الإثنين 06/مايو/2024

المعارضة السورية: خفض القوات الروسية قد يضع نهاية للصراع

المعارضة السورية: خفض القوات الروسية قد يضع نهاية للصراع

قالت المعارضة السورية، الثلاثاء، إن الخطوة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخفض عدد قواته في البلاد، يمكن أن تمهد الطريق لوضع نهاية للحرب التي بدأت قبل أكثر من خمس سنوات، على الرغم من أن موسكو لم تبلغها بالقرار.

ونقلت صحيفة الحياة عن الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات، المعارِضة، سالم المسلط، للصحافيين قوله: إن “سحب القوات يمكن أن يساعد على وضع نهاية لدكتاتورية بشار الأسد وجرائمه”، مضيفاً أن “الانسحاب الروسي قد يكون له تداعيات بعيدة المدى على مسار الحرب في سوريا، وأن ما أبقى الأسد في السلطة هو وجود القوات الروسية”.

وأوضح المسلط أن المطلب الرئيس لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” عندما تبدأ المحادثات الرسمية الأولى في وقت لاحق اليوم مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا، سيكون “تشكيل حكومة مؤقتة من دون وجود الأسد في إطار خريطة طريق ترعاها الأمم المتحدة”.

وأشار إلى أنه: “حرصنا أن تبدأ هذه المفاوضات اليوم، بمناقشة هيئة الحكم الانتقالي؛ لأنها ضمانة لكل السوريين بدلاً من أن تكون حكومة وحدة وطنية”، متابعاً: “حكومة وحدة وطنية هي مثل الحكومة الحالية عبارة عن وزارات، لكن من يملك توجيههم وتعيينهم هو رأس النظام، هذا غير مقبول لدى السوريين”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المسلط قوله: إن المعارضة “ليست ضد” المحادثات المباشرة مع وفد الحكومة السورية، و”لسنا ضد بدء محادثات مباشرة”، على حد تعبيره.

وكانت المعارضة السورية سارعت إلى الترحيب بالخطوة الروسية، قائلة: إن “الانسحاب الجاد سيضغط على السلطات السورية، ويعطي مفاوضات السلام قوة دفع إيجابية”.

وقال: “إذا كانت هناك جدية في تنفيذ الاتفاق فسيعطي ذلك دفعاً إيجابياً للتسوية، وسيشكل عنصراً أساسياً في الضغط على النظام، ما سيغير الأمور إلى حد كبير”.

وفاجأت روسيا القوى العالمية، حين أعلنت أن “الجزء الأكبر” من قواتها في سوريا سيبدأ بالانسحاب.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا ترى استعداداً من جانب الولايات المتحدة للتأثير على المعارضة السورية في مفاوضات جنيف للمشاركة في المفاوضات، وضمان تماسك وقف هش لإطلاق النار في سوريا.

من جهة ثانية، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مستشارة الأسد بثينة شعبان قولها: إن “دمشق تتوقع أن تمارس الولايات المتحدة المزيد من الضغوط على من يعارضون حل الأزمة في سوريا”.

وأضافت إن “انسحاب القوات الروسية من سوريا بعد إعلان الرئيس الروسي الأمر “خطوة طبيعية”، وأن دمشق ترحب بالتنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا”.

ورحَّب محققو الأمم المتحدة من جهتهم، بـ”الانخفاض الكبير” في مستويات العنف في سوريا، معتبرين أنه “للمرة الأولى” منذ بداية النزاع قبل خمسة أعوام “هناك أمل” بانتهاء الحرب في سوريا.

وصرح باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا للصحافين في جنيف: “الآن، للمرة الأولى، هناك أمل في انتهاء الحرب”.

وفي كلمة ألقاها أمام “مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة في وقت سابق، رحب بينيرو باتفاق وقف الأعمال القتالية الجزئي في سوريا الذي سمح لكثيرين بأن “يشعروا بالعودة إلى الوضع الطبيعي في حياتهم اليومية”.

وقال بينيرو: “وأخيراً هناك بصيص أمل في التوصل إلى سلام في سوريا”، مضيفاً أن “وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو في 27 فبراير/ شباط، خلق أجواء مناسبة للمفاوضات التي انطلقت الاثنين في جنيف.

وأضاف: “ندعو أطراف اتفاق وقف الأعمال القتالية إلى وقف جميع العمليات العسكرية حتى التي تجري على مستوى صغير”، مؤكداً أنه “لا يزال من غير الواضح ما سيكون عليه تأثير الانسحاب الروسي”، مصرحاً للصحافيين: “يجب أن ننتظر لنرى ما سيحدث خلال الأيام المقبلة”، إلا أنه أشاد بإعلان بوتين، وقال: إنه “يظهر التزاماً واضحاً جداً، لدعم المفاوضات”.

وعلى رغم “سروره” بالتطورات الإيجابية على الأرض، إلا أن بينيرو حذر من أن “انتهاكات خطيرة لا تزال ترتكب”، قائلاً: “الآلاف ما زالوا معتقلين ويتعرضون للتعذيب، والعديد يموتون في أماكن الاعتقال، وأعداد كبيرة من الناس ما زالوا مفقودين”.

وأضاف أن “متطرفي تنظيم “الدولة” يواصلون تنفيذ التفجيرات الانتحارية في مناطق المدنيين”، مطالباً المحققين بمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم من خلال “إجراءات دولية أو محلية موثوقة”.

وأكد بينيرو أن جهود محاسبة مرتكبي الجرائم لا يمكن أن تنتظر إلى حين التوصل إلى اتفاق سلام، بل يجب أن تبدأ “فوراً”، ودعا إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين الذين احتجزوا تعسفياً، وبينهم العديد من النساء والأطفال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات