الثلاثاء 07/مايو/2024

الطفل دوابشة.. ألسنة اللهب تلاحق أحلام بريئة

الطفل دوابشة.. ألسنة اللهب تلاحق أحلام بريئة

لا زالت ألسنة اللهب التي أشعلها مستوطنون “إسرائيليون” في منزل عائلة الطفل الفلسطيني، أحمد دوابشة، في قرية “دوما”، شمالي الضفة الغربية، تلاحقه في أحلامه، رغم مرور ثمانية أشهر على الجريمة الصهيونية.

ويعيش الطفل الفلسطيني، دوابشة (5 أعوام)، الذي يزور العاصمة الإسبانية مدريد حالياً، لتحقيق حلمه بلقاء نجم فريق “ريال مدريد” لكرة القدم، كريستيانو رونالدو، ظروفا نفسية قاسية، منذ نجاته وحيدا من حريق منزله.

ويقول الطفل، الذي تغطي الحروق (63%) من جسده الصغير، في حديث مقتضب لمراسل “الأناضول”، في مدريد، “لماذا يعتدون (المستوطنين) علينا ؟، أنا أحلم بألسنة اللهب”.

ولا يتوقف “دوابشة” عن التعبير عن عشقه للاعب كرة القدم البرتغالي، رونالدو، الذي يفضله على، اللاعب الأرجنتيني، ليونيل ميسي، ويقول: “أحب كريستيانو كثيرا لأنه يلعب بشكل جيد، وميسي لا يمكنه أن يلعب مثله”.

ويرافق الطفل اليتيم، في رحلته إلى مدريد، جده حسين دوابشة، فقد قضى إحراق المستوطنين لمنزله، في 31 يوليو/ تموز 2015، على جميع أفراد أسرته (والده ووالدته وشقيقه الرضيع).

النكسة النفسية
ويقول الجد دوابشة، لمراسل “الأناضول”، إن “الحروق التي طالت جسم الطفل، بعد إشعال النار بمنزل عائلته لن تشفى تماما، قبل عشرة أعوام من العلاج المستمر”.

ويضيف، “يتعافى أحمد، جسديا بشكل أسرع من تعافيه من النكسة النفسية، التي يواجهها بعد معرفته بوفاة أفراد عائلته (..) أصعب المواقف التي نواجهها أن نشرح له أن والدته ووالده وشقيقه لن يعودوا إلى الحياة”.

وتحتاج حروق الطفل الفلسطيني إلى علاج متواصل لعدة أعوام، فضلا عن الرعاية النفسية الدائمة التي يحتاجها، كما يقول جده.

وبعد زيارته، الخميس، لمركز تدريب نادي “ريال مدريد”، زار الطفل “دوابشة”، أمس الجمعة، السفارة الفلسطينية في مدريد، والتقى السفير كفاح عودة، وطاقم السفارة تحضيرا للقاء كبير مع الجالية الفلسطينية في العاصمة الإسبانية.

وقال السفير عودة، لوكالة “الأناضول”،إن “ما حصل مع الطفل أحمد، يقع مع كل أطفال فلسطين، الذين يواجهون الاحتلال في كل تفاصيل حياتهم، لكن الفلسطينيين سيظلون متمسكين بحقوقهم وسيواجهون الاحتلال الإسرائيلي حتى تحرير فلسطين”.

لقاء رونالدو
وكان النادي الملكي، قد أعلن منتصف يناير/ كانون ثان الماضي، أنه سيستقبل الطفل دوابشة، للقاء رونالدو، بناءً على رغبة الأخير.

وبحسب معلومات حصلت عليها “الأناضول” من مصادر في النادي، فإن “الطفل دوابشة التقى لاعبي الفريق الإسباني، (أمس الأول الخميس) بعيدًا عن وسائل الإعلام، وتجول داخل منشأة التدريب التابعة له”.

وأفادت المصادر، أن “دوابشة” كان في غاية السعادة عند لقائه “رونالدو”، مشيرةً أن النادي أهدى الطفل قميصًا عليه توقيعات اللاعبين، وأنه أنهى رحلته إلى النادي بجولة في ملعب سانتياغو برنابيو.

وأقدم مستوطنون، نهاية تموز/ يوليو الماضي، على إحراق منزل لعائلة دوابشة، في قرية “دوما” جنوبي نابلس، أثناء وجودهم بداخله، ما أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي الدوابشة، على الفور، ووالديه في وقت لاحق، وإصابة شقيقه أحمد البالغ من العمر 5 سنوات)، بحروق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات