الجمعة 10/مايو/2024

ساري عرابي: تطوير الانتفاضة يصطدم بإرادة السلطة

ساري عرابي: تطوير الانتفاضة يصطدم بإرادة السلطة

قال الكاتب الصحفي ساري عرابي إن انتفاضة القدس المستمرة منذ أكتوبر 2015 تختلف عن الانتفاضة الأولى بوجود سلطة فلسطينية، وعن الثانية بوجود قيادة للسلطة الفلسطينية ولحركة فتح غير معنية بالانخراط في الحالة الكفاحية وتعظيمها ودفعها إلى الأمام.

وأوضح عرابي في تصريحات خاصة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنه نظرا لوجود سلطة فلسطينية تتمتع بأدوات ضبط وسيطرة، وتحتكر مجال تمثيل الفلسطينيين، فإن تطوير الانتفاضة مشروط موضوعيا بموقف واضح للسلطة يفتح الحيز أمام الجماهير لتطوير أدوات الانتفاضة، وتوسيعها من جهةٍ، ومن جهة الجغرافيا، ومن جهة الشرائح المجتمعية كافة، وتتيح للفصائل، ولاسيما فصائل المقاومة، الظروف الكافية لإعادة بناء نفسها، ولجماهير وعناصر الفصائل.

كما أن موقف السلطة ضروري لتوفير مناخات التعبئة الثورية والنضالية التي حرمت منها الضفة الغربية طوال السنوات الماضية، ولتجاوز ظروف إنتاج الفلسطيني الجديد، وهندسة وعي المجتمع الفلسطيني.

ولفت إلى أن المشكلة ليست في توفير الأفكار لتطوير الانتفاضة، فالأفكار كثيرة، ولكن المشكلة في توفير الإرادة لدى كل من حركة فتح والسلطة، لتوفير المناخات والظروف والشروط سابقة الذكر من أجل تطويرها وتعزيز الروح الثورية.

قيادة ميدانية

وحول كيفية تعزيز قيادة ميدانية لإدارة الانتفاضة في ظل عدم انخراط الفصائل بشكل مباشر فيه، قال عرابي: “حين الحديث عن الفصائل ينبغي تحديد الفصائل المقصودة أولا، ثم أخذ ظروف الفصائل بعين الاعتبار، فثمة فصائل لا معنى للسؤال عنها لأنها فاقدة للحجم والأثر والدور، وهي مجرد عناوين تاريخية تفتقر للحضور الواقعي تماما”.

وأضاف “يبقى بعد ذلك الفصائل الكبيرة والمؤثرة، وهي بشكل خاص فتح وحماس، أما فتح فهي غير معنية بالحدث ولم تتخذ القرار التاريخي المطلوب بالانخراط فيه وتوسيعه وتنظيمه، وهي حركة باتت مرتبطة عضويا بالسلطة، وتفتقر إلى الإرادة الحرة لتجاوز هذا الارتباط العضوي، وأما حماس فهي حركة تعاني من استهداف مكثف ومركز أدى إلى تفكيك بناها التنظيمية بالضفة، وحرمانها من القدرة على التنظيم والتأطير والحشد والتعبئة وتجديد العناصر والكوادر على النحو الذي تستوعب به الضربات الاعتقالية”.

وتابع: “لذلك ليس من السهل تعزيز القيادة لحالة كفاحية تكاد تقتصر على العمليات الفردية، بالإضافة لمواجهات شعبية محدودة، فاتساع الانتفاضة، وتعافي الفصائل شروط مهمة لفرز القيادات الميدانية”.
 
وبشأن تطور حالة الانتفاضة من العمل الفردي إلى العمل المنظم خلال الفترة المقبلة؛ أكد عرابي أن كل الاحتمالات مفتوحة، قائلا: “يكفي أن هذه الانتفاضة استمرت خمسة شهور ودخلت الشهر السادس في ظل كل الظروف والعقبات الهائلة، لكن وبالنظر إلى سمات هذه الانتفاضة الخاصة وشروطها الموضوعية، فإن إفراز الانتفاضة لحالة منظمة تقوم بتنظيم الفعاليات وتطويرها ومدها إلى القرى والأرياف، أو تعافي الفصائل، هي الظروف الوحيدة الكفيلة بتطوير الانتفاضة من حالة كفاحية فردية، إلى انتفاضة شعبية منظمة وبأدوات أكثر نجاعة وأكثر قدرة على حشد شرائح الشعب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...