الأحد 12/مايو/2024

ربيع المعلمين بفلسطين.. بحث عن الكرامة

ربيع  المعلمين بفلسطين.. بحث عن الكرامة

يسميه بعض المعلمين “ربيع المعلم”، ويرى آخرون أنها أكثر صرخات المعلمين عنفوانا وأنفة، بعدما شعروا بإهانة كبيرة من قبل حكومة الحمد الله واستخفافا بمطالبهم لسنوات.

ويرى المعلم محمد ياسين، في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أن هذا الإضراب يختلف عن باقي الإضرابات التي خاضها المعلمون، فهو يهدف لتحقيق العيش الكريم للمعلم من جهة، فضلا عن تصحيح مسار الحركة المطلبية التي تمثل المعلمين والتي تهيمن عليها الحكومة ممثلة بقيادة الاتحاد العام للمعلمين الحالية.

وأضاف: “هم دائما ما يبيعون قضايانا للحكومة ويأتمرون بأمرهم، فأحمد سحويل الرئيس الحالي للاتحاد عين من قبل الرئيس عباس ولم يعين من قبل المعلمين في انتخاب حر مباشر، وطريقة انتخاب قيادة الاتحاد لا تتم بالانتخاب الحر المباشر”.

وأردف: “اليوم نقول أحمد سحويل موظف إداري حكومي برتبة مدير عام راتبه “7272 شيقلا” فكيف يكون رئيسا لاتحاد المعلمين الذين لا يبلغ راتب أعلاهم بعد 30 سنة خدمة 4500 شيقل، وكيف سيشعر بشعورهم ويمثل قضاياهم.

هبة رغم الضغوط
وبتتبع مسار الإضراب السابقة لم يرصد المراقبون التزاما، كما هو في هذا الإضراب، حيث تشكلت قيادات ميدانية للإضراب ممثلة في الاتحاد الحر ومنبر المعلمين وغيرها من اللجان التنسيقية التي تجاوزت قيادة الاتحاد العام للمعلمين والتي هي ضد الإضراب.

وشهدت الأيام الماضية ضغوطا كبيرة على قيادة الإضراب، وحاولت قيادة الاتحاد العام الاستقواء بقيادات السلطة وأحيانا بأجهزتها الأمنية، ولكن المعلمين زادوا من وتيرة إضرابهم، ودخلوا في مراحل الإضراب الحر والمفتوح وسط التزام شبه كامل.

ويشير المعلم مجد دراغمة: “بعد سنتين من الوعود زاد راتب المعلم 20 شيقلا، ولم تف الحكومة بتعهداتها وتساوق الاتحاد العام للمعلمين معها، فكان لا بد من صرخة في وجه الطرفين”.

وأردف: “نحن لا نتوسل، هذه حقوق وكرامة المعلم في فلسطين مهانة، فمن يخدم في جهاز أمني لنفس الفترة الزمنية للمعلم يكون راتبه ثلاثة أضعاف راتبه”.

اتهامات تجاوزها الحراك
وسعت قيادات في حركة فتح والسلطة إلى محاولة إرباك الحراك من خلال وسمه بأنه مؤامرة من حركة حماس، وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي مستخفا بحركة مطلبية التزام بها الغالبية الساحقة من المعلمين: “لا يجوز السماح لمن تسول له نفسه لمآرب شخصية أو حزبية أو أهداف تتساوق مع سياسات وأجندات أخرى، أن يحقق هذه المآرب، وقد قامت مجموعة من المعلمين مدفوعة من حركة حماس لمحاولة شق صف الاتحاد بهدف السيطرة عليه ..”

ويستخف المعلمون بمثل هذه الاتهامات، سيما وأن مختلف المشارب ممثلة بالإضراب، فلجان المعلمين التابعة للجبهتين الشعبية والديمقراطية، والمعلم الحر ومنبر المعلمين والذي يضم أيضا بعض أطراف في حركة فتح جزء من الإضراب الحالي.

ويقول النائب عن كتلة التغيير والإصلاح إبراهيم دحبور”لا نشك للحظة أن احتجاجات المعلمين -الذين شعروا بجرح عميق في كرامتهم-هي احتجاجات مطلبية ١٠٠٪، وأن الفعاليات التي ينظمونها هي فعاليات نقابية ١٠٠٪”.

ويؤكد في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أنه من الواضح أن الحراك نجم عن الإهانة التي تعرض لها المعلمون مؤخرا وحقوقهم المطلبية التي طالبوا بها لسنوات، وهذا معروف وليس مرتبطا بأية أجندة سياسية.

وشدد على أن التنافس لخدمة المعلمين وإنصافهم هو تنافس نقابي وخدمي ووطني وأخلاقي فقط، وغير مرتبط بأية محاصصات أو خلافات سياسية، ونصح أصحاب القرار بأن يبحثوا في مشاكل المعلمين ويدعموهم ويحلوها، بدل أن يبحثوا عن اتهامات هنا وهناك.

ويذكر أن المعلمين شعروا بإهانة إضافية، في اعتصامهم الثلاثاء، أمام مقر رئاسة الوزراء، حيث تجاهلهم رامي الحمد الله وخرج من مقر رئاسة الوزراء للمشاركة في معرض صور، وهو ما دعا المعلمين لتصعيد حراكهم المطلبي. 
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات