الأربعاء 08/مايو/2024

عملية القدس.. إذ تضرب نموذج جنين الأمني

عملية القدس.. إذ تضرب نموذج جنين الأمني

حتى وقت قريب كان الاحتلال يتباهى بأن منطقة جنين شمال الضفة الغربية لم تنخرط بما فيه الكفاية في المواجهات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.

وأشار مسؤولون صهاينة إلى أن ذلك نتيجة سياسة انتهجها الاحتلال طيلة سنوات ماضية فيما يتعلق بالتعامل مع هذه المنطقة خاصة ما أسماه بالتنمية الاقتصادية، إلا أن “عملية القدس” الأخيرة، والتي نفذها “فدائيّو قباطية”، ضربت تلك الفكرة في الصميم.

وتباهت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في تقرير نشرته بتاريخ (5-12-2015) بأثر “إجراءات التحفيز الاقتصادي” في تحييد جنين عن الانخراط الكامل في انتفاضة القدس.

ورغم أن ما يذكره الاحتلال ليس حقيقيًّا، وأن السبب الحقيقي هو أن محافظة جنين على عكس باقي المحافظات لا يوجد بها معسكرات لجيش الاحتلال ولا مستوطنات سوى مستوطنة دوتان البعيدة؛ حيث انسحبت قوات الاحتلال من معسكراتها ومستوطناتها إبان الانسحاب من قطاع غزة عام 2005، إلا أن المحافظة ردت أيضا بشكل عملي على تلك الأكاذيب بعملية القدس النوعية.

“فدائيو قباطية” أثاروا بعمليتهم غضب الاحتلال وحكومته؛ لأنها ضربت في الصميم ما يسمى “نموذج جنين الأمني”.

تنسيق عالي المستوى

وبحسب مصادر مطلعة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”؛ فإن مستوى التنسيق الأمني في جنين بين السلطة والاحتلال خلال الشهور الماضية هو الأكثر فعالية عنه في باقي المحافظات، وهو ما تعدّه أوساط الاحتلال إنجازًا.

وتشير المصادر إلى أنه وفور حدوث محاولات طعن على معبر الجلمة شمال جنين مع بداية الأحداث الأخيرة – وهو نقطة التماس الوحيدة القريبة من جنين – توصل أمن السلطة والاحتلال لتفاهمات نشر بموجبها أمن السلطة وحدات على بعد 100 متر من المعبر، وأحبطت العديد من محاولات طعن وفق ما صرح به محافظ جنين إبراهيم رمضان لصحف الاحتلال أكثر من مرة مؤخرا.

كذلك زعمت أجهزة السلطة الأمنية في جنين أنها فككت عدة خلايا لحماس والجهاد الإسلامي في المنطقة كانت تنوي تنفيذ هجمات، إضافة إلى إحباط حتى الأنشطة الجماهيرية بقبضة أكبر مما هو في باقي المحافظات، وهذا يأتي استمراراً لما يطلق عليه ” نموذج جنين الأمني”.

النموذج الأمني يتكسّر

ويعود بناء “نموذج جنين الأمني” إلى سبع سنوات سابقة؛ حيث أشرف عليه محافظ جنين الراحل قدورة موسى ورئيس مجلس مستوطنات جلبوع داني عطار بإشراف من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والشرطة الأوروبية ومنسق الرباعية السابق توني بلير .

وتقوم فكرة هذا النموذج الذي دُعم بسخاء على تحويل جنين من أكثر بؤرة توتر ومواجهات خلال انتفاضة الأقصى إلى واحة للسلام الاقتصادي والتعايش مع الصهاينة وفق برنامج تطبيعي متدحرج استلزم قبضة أمنية عالية وتحطيم كل مجموعات المقاومة في المحافظة لكافة التنظيمات بما فيها فتح.

وبحسب المصادر؛ فقد أسهمت القبضة الحديدية لأمن السلطة في توفير القاعدة الأمنية لهذا النموذج مقابل تسهيلات لا تذكر من جانب الاحتلال لا توازي  الجهد التطبيعي والأمني الذي بذل.
 
وتشير المصادر إلى أن عملية القدس الأخيرة التي نفذها فدائيو قباطية، ورغم أنها تمت بشكل مختلف عن باقي العمليات منذ اندلاع المواجهات الأخيرة إلا أنها شكلت تحولا نوعيا على صعيد ضرب هذا النموذج الأمني وإعادة الأوضاع لنصابها الطبيعي، وهو ما يعني تكسر النموذج الأمني أمام وعي الإنسان الفلسطيني الطامح بالحرية من الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات