عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

الشهيد أمير الجنيدي .. المقاوم في الظل

الشهيد أمير الجنيدي .. المقاوم في الظل

“يعمل في الظل وبهدوء”.. هذا الوصف الذي أطلقه على من عرف الشهيد أمير الجندي، من مدينة الخليل، الذي ارتقى إلى العلا في عملية مزدوجة نفذها هو ورفيق دربه القسامي قاسم جابر بالقرب من مستوطنة “كريات أربع” الأسبوع الماضي.

أمير، الذي تشارك مع الشهيد قاسم جابر في كل شيء حتى في الجهاد والشهادة، ترعرع في أسرة بين أربعة أشقاء وأخت واحدة، كما تقول والدته لـ” المركز الفلسطيني للإعلام“، واصفة إياه بـ”المحبوب، وخفيف الظل، وصاحب الحركة والنشاط حتى أن الجميع كان يلقبه بدينمو المنزل لكثرة نشاطه”.

في منزلهم بمدينة الخليل، حيث ملتقى المهنئات بشهادة أمير يتوافدن تباعاً لتقديم التهاني لوالدته الصابرة والمحتسبة، تجلس والدته لتعبر عن فخرها بابنها وفي ذات الوقت على فقدان “فلذة كبدها”، إلا أنها لم تتأخر عن ركب توديع نجلها في جنازته، بل أصرت على أن تكون من بين المشاركين، بل وحملت نعشه على كتفها قدوة بأمهات الشهداء اللواتي سبقنها.

أمير الجنيدي 22 عاما، كان يعمل بائعا للخضار وشريكا في العمل مع رفيق دربه الشهيد القسامي قاسم جابر، ابتسامته كانت دوما على محياه بل تشكل مفتاحا للقلوب، لها سحر خاص كما تقول والدته.

وتضيف والدته بالقول: “أمير كان متميزا بنشاطه ودينه والتزامه بالعبادة والصلاة والإقدام نحو مساعدة الآخرين.. أمير مثل (الدينامو) في البيت، يلبي لنا كامل حاجياتنا، هو محرك البيت، وباستشهاده فقدت قطعة من قلبي، وإن شاء الله يتقبله الله شهيداً”.

المقاوم في الظل 
أنس الشقيق الأكبر للشهيد أمير، وقف فوق رأس شقيقه الشهيد وهو مسجى، تأمله وكأنه يحاكيه لدقيقتين أو ما يزيد، ثم انحنى فوقه فقبله وهو يبكي مودعا أخاه.

يقول أنس في حديثه لمراسلنا: أمير كان كل شيء لي في حياتي، لم أكن أحب دخول البيت إلا بوجوده، جلسته حلوة، وذكرياته أجمل، أسأل الله أن يجمعني به في جنان النعيم.

ويضيف قائلا :”كان محبوباً، لا أحد يعرف أمير إلا ويحبه، دائما مبتسم، ضحوك، البيت دونه لا يساوى شيئا، كان يذهب إلى عمله نشيطا لا يحب التقاعس، وعندما يؤذن المؤذن للصلاة تجده جادا ومسرعا كي يصلي الصلاة على وقتها، أمير مثال للبائع الصدوق في محل الخضروات الذي يعمل به، لا يعرف الغش ولا الخداع … غادرنا على حين غفلة شهيدا”.

هدوء أمير انعكس على عمله المقاوم، فلم يكن يعلم أحد ما يقوم به، حتى يوم استشهاده بالعملية التي نفذها هو ورفيق دربه قاسم على مدخل مستوطنة “كريات أربع” لم يكن أحد يتوقع أن يكون هو من بين منفذيها، فهو كما يصفه من عرفه بـ”المقاوم في الظل”.  

وكان القساميان الشهيد أمير الجنيدي ورفيق دربه قاسم جابر قد استشهدا برصاص الجيش الصهيوني على مدخل مستوطنة “كريات أربع” شرقي الخليل الأسبوع الماضي أثناء تنفيذهما عملية إطلاق نار ودهس ضد جنود الاحتلال، ليكشف بعد ذلك عن تاريخهما النضالي في مقاومة الاحتلال عبر السنوات الماضية ضمن مجموعة قسامية أطلق عليها “خلية الموت السريع”. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات