عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الأغوار.. ثلاثية التهويد والاستيطان وخطر الموت

الأغوار.. ثلاثية التهويد والاستيطان وخطر الموت

تعدّ مناطق الأغوار “سلة غذاء فلسطين” لما تتمتع به من تنوع بيئي، وسعة في أراضيها الزراعية، إضافة لغزارة مياهها الجوفية.

ولهذه الميزات سعى الاحتلال الصهيوني منذ سيطرته على الأراضي الفلسطينية إلى طرد سكانها الأصليين بملاحقتهم في مساكنهم ومراعيهم، وزرع الموت لهم في كل مكان، وإحلال المستوطنين مكانهم وتسخير كل العقبات أمامهم.

قتل في كل مكانوفي آخر حوادث اعتداءات المستوطنين في الأغوار، تعمد مستوطن صهيوني، عصر الثلاثاء (23-2-2016)، دهس المسنة زينب علي حسن رشايدة (58 عاماً)، قرب بلدة العوجا في الأغوار الجنوبية عندما كانت في طريقها لزيارة ابنتها في منطقة العوجا برفقة زوجة ابنها فاطمة عبد رشايدة عندما توجهتا لأحد المحال التجارية قرب الشارع الرئيس.

وأكد أحمد رشايدة قريب الشهيدة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن “المستوطن الذي كان يستقل سيارته بسرعة عالية تعمد دهس الشهيدة رشايدة وقريبتها لأنه كان على الجانب الأيسر من الشارع وتوجه نحو الشهيدة وقريبتها وهما على الجانب الأيمن من الشارع”.

ويؤكد أن المستوطن ظل محافظاً على سرعته رغم أنه دهسها وبقيت عالقة في مقدمة سيارته لما يزيد عن 70 متراً، وبعد أن تجاوزها، لاذ بالفرار نحو مستوطنة (نعمة) المجاورة، وقال: “لمحه أحد سائقي المركبات العمومية، وأخبر حارس المستوطنة بأن من دخل الآن قام بدهس فلسطينية، إلا أنه لم يحرك ساكناً، ما أدى لاستشهاد السيدة الرشايدة وإصابة زوجة ابنها بجراح متوسطة”.

تدريب.. وتشريدورغم اتساع مناطق الأغوار ووجود مساحات شاسعة فيه فارغة من السكان، إلا أن جيش الاحتلال يتعمد القيام بتدريبات عسكرية لجيشه في محيط مضارب ومراعي البدو هناك.

 ويؤكد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك 6 شهور على مدار العام يقوم الاحتلال بإجراء تدريبات فيها في محيط منازل المواطنين.

 ويوضح بشارات بالقول: “هناك مساحات شاسعة في الأغوار، لكن الاحتلال يترك هذه المناطق المفتوحة للتدرب، ويتوجه نحو المناطق الآهلة بالسكان، ويوجه لهم إخطارات لـ24 ساعة و48 ساعة و72 ساعة لإخلاء منازلهم لتدريب قواته”.

أما عن هدف هذه السياسة، فيؤكد بشارات أن الاحتلال يسعى من خلالها لإجبار المواطنين على الرحيل ومن ثم السيطرة على أراضيهم عسكرياً ومن ثم تسليمها للمستوطنين.

فيما يشير المواطن إبراهيم بني فضل في منطقة خربة مكحول في الأغوار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن الاحتلال يتعمد التدريب خلال أهم ثلاث فترات لنا في العام، وهي: أيام حراثة الأرض، وأيام رعي الأغنام، وأيام الحصاد، وذلك لإيقاع أكبر الخسائر المادية في أرزاقنا ومواشينا، كما قال.

مخلفات التدريبلكن الخطر الأكبر من هذه التدريبات هي مخلفات الجيش كما يشير معتز بشارات، ويكشف أنه في عام 2015 ارتقى 3 شهداء من بردلة المالح وطمون، ووقعت 9 إصابات، مشيرا إلى أنه ومع مطلع هذا العام أصيب بمخلفات تدريب جيش الاحتلال الفتى ياسر شرف أسعد (10 أعوام) الذي ما يزال على سرير الشفاء بمستشفى رفيديا بمدينة نابلس.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” التقى الفتى ياسر الذي قال: “كنت ألهو مع شقيقي قرب منزلنا في بلدة تياسير على مشارف الأغوار الشمالية، وكنت أبحث عن ورد، فوجدت قطعة بلاستيكية مستطيلة، وأخذتها إلى البيت، وبدأت بتقشيرها بالسكين بعد أن توجهت بها إلى المبطخ، وكانت والدتي لحظتها تطهو طعام الغداء، فلما اشتمت القطعة البلاستيكية النار انفجرت بين يدي، وملأت المطبخ بالنار فاحترق وجهي ويداي وبطني، وما لبثت النار أن انطفأت.

إهمال رسمي ورغم الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للأغوار الفلسطينية، إلا أن مفاوض منظمة التحرير لم يكترث لها؛ فمن النواحي الإدارية والأمنية نجد أن 91.5% من مساحة الأغوار مصنفة أراضي (ج) بمعنى أنها تخضع إداريا وأمنياً للاحتلال، في حين أن المناطق المصنفة (أ) لا تشكل سوى 8% من مساحة الأغوار، وهي مناطق تخضع إداريا وأمنيا لولاية السلطة الفلسطينية.

وتشكل منطقة الأغوار ربع مساحة الضفة الغربية، وتبلغ المساحة الإجمالية لها 720 ألف دونم، ويعيش فيها 50 ألف مواطن بما يشمل مدينة أريحا، وهو ما نسبته 2% من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.

 ويبلغ عدد المستوطنات في الأغوار 31 مستوطنة معظمها زراعية، فيها 9 آلاف مستوطن، 60% منهم يعملون في الزراعة، وتحتل هذه المستوطنات مساحة 12 ألف دونم، وحوالي 60 ألف دونم ملحق بها لأغراض زراعية.

وبلغ متوسط حصة الفلسطيني القاطن بالأغوار من الأرض الزراعية سبعمائة متر مربع من مجموع خمسين ألف دونم، في المقابل تناهز حصة المستوطن الصهيوني 7 آلاف متر مربع من إجمالي 65 ألف دونم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات