الأحد 11/مايو/2025

نافذ عابد.. أنامل مبدعة جمعت الحضارات في منزل بغزة

نافذ عابد.. أنامل مبدعة جمعت الحضارات في منزل بغزة

عندما تجلس في حضرته تفوح نسمات من عبق التاريخ، حقب من الأزمنة والعصور اختزلها بأنامله التي نحتت أجمل ما في تلك الحضارات، صنعة تعلمها في سجون الاحتلال، واتخذها مهنة بعد تحرره.. فالغزي نافذ عابد تنقل بنا برهة من الوقت بين العصور الإسلامية، والبيزنطية، واليونانية.

في منزله المتواضع جمع التاريخ، للوهلة الأولى، تضطر تحت وطأة الانبهار، أن “تفرك عينيك”، للتصديق بأن هذه القطع الأثرية محاكاة للأصل وليست أصلية، لما تحمله من التفاصيل الدقيقة، اكتسب إتقانها من خلال سنوات عمله التي تجاوزت (35).

المبدع نافذ عابد (55 عاما) لا يسعى للربح المادي، فالبرغم من ارتفاع تكاليف منحوتاته، إلا أنه يبيعها بأسعار زهيدة، سعيا منه لإدخال تاريخ الحضارت إلى كل بيت فلسطيني.

الحضارات التاريخية

يقول نافذ لـ“مراسلتنا”: “تعلمت هذه المهنة من خلال التدريب المتواصل، وكانت بداية النحت في سجون الاحتلال الإسرائيلي”، ويضيف: “بعد أن تحررت، أخذت بصنع العديد من القطع التي تشبه قطع الآثار الأصلية، وفي كل مرة كانت تزيد نسبة الإتقان لها، حتى وصلت إلى درجة من الصعب أن يميزها إلا من كان خبيراً بهذا المجال”.

ويشير إلى أن بدايته بهذا الفن العريق كانت قبل أكثر من (35عاما)، وأن عمله في وزارة الآثار، جعله يقترب أكثر من الآثار المتواجدة في متاحف عربية وأجنبية، ما ساعده على تقليدها من خلال تصويرها.

جمال الفسيفساء

وكان للوحات الفسيفساء جمال آخر، خاصة أنه يصنع حبيباتها بأنامله، ويقول: “لوحات الفسيفساء كانت تتزين بها القصور في العصور القديمة، ومنها ما هو موجود في قطاع غزة، الأمر الذي جعلني أطلع عليها عن قرب”.

وعلى الرفوف التي تقع خلف كرسيه، الذي يجلس عليه ساعات طويلة للعمل، بوابات للمدن الفلسطينية (القدس – نابلس)، يقابلها قطع نقدية يصنعها من مادة الرصاص، يوضح: “كل قطعة تمثل لي الكثير خاصة أنها تأخذ وقتا قد يزيد عن (3) أسابيع متتالية، فضلا عن ارتفاع أسعار موادها الخام، وعدم توفرها بشكل مستمر بسبب الحصار، ورغم ذلك فإنني أبيعها بأسعار زهيدة، حتى يستطيع المواطن الغزي أن يشتريها، ويزين بها منزله حتى يتعلم عن تاريخ الحضارات السابقة”.

وبين أنه خلال الحرب الأخيرة على غزة، فإن أكثر شيء كان يخشاه إصابة منحوتاته، فلها محبة في قلبه تقارب من محبته لأبنائه، كما قال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات