الأحد 12/مايو/2024

الفقر والمأوى يهددان أسرة فادي

الفقر والمأوى يهددان أسرة فادي

لا شيء يغلي على القدر في منزل أبو إبراهيم، فآنية الطعام قبل جيوبه فارغة بالكامل، وبيته الذي لا يملكه ولجأ إليه بعد استشهاد شقيقه مهدد بالإزالة.
 
يعيش “فادي شعيب” (38 سنة) والذي يعاني من ضعف النظر ومشاكل صحية متعددة مع زوجته و4 أطفال حياة صعبة دون أدني مقومات الحياة.
 
يخفي منزل الصفيح غير صالح للسكن أسرة قادمة من زمن آخر، لا تتمتع بأدنى مقومات الحياة من أبواب أو نوافذ أو مرافق وأجهزة منزلية، حتى الطعام بالكاد موجود على نفقة أهل الخير والإحسان.
 
هارب من البيت
في طريق عودتهما من صلاة الجمعة يذّكر إبراهيم (14 سنة) والده بروائح اللحوم التي تفوح من منازل الجيران فيهرب الأب من المنزل ساعة الغذاء عجزاً عن توفير وجبة طعام الجمعة.
 
كل شيء في تفاصيل حياة الأسرة يعد مشكلة، أولها توفير الطعام واحتياجات البيت ومصروف الأطفال والمدارس خاصةً أمام افتقاد الأسرة لأي مساعدة حكومية أو خيرية.
 
يقول أبو إبراهيم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “هذه دار أخي الشهيد قريبة من مدينة حمد بخان يونس، انتقلت لها بعد استشهاده لأن أبي متزوج ولديه أسرة لكنها في أرض حكومية سيخترقها شارع قريباً من منتصفها ونفقدها”.
 
يعدّل جلسته فوق فراش مهترئ، مشيراً أن بنيته وبصره الضعيف وخشونة ركبتيه تمنعه من أداء أي عمل شاق، حتى وصل به الحال أن يستند على الجدار إذا هم بالوقوف والصلاة جالساً أحيانا.

 ويتابع: “نظارتي مكسورة كما ترى من سنوات لا أستطيع إصلاحها، وهذا البيت لا يوجد به جرة غاز، وثلاجته قديمة وفارغة ويمر علينا أيام دون طعام سوى الشاي الذي نحضره على الحطب”.
 
دفتر سارة
 
تجد أم إبراهيم صبيحة كل يوم نفسها في مواجهة قاسية أمام الفريق الصغير “إبراهيم-سارة-ياسين-أحمد”، فعادة ما تتكرر الإجابة بعدم وجود مصروف أو نقود لشراء ما طلبه المعلم.
 
تقول أم إبراهيم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “بالأمس صدمتني سارة 12 سنة عندما طلبت شيكلا لشراء دفتر وقلت لها لا أملك فردت: يا ريتني لم أخلق على هذا الكون! يمشون كل يوم 3 كيلو للمدرسة ولا يملكون مصروف كبقية الأطفال”.
 
وفي إجازة الفصل الدراسي الماضي اضطرت الأم لقضاء كل الإجازة مع أطفالها عند أهلها للحصول على وجبات الطعام. 

وتتابع: “تزورنا اليوم ولا يوجد في البيت سكر ولا شاي ولا طحين ولا شيء نأكله، حتى الغرف كما ترى ليس لها أبواب”.
 
يواظب أطفال الأسرة خاصةً إبراهيم (14 سنة) وياسين (9 سنوات) على الصلاة في المسجد وحفظ أجزاء من القرآن، فيما والدهم قلق كثيراً بشان حياتهم التي لم يستطع أن يؤمن منها الطعام.
 
عن ذلك يقول الأب: “أشعر بالعجز وأهرب من البيت بالساعات حتى لا أتألم أمام أقل مطالبهم.. لا أريد أن أخسرهم، أريد أي مساعدة من أي جهة كانت لأعيش فقط، أصبحت أغير طريقي من أمام محلات الدائنين فأين أذهب؟”.
 
وتقول الطفلة سارة (12 سنة) إنها تحلم بامتلاك سرير وخزانة وباب ونافذة في حجرتها لتحميها من برد الشتاء التي اضطرت أن تتقاسم فيه الأغطية المحدودة مع أشقائها.
 
تتقلص قسمات وجهها الصغير وهي تضيف: “أشعر بالبرد دائماً وأمرض كثيراً منه. أخرج مبكراً للمدرسة حتى أصل في الموعد ولا أملك مصروفا حتى حقيبتي ممزقة”.
 
وعلاوة على فقر أسرة أبو إبراهيم المدقع وأحواله السيئة، فمن المحتمل أن يفقد مأواه الوحيد ويجد أسرته في الشارع إذا بدأ مشروع تعبيد الطريق التي ستخترق منزله من المنتصف بحسب المخططات الهيكلية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....