الجمعة 09/مايو/2025

المقاومة.. عقد من الحصار والاحتضان الشعبي

المقاومة.. عقد من الحصار والاحتضان الشعبي

أدى الفوز الساحق الذي حققته حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني/يناير 2006 في الانتخابات التشريعية الفلسطينية إلى تحول موازين القوى الداخلية الذي أصبحت بموجبه حماس صاحبة الأغلبية في النظام السياسي الفلسطيني.

في المقابل عجزت سلطة رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس عن فرض سيادتها على القطاع بالطريقة التي تريدها والتي تتناسب مع المنهجية السياسية والأمنية القائمة على ما تضمنه اتفاق أوسلو، وهو ما أوجد تقاطعًا في الأطروحات السياسية للتعامل مع المقاومة الفلسطينية كانت محصلتها فرض الحصار على القطاع، تشاركت به أطراف عدة في مقدمتها الاحتلال الصهيوني وبدعم دولي وبعض الدول الإقليمية.

ومع مرور عشر سنوات على الحصار المفروض على القطاع أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها الخيار الأوحد في ظل فشل كل محاولات التنسيق الأمني، فقد سعت المقاومة لإنهاء الحصار بكافة أشكاله، ومن ذلك الحصار السياسي مع استمرار تحمل المسئولية الإنسانية والاقتصادية عن الشعب الفلسطيني المُحاصَر، واتساع جبهة المواجهة والقدرة على التحشييد والبناء في ذات الوقت، وفي هذا السياق تبدو المقاومة الورقة الأقوى للتصدي لحصار القطاع من خلال أشكالها وأدواتها المختلفة.

الحاضنة الشعبية:

وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة إلا أنهم أثبتوا للعالم أنهم يتمتعون بجبهة داخلية متينة، والتفاف حول المقاومة وتأييد لإنجازاتها.

ولإيمانها بأهمية التفاف الشعب حولها وعظم دورها في التخفيف من وطأة الحصار على نفوس الغزيين؛ حرصت المقاومة على أن ترسخ فكرة التكامل بينها وبين المواطن الفلسطيني، فكان على اطلاع دائم على كل ما حققته من إنجازات من خلال حملاتها الإعلامية.

وكخطوة لتوطيد العلاقة مع المواطنين الفلسطينيين؛ سعت المقاومة إلى بناء مجتمع المودة والوئام، وقدمت في سبيل ذلك جهدًا كبيرًا أبرزه حملات المودة، وحملة “حج مبرور”، وحملات المصالحة الداخلية، وحملة “كرامة المواطن” وحملة “شركاء في النصر”.

كما سعت إلى بناء مجتمع الأمان؛ حيث واجهت التخابر مع الاحتلال بحملات، وكذلك واجهت المخدرات عبر جهد متواصل.

أبرز الحملات:

• حملة مودة وتواصل: عملت على زيارة نحو 300 ألف منزل في قطاع غزة، خلال 10 أيام، بمشاركة قيادات وعناصر وكوادر حركة حماس؛ لتمتين علاقة الحركة بأبناء شعبنا، وترسيخ معاني المحبة والسلم المجتمعي والتسامح.

• حملة حج مبرور: استهدفت زيارة كافة حجاج بيت الله الحرام على مستوى قطاع غزة.

• حملة كرامة المواطن وهيبة الشرطي: هدفهت لمحو الصورة السوداوية التي انطبعت في ذهن المواطن بأن الشرطة صاحبة سلطة وقسوة على المواطنين، بل جاءت لتعزيز علاقة المواطن بالشرطي، وأن الشرطة يد حانية على المواطنين تحفظ كرامتهم وحقوقهم.

• حملة مكافحة التخابر مع الاحتلال: سعت إلى توصيل رسالة إلى العملاء والمتعاونين مع الاحتلال مفادها الاستجابة لدعوات الحملة بالتوبة إلى الله عز وجل، والعودة إلى حضن الشعب الفلسطيني واستغلال فرصة الهروب من وحل العمالة.

منصة الإعلام الجديد:

ولم تغفل المقاومة الفلسطينية عن مدى شراسة المعركة الإعلامية التي يقودها إعلام العدو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقامت بتسخيرها لتشكل ركيزة أساسية في عملية الحراك الشعبي الثائر في الضفة والقدس، من خلال الحشد والدعم والمناصرة، ونشر الوعي وكشف الحقائق، والسرعة في نقل الحدث.

كما وشكلت عاملاً توعوياً للشباب الفلسطيني لاسيما في “انتفاضة القدس” من خلال إرشادهم على الطرق الصحيحة في الانتفاضة كقضية المستعربين، أو آليات الطعن أو التعامل مع هجمات المستوطنين.

وكانت من أكثر الأساليب دعماً لصمود الشعب الفلسطيني والتي أثارت فيه الحماس العديد من الحملات الإعلامية والأوسمة التي انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كان لها الأثر الأكبر في دفع الشباب الفلسطيني نحو احتضان المقاومة من خلال التعرف على إنجازاتها.

الفن المقاوم:

وفي ظل التطور الإعلامي الكبير في الفترة الأخيرة، أصبحت القيم تكتسب من الأعمال الفنية، كما أن للفن المقاوم دوراً قوياً في رفع الروح المعنوية لدى الشعب من خلال الكلمات الحماسية الهادفة، ففي معركة “العصف المأكول” ظهرت العديد من الأناشيد الجهادية التي تقوّي من عزيمة المقاومة، وتذكر بعض إنجازاتها حتى أضحت كلماتها تتناقل على ألسن الكبار والصغار.

طلائع التحرير:

بعد نجاح المقاومة في معركة العصف المأكول، حرصت على تعزيز موقعها بين الفلسطينيّين، وزرع ثقافة المقاومة بين الشباب وتحفيزهم على دعمها، حيث أعلنت عن مخيمات “طلائع التحرير”.

إن محاولات إعادة رسم وعي الإنسان الفلسطيني خلال عشر سنوات من الحصار والتضييق في جميع سبل العيش لم تفلح في إيجاد حالة رفض أو إنكار للحق في مقاومة الاحتلال القائم على الأرض الفلسطينية، وهو ما شكل حالة من تعزيز مكانة المقاومة التي تستمدّ صمودها من الاحتضان الشعبي والجماهيري.

ورغم حالة الحصار التي فرضت على المقاومة إلا أنها بقيت عنواناً للعديد من الأطراف الدولية والإقليمية سواء أكان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، لإداركهم بأهمية الاستماع لها، والتعرف على رؤيتها التي يمكن أن تبني عليها أي خطوة مستقبلية على صعيد الحراك السياسي بالمنطقة أو أي تحركات تتعلق بالقضية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...