عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

البويرة.. دماء وتضحيات وعهد بمواصلة طريق الشهداء

البويرة.. دماء وتضحيات وعهد بمواصلة طريق الشهداء

يأسرك أنين أشجار اللوز والعنب الخليلي حزناً على دماء الشهداء الزكية التي  تدفقت شلالاً هادراً على ثرى تلك الأشجار التي اتخذها الشباب الثائر متراسا لمواجهة جنود الاحتلال الصهيوني صباح مساء.

عبق دماء الشهداء، أمير، قاسم، ويوسف ينبعث من كل مكان في منطقة البويرة المقامة عليها مستوطنة كريات أربع، والتي يطلق الصهاينة عليها “مفترق إلياس”، وكذلك ميدان “بيت عنون” ذلك الميدان والمفترق الذي يبعد عشرات الأمتار عن مكان عملية اليوم والذي ارتقى من بين جنباته العديد من الشهداء.

وكان الشهداء الثلاثة قد نفذوا عمليتين منفصلتين، صباح اليوم الاثنين، أدتا إلى إصابة 3 جنود صهاينة بجراح.

أهمية الموقع
بعد اتفاقيات أوسلو، شقت دولة الكيان الصهيوني العديد من الطرق الالتفافية لحماية المستوطنين وسهولة وصولهم إلى مستوطناتهم، فكان شارع الستين الالتفافي في محافظة الخليل أحد أهم هذه الطرق المؤدية إلى مستوطنة كريات أربع ومستوطنة حاجاي وخارسينا وكافة مستوطنات جنوب جبل الخليل.

وما بين شمال حلحول وجنوب سعير ملحمة وبطولة وحكاية، ففي منتصف هذا الشارع الالتفافي مفترق طرق هام يؤدي إلى بلدة سعير التي تبعد عن هذا المفترق نحو 2 كيلو متر شمالاً، وحي بيت عنون التابع لمدينة الخليل والمطل على المفترق مباشرة.

 وفي عام 2013 أقامت سلطات الاحتلال دواراً كبير في منتصف الشارع، الأمر الذي أدى إلى استهداف مباشر لسيارات المستوطنين القادمة من وإلى مستوطنة كريات أربع، مما أجبر جيش الاحتلال على إقامة برج عسكري بالقرب من المكان، مع تواجد دائم للجيش الصهيوني.

بيت عنون.. المقاومة مستمرة  
عام 2010 نفذت كتائب القسام عملية بطولية على هذا الشارع، قادها القساميان نشأت الكرمي ومأمون النتشة، أدت إلى مقتل أربعة مستوطنين، ومع استمرار تواجد الجيش الصهيوني الدائم على المفترق استمرت المقاومة ومواجهة جيش الاحتلال صباح مساء.

فقد تدافع شباب انتفاضة القدس من منطقة البويرة والبقعة وبيت عنون وسعير لمواجهة المستوطنين وقوات الاحتلال على هذا المفترق، ثأراً لاستشهاد دانيا ارشيد ورائد جرادات وغيرهم، ومن ثم تدافع الشهداء شلالاً هادرا على الميدان فكانت قصة وتضحيات.

بقالة الشهيد قاسم
في حارة جابر في الخليل أقام الشهيد قاسم جابر بقالة لبيع الخضار والفواكه كتب على لوحتها “بقالة الشهيد”، ولم يكن يعر اهتماما لدنيا التجارة ولكن قلبه كان معلقا بالله وبوطنه وأرضه وأقصاه.

 كان يؤرقه دوما مرور أفواج المستوطنين العائدين من المسجد الإبراهيمي وهم يهتفون (الموت للعرب) ، ولذلك سمى الشهيد قاسم بقالته باسم “بقالة الشهيد”، وكأنها استشراف للمستقبل القادم والذي أصبح اليوم واقعا وحقيقة، فها هو صاحب بقالة الشهيد يصبح شهيدا وقد تحقق الحلم.

الخليل بلد الشهداء
الأسير المحرر بدران جابر (64 عاماً)، والذي قضى في سجون الاحتلال نحو عشرين عاما، وهو أحد قيادات الجبهة الشعبية البارزين، أكد بأن الخليل ستبقى بلد الشهداء وفي الخندق الأول للمقاومة.

 وقال، في حديث خاص لمراسلنا: أنا ابن المنطقة .. منطقة البويرة، وهذا العنب زرعناه بيدنا، وعندما أقيمت كريات أربع وجرف الاحتلال مئات الدونمات من أراضينا.. كنا نشاهد الجرافات وهي تقتلع دوالي العنب ونحن نعتصر ألما وكأنها تقتلع قلوبنا من أحشائنا!! ورغم ذلك حافظنا على بقائنا في المكان”.

 وأضاف المناضل جابر: “كثيرة هي المرات التي كدت أستشهد فيها لأنني حاولت إصلاح أرضي وزراعتها، إلا أن المستوطنين وجهوا بنادقهم نحو صدري وطردوني جبرا وهددوني بالقتل.. ورغم ذلك سنموت واقفين ولن نركع”.
 
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات