دوار الشهيد أحمد ياسين بجنين.. حين يطال الانقسام رموز الوطن

12 عامًا مرت على قرار بلدية جنين شمال الضفة الغربية إطلاق اسم مؤسس حركة حماس، الشيخ الشهيد أحمد ياسين على الدوار الواقع في تقاطع الشارع العسكري وشارع جنين – حيفا، على المدخل الغربي للمدينة دون أن ينفذ القرار.

وعلى الرغم من أن الدوار عرف حينها بدوار الشهيد أحمد ياسين، وهو مسجل في بلدية جنين بهذا الاسم، إلا أن جهات رسمية في جنين وحركة فتح عملت بعد ذلك على طمس هذا الاسم وإطلاق اسم دوار الداخلية عليه؛ حيث يقع الدوار قرب مقر المقاطعة “مقر الأجهزة الأمنية” ووزارة الداخلية وتجمع الدوائر الرسمية.

وتشير مصادر محلية لمراسلنا، إلى أن الأمر وصل إلى درجة أن يتم استدعاء صاحب محل تجاري وضع عنوانه على فاتورته الضريبية أن محله يقع على دوار الشهيد أحمد ياسين، وطلب منه تغيير الاسم إلى دوار الداخلية.

ويقول الناشط المجتمعي في جنين محمد أبو غليون: “حتى الشهداء يتم التفريق بينهم.. هذا من فتح وهذا من حماس وهذا من الجهاد والجبهة وغيرها.. أليس الشهيد هو شهيد الوطن؟.. أليس الأسير هو أسير للفصائل جميعًا؟.. أليست جنين هي للجميع؟!”.

وأضاف لمراسلنا: “الوطن للجميع وليس لفصيل.. الوطن جميل بالألوان وليس بلون واحد.. أنصفوا الشهداء”. متمنيًا أن تكون جنين للجميع وأن تكون هذه المحافظة قدوة لكل المحافظات.

استهتار بتاريخ المدينة
ويشير الكاتب ياسين السعدي إلى أن المشكلة  الحقيقية تكمن في المزاجية في التعامل مع هذه الأمور، وهناك للأسف سوابق في هذا الإطار؛ حيث تم تغيير اسم دوار الشهداء في مركز المدينة بالرغم من أنه تخليد للشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن جنين وفي سبيل تحريرها سنة 1948م.

وأضاف: “هذا استهتار بتاريخ المدينة؛ حيث تم التغيير بقرار رسمي وبموافقة المجلس البلدي، ومصادقة وزير الحكم المحلي في حينه”.

ويقول الوزير السابق وصفي قبها: “إن في البلديات قسم التسمية والترقيم، وكانت هناك لجنة سابقة في بلدية جنين من عدة شخصيات هي التي أطلقت الأسماء على الشوارع، وأذكر منها المرحوم الأستاذ يوسف أبو زيمة، والمرحوم عفيف العبد الله، وكان معهم الأستاذ مخلص محجوب وآخرون وهم من وضعوا الاسم”.

جنين للجميع
وأضاف: “هناك قرار يحمل الرقم 146 ويعود تاريخه ليوم (29-3-2004)، لإطلاق اسم الشهيد أحمد ياسين على الدوار الواقع على تقاطع شوارع حيفا، وفلسطين، وحزيران، الواقعة في أحياء السرايا، والزهراء، والمُقطع، والعُرمة، وتسميته بهذا الاسم تكريمًا للشيخ الشهيد”.

وأردف: “لقد قمت بتذكير أعضاء المجلس البلدي بذلك سواء كان خلال وجودي مديرًا للدائرة الهندسية في البلدية حينها، وخلال الفترة القصيرة بعد خروجي من السجن عام 2005، وقبل أخذي الإجازة المفتوحة واضطلاعي بمهام وزير شؤون الأسرى والمحررين، ولكن من المؤسف جدًّاً أن يتم تأهيل الدوار منذ سنوات دون إطلاق اسم الشهيد أحمد ياسين عليه”.

وتابع: “يفترض أن البلدية للجميع، ولا يجب أن يكون لها منطلقات حزبية أو فصائلية”، مؤكدًا على أنه توجه للبلدية عدة مرات لتنفيذ القرار المذكور، ولكن رسائله المسجلة لم تصل ولم يلق لها بالاً.