الثلاثاء 13/مايو/2025

نحالين .. إرادة صمود تتحدى الحصار الصهيوني

نحالين .. إرادة صمود تتحدى الحصار الصهيوني

اضطر علي، طالب التمريض في جامعة القدس، إلى سلوك طريق التفافي وعر ليتمكن من الوصول إلى جامعته في القدس المحتلة، في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على بلدته  نحالين، غرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، لليوم السادس على التوالي.

في الظروف العادية، كان علي (اكتفى بذكر اسمه الأول لأسباب أمنية) يخرج من منزله عند السابعة صباحًا ليصل قرابة الثامنة جامعته في بلدة أبو ديس شرقي القدس، لكن الحصار المستمر لليوم السادس فرض عليه كما يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عبئا كبيرا باضطراره سلوك طريق جبلية بطول 7 كم تستغرق ساعتين مشيا على الأقدام كي يصل إلى موقف المركبات العمومية التي كانت تبعد عن الحاجز 200 متر فقط!

يقول “خرجت صباح السبت، ووصلت الحاجز الذي منعني جنوده ومئات المواطنين من الخروج من البلدة، لأضطر بعد مشادات استمرت حتى التاسعة صباحا بين الجنود والأهالي، أن أسلك طريقا جبلية مشياً على الأقدام لمدة ساعتين وبمسافة زادت عن 7 كم، كي أصل بعدها إلى موقف الحافلات الذي يبعد عن الحاجز مسافة قليلة.

وفرضت قوات الاحتلال حصارًا على بلدة نحالين الثلاثاء (9-2)، وأغلقت جميع مداخلها بحجة البحث عن منفذ عملية طعن استهدفت أحد مستوطني مستوطنة “نفيه دنيال” المقامة على أراضي المواطنين قرب البلدة.

كسر الحصار
ويؤكد رئيس المجلس القروي لـ”نحالين” إبراهيم شكارنة أن 10 آلاف نسمة، يعانون من استمرار الحصار، والحرمان من الدخول والخروج منها، فيما اقتحم جنود الاحتلال ما لا يقل عن 250  منزلا على مدار الأيام الماضية.

ويضيف شكارنة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الأهالي لم يقبلوا بهذا الحصار، فتوجهوا بالمئات إلى الحاجز المقام على المدخل الشمالي، واستطاع عشرات منهم رغم أنف الجنود الذين كانوا بآلية عسكرية واحدة أن يخرجوا منها، إلا أن جيش الاحتلال كثف من أعداد جنوده، وشدد الحصار على القرية.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يداهم البيوت بشكل يومي، ويفتشها ويجري تحقيقاً ميدانيا؛فمنذ 6 أيام حصار، احتجز أكثر من 21 مواطنا، ونقل 4 شبان إلى التحقيق، وأفرج عن الباقي، عدا عن حالات التخريب والتكسير في المنازل التي يقتحمها، والمواجهات التي يشعلها الجنود ليل نهار مع الفتية والشبان، ويطلق قنابل الغاز السام، والرصاص الحي والمطاطي، ما يثير حالة الخوف والهلع الدائم لدى المواطنين.
 
ولفت إلى أنه تم مناشدة الجهات المختصة بالضغط على الاحتلال لفك حصار القرية، وعدم استخدام سياسة العقاب الجماعي.

وقال: “شكلنا لجنة منذ اليوم الأول للتعامل مع الحالات الطارئة، ولغاية اللحظة- الحمد لله- لم تكن هناك حالات مرضية خطرة، ولكن إذا ما حصل أية حالة مرضية صعبة فإن الأمر سيكون صعباً للغاية”.

وأضاف “طالبنا بفتح مركز طبي طارئ، ولكن الاحتلال لا يسمح لنا بإدخال أي شيء، فالقرية محاصرة ونخشى من استمرار انتهاك حقوق المواطنين فيها”.
 
عقاب جماعي
ويؤكد الناشط الشبابي غسان نجاجرة، أحد سكان نحالين، أن جيش الاحتلال يفرض سياسة العقاب الجماعي، على البلدة، لافتا إلى أن الاحتلال أبلغ المجلس القروي أنه لن يفك الحصار إلا إذا سلم منفذ عملية الطعن نفسه أو اعتقله جيش الاحتلال.

وأشار في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن “أكثر من 80% من أهالي البلدة لم يخرجوا منها، منذ 6 أيام، فيما سمح جيش الاحتلال لمن له عمل أو دراسة يوم الخميس الماضي بالخروج، ولكنه منذ يومين يمنع أحدا من الوصول إلى نحالين أو الخروج منها”.

 وأضاف “القرية التي يقطنها 10 آلاف نسمة، محاصرون وممنوعون من التحرك، ويدخلها فقط من كُتب في هويته أنه يسكنها، ويمنعه جيش الاحتلال إذا دخلها من الخروج منها”.

حصار المستوطنات
وتقع قرية نحالين إلى الجنوب الغربي من مدينة بيت لحم على بعد 13 كموتتوسط قرى الريف الغربي لمهد المسيح، وقرى شمال غرب الخليل، فتحدها منالشمال أراضي حوسان وبتير، ومن الشرق الخضر، ومن الجنوب بيت سكاريا وبيت أمر وصوريف ومن الغرب الجبعة ووادي فوكين، وهي محاصرة من مستوطنات الاحتلال التي التهمت مساحات واسعة من أراضيها.

ووفق نجاجرة؛ فالبلدة محاصرة بالمستوطنات، إذ من أصل 26 ألف دونم يملكها المواطنون، تبقى فقط 5 دونمات يسكن عليها أهلي البلدة، والباقي إما مصادرة أو مقام عليها مستوطنة، أو منع البناء والعمل فيها.

وبحسب مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ يمكن الوصول إلى نحالين عبر ثلاثة مداخل: الجنوبي، وهو مدخل وضع جنود الاحتلال بوابة حديدية عليه منذ بداية انتفاضة القدس الحالية ويؤدي إلى قرية الجبعة المجاورة، والشرقي: المغلق منذ عام 2001، وهو الذي نُفذت عليه عملية طعن المستوطن يوم الثلاثاء الماضي، وتمكن منفذها من الانسحاب دون أذى، والذي بسببها فُرض الحصار على البلدة، والشمالي: الذي وضع جيش الاحتلال عليه حاجزا أحكم حصار القرية”.
 
ومن ناحية تضاريسية تقع قرية نحالين على ثلاث هضاب على ارتفاع (450 م – 1020 م) عن سطح البحر تقع بين أودية عميقة ويحيط بها قمم جبال عالية، أما تربتها فهي مزيج من أنواع مختلفة من التربة كالحمراء والسوداء والبيضاء ونسبة قليلة من الصفراء. وتوجد قرية نحالين ضمن إقليم البحر الأبيض المتوسط، ونسبة تساقط الأمطار فيها حوالي 500 ملم سنوياً.
 
وتشتهر القرية بالمجزرة المعروفة بمذبحة نحالين التي نفذها الاحتلال فيها عام 1989، حيث باغت المصلين في صلاة الفجر ليرتقي خمسة شهداء، لتظل نحالين على درب المقاومة والشهداء، حاضرة رغم كل ما تتعرض له من حصار وتنكيل ومضايقات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات