الجمعة 10/مايو/2024

عزيمة الأسير عامر بحر تواجه الأمراض المتلاحقة

عزيمة الأسير عامر بحر تواجه الأمراض المتلاحقة

بدا الأسير عامر محمد بحر (33 عامًا) من بلدة أبو ديس قضاء القدس، وكأنه في صراع متواصل مع الأمراض، منذ دخوله سجون الاحتلال قبل أكثر من 11 عامًا.

من شاهد صوره قبل اعتقاله، وشاهد صوره مؤخرًا وهو داخل السجن، يجد صعوبة في ربط الصورة بالواقع، فالمشهد مغاير تمامًا؛ حيث تظهر صوره أنه لاعب كمال أجسام وملاكمة معروف، إلى جانب تميزه في مركز اللياقة البدنية الذي كانت تملكه العائلة.

كان تاريخ 19 تموز (يوليو) 2004 محطة صارخة في حياته، فقد اعتقل في ذلك اليوم، وصدر بحقه قرار اعتقال لمدة 12 عامًا تبقى منها بضعة أشهر.

تنقل خلالها بحر بين معظم سجون الاحتلال وأبرزها سجون (بئر السبع، النقب، هداريم، ريمون، مجدو، جلبوع، مشفى سجن الرملة).

حكاية وألم

يجلس على سريره في سجن النقب.. يتناول طعامًا خاصًّا، ثم يشرع بتناول 13 حبة دواء حاليًّا باليوم، بعدما كانت 26 حبة قبل سنوات.. يتذكر بحر حكايته التي أخذت في السابق مساحة واسعة في وسائل الإعلام، بعد تدهور حالته الصحية، يقول: “دخلت السجن كامل الجسد، ولم أكن أعاني من أي مرض، بل كنت وقتها صاحب قوام قوي، ولاعبًا في فريق أبو ديس، وأمارس الكاراتيه وكمال الأجسام”. 

ويتابع: “رحلة المرض بدأت بعد خمس سنوات من اعتقالي، عندما كنت بسجن النقب؛ حيث شعرت بالتهابات حادة في القولون، ثم مضاعفات وحكة في الجلد، ومشكلة في التنفس”.

نقل بحر إلى مشفى صهيوني، كما يروي، وأجريت له عملية إزالة الزائدة، في منتصف الليل، وهو مقيد اليدين والرجلين، وبعدها بثلاثة أيام أعيد إلى السجن، علمًا أن عمليات من هذا النوع تحتاج إلى بقاء أسبوع في المستشفى تحت المتابعة، رغم أن الطبيب أوصى بضرورة معالجة الالتهابات التي رافقت إزالة الزائدة، وهي التي أدت لاحقًا إلى تدهور صحته.

توقف بحر عن الكلام قليلا ثم أردف: “تضاعفت الالتهابات، وانخفض وزني  20 كيلو غرام، وتمت المماطلة عامًا كاملاً وزاد الألم، وعند إجراء الفحوصات، تبين أن الالتهابات انتشرت إلى كل أنحاء الأمعاء، بسب عدم معالجتها وقتها”.

تعرض الأسير بحر للتخبط في التعامل مع ملفه الطبي، فقد كان ينقل ببوسطة متعبة إلى مستشفى سجن الرملة مع أسرى آخرين من النقليات العديدة، دون الانتباه لوضعه الصحي، وفي إحدى المرات مكث فترة طويلة في معبر الرملة، بسبب الإضراب عن الطعام الذي خاضه الأسرى، وكان عدد كبير منهم متواجدين في مشفى سجن الرملة.
 
العام 2012 كان مؤلمًا بالنسبة له؛ حيث نقل إلى مشفى صهيوني، وتم زيادة كمية الدواء، ثم نقل إلى مشفى الرملة، وتم تغيير الدواء عدة مرات، وقد حرمته بعض الأدوية من الأكل أسبوعًا كاملاً، ومكث بسجن الرملة 7 شهور، وشاهد أسرى مرضى أنصاف أحياء، وشاهد الأسير أبو حمدية الذي استشهد لاحقًا، بسبب خطأ طبي.

فقدُ الأحبة

ومنذ عامين يقبع بحر بسجن النقب، وينتظر أهله بفارغ الصبر الإفراج عنه، برغم من معاناته الطويلة السابقة، وقد استشهد شقيقه أسامة عام 2002 أثناء تنفيذه عملية فدائية، فيما تم أيضًا هدم منزل العائلة لهذا السبب.

خلال اعتقاله يقول بحر: “توفي جدي وجدتي، وخالي وخالتي والكثير من معارف الأهل لم أتمكن من وداعهم”.

أمام الحالة الصحية التي يعاني منها، لم يقف مستسلمًا، فقد حصل على التوجيهي في السجن، ودبلوم من كلية جامعية، وشهادة التجويد، ويمارس الرياضة، بالإمكانيات المتوفرة بالسجن، لكن ما يعانيه كان مؤلمًا لأقرانه الأسرى الذين واكبوا مسيرته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34943 شهيدًا

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع...