الجمعة 31/مايو/2024

أحمد سنيفة.. حرية مسلوبة بسيف ذمة المحافظ

أحمد سنيفة.. حرية مسلوبة بسيف ذمة المحافظ

لا تستطيع عائلة المعتقل السياسي أحمد محمد زيد سنيفة (30 عاماً) في مدينة قلقيلية، إحصاء عدد المرات التي اعتقل واستدعي فيها نجلها لدى أجهزة السلطة.

لكن كل ما تعرفه العائلة أنها بالكاد تمضي بضعة أشهر قبل أن تداهم الأجهزة محل أحمد أو منزله، أو ترسل له استدعاء للمثول في مقراتها، ليتم في أغلب المرات اعتقاله دون أي مسوغ قانوني.
 
“ذمة المحافظ”

منذ العام 2007، وعقب خروج أحمد من سجون الاحتلال من اعتقال دام 16 شهراً، لا تمر بضعة أشهر إلا ويتم استدعاء أو اعتقال أحمد متنقلاً بين سجون أجهزة الوقائي والمخابرات والاستخبارات.

 وقد جاوز عدد اعتقالاته واستدعاءاته المائة مرة، بمجموع زاد عن العامين، وتراوحت مدة الاعتقالات من ستة أشهر إلى بضعة أيام، تعرض في الكثير منها للتعذيب والنقل الى سجون بيتونيا برام الله، أريحا وجنيد بمدينة نابلس سيئات السمعة، خاصة خلال عام 2009 عندما كانت أجهزة السلطة تبحث عن خلية مجموعة من المطاردين تابعة لكتائب الشهيد عز الدبن القسام بقيادة الشهيد محمد السمان، الذي اغتيل على أيدي السلطة في 29/5/2009.

ولم تجد أجهزة السلطة في كل هذه الاعتقالات تهمة حقيقية توجهها لأحمد، تكون كفيلة بعرضه على المحكمة، فكانت في كل مرة تحوله للاعتقال على “ذمة المحافظ”، لتسقط الحق عنه بتوكيل محام، أو أن تنظر المحكمة في قرار اعتقاله، لتبقى حريته مرتبطة بمزاج المحافظ والأجهزة الأمنية.

سرقة الذهب وحرق السيارة 

يعمل أحمد وأشقاؤه صاغة وتجاراً للذهب، وفي أيار من العام 2013 تعرض للاعتقال خلال وجوده لدى أحد التجار بمدينة نابلس، وكان معه كيلوغرام من الذهب، أحضرها ليبيعها هناك، فتفاجأ باعتقاله من داخل المحل من جهاز المخابرات بمدينة نابلس.

 وبعد اعتقال دام شهراً كاملاً، أفرج عنه، وبقي الذهب مصادراً من الجهاز، وسعى أحمد مراراً لاسترداده وهدد باللجوء للقضاء والإعلام، إلا أن جهاز المخابرات هدده إن  نشر شيئًا على الإعلام.

 إلا أن أحمد لم يعبأ بالتهديد، فقام الجهاز باستدعائه عدة مرات واعتقاله في محاولة لثنيه عن المطالبة بحقه، وفي 9/4/2013 أقدم مجهولون بمدينة قلقيلية على إحراق سيارته، من نوع جولف دون أن يعرف الفاعلون حتى اليوم.

الاعتقال الأخير

في 22/11/2015 تلقى أحمد استدعاءً للحضور لمقر جهاز الوقائي بمدينة قلقيلية، وتوجه إليه في اليوم التالي، ليتم اعتقاله، ليدخل بعدها أحمد جولات طويلة من التحقيق المصاحب لعمليات التعذيب والشبح والضرب على رجليه، للحصول منه على أي اعتراف، إلا أن الأجهزة فشلت في ذلك.

 وقد نقل أحمد خلال التحقيق ثلاث مرات للمستشفى، خاصة وأنه يعاني من ديسك في ظهره جراء الاعتقالات السابقة لدى الأجهزة الأمنية وما صاحبها من تعذيب.

ولم تمض عشرة أيام على الاعتقال حتى داهم ذات الجهاز منزل أحمد ومنزل عائلته، وفتشوهما بدقة كما فتشوا أرضاً في محيطهما ولم يعثروا على شيء، وعادوا في اليوم الحادي عشر للاعتقال وداهموا المنزلين ثانية، وفي اليوم الثالث عشر والرابع عشر داهموا المنزلين مرة ثالثة.

 وخلال الاقتحام الأخير، حدثت مشادة كلامية بين عائلة أحمد وعناصر جهاز الوقائي، اعتقلوا على إثرها أشقاءه: عميد (27 عاما)، وأيمن (24 عاماً)، ويوسف (17 عاماً)، وبعد يومين أفرجوا عنهم.

ولا يزال أحمد معتقلا لدى جهاز الوقائي في مدينة قلقيلية على “ذمة المحافظ”، في جريمة مركبة ضد القانون تقترفها السلطة التنفيذية المتمثلة بجهاز الوقائي، وهي المنوط بها تنفيذ القانون، وسط صمت المؤسسات الحقوقية والإنسانية بشكل مطبق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات