنديل في مدينة نابلس بعد غياب قسري في سجون الاحتلال استمر اثني عشر عاماً تبدلت فيها كل تفاصيل الحياة، وغيب أحبة وحضر آخرون.

الأسير ثائر قنديل أفرج عنه من سجون الاحتلال الصهيوني مساء أمس الخميس من أمام حاجز الظاهرية الاحتلالي، بعد أعوام أمضاها متنقلا من سجن إلى آخر بعد أن دخلها شبلاً صغيراً ليخرج منها شاباً تعلم معاني الإرادة والصمود والتحدي في سجون العدو الصهيوني.

خرج قنديل ودموعه امتزجت بين الفرح والألم؛ فرحاً بأن رأى فجر الحرية بعد سنوات الاعتقال تلك وألمًا على أناس رحلوا، دون أن يكونوا بين صفوف المستقبلين، حيث إن والده وافته المنية قبل ثمانية شهور من الآن.. لتكون زيارة ضريحه أول عمل يقوم به مجرد أن حطت قدميه مدينة نابلس وحي رفيديا حيث يسكن.

ويعود تاريخ اعتقال قنديل إلى 24/3/2004 حيث كان يبلغ من العمر 16 عاما بعد أن اتهم بنيته تنفيذ عملية استشهادية آنذاك، ليذوق أصنافا شتى من العذابات أثناء التحقيق ونقله من  سجن إلى آخر.

اللقاء الأخير
وكان قنديل قد التقى بوالده اللقاء الأخير قبل حوالي ثمانية شهور حيث كانت زيارته الأخيرة له من على سرير الشفاء بعد أن تم نقله بسيارة الإسعاف مباشرة إلى سجن النقب، ليكحل عينه به وليلقي عليه نظرة الوداع وكأنه كان يعلم بأن وفاته ستكون بعد أيام فقط من زيارته.

ومنع الأسير المحرر قنديل أثناء وجوده في السجون وفي أكثر من مرة من زيارة ذويه، وتعرض لعزل انفرادي عدة مرات أيضاً على خلفية مشاركته في الاحتجاجات التي تنفذها قيادات الأسرى في السجون، كما أنه شارك لأكثر من مرة بإضرابات الأسرى عن  الطعام.

“المركز الفلسطيني للإعلام” التقى الأسير المحرر قنديل الذي عبر عن سعادته بالحرية التي غابت عنه  لمدة 12 عاماً، وأضاف قائلا: “وإن كنت افتقدت إخوة لي في السجون عشت معهم تفاصيل مهمة إلا أن الحرية لا تقدر بثمن، ورؤية الأهل والوطن  كنز لا يعوض”.

وعن مشاعره إزاء غياب والده نتيجة وفاته قبل شهور، قال: “لعل أكبر غصة  في قلبي هي غياب والدي عن موكب استقبالي، وكم كنت أتمنى أن يكون حاضراً بين الجموع لأقبل قدميه ورأسه ويديه فهو عانى الكثير من الألم والحرمان نتيجة غيابي في السجون فقد تنقل بين سجن وآخر لزيارتي”.

ونقل قنديل رسالة الأسرى إلى الجميع قائلا فيها: “الأسرى بحاجة إلى الوقوف معهم والعمل من أجل إطلاق سراحهم والتخفيف من معاناتهم وهم يرون بأن هذا لا يمكن له أن يتم ما لم يكن هناك وحدة وطنية حقيقة تنهي الانقسام وتوحد الوطن والتفرغ للاحتلال وجرائمه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات