الجمعة 26/أبريل/2024

غزة وعشر سنوات من الحصار

إبراهيم المدهون

في 2006 فازت حماس. كان عمري 27 سنة وكنت موظف في مركز ابحاث المستقبل وشاركت في لجان الانتخابات كعنصر رقابة، ودمعت عيني في احدى اللجان الانتخابية وانا اراقب فرز الأصوات و الناس تختار القائمة رقم ستة  رمزها الهلال قائمة التغيير والاصلاح بكثافة وحسم، كان الامل كبير والنفوس مشحونة والفرحة عامرة والزلزال يضرب الحياة السياسية الفلسطينية.

ذهبنا في اليوم التالي لبيت رئيس القائمة السيد اسماعيل هنية لتهنئته كان المكان يضج بالشباب والرجال والنساء والاعلام والصحفيين قابلت يومها مراسل القناة الثانية الاسرائيلية على الباب لم يسمحوا له بالدخول ولم يريد احد الحديث معه لكني تجاسرت وتقدمت وقلي ما رايك فيما حدث قلت اليوم تغيرت المعادلة الناس اختارت من يريد قتال الاحتلال وطرده، من يومها ومن لحظة هذه النتيجة وهذا الفرح وهذه النوايا ابتدأ الحصار.

‫‏عشر سنوات حصار وعدوان عسكري وعزلة وخمسة بلدي فقط لأن الناس صوتت واختارت وقالت نعم لحماس والمقاومة والتغيير والإصلاح، ولا للتسوية والفساد والمحسوبية والتبعية وتوهان المشروع الوطني.

عشر سنوات وغزة صابرة ثابتة متحدية جبروت الاحتلال وامريكا والتآمر ومحاولة الانقلاب، وتستعد للمواجهة بإباء متجدد ومتصاعد، متمسكة بخيارها الصعب في كلمة لا للاحتلال والتبعية له والانكسار امامه، فجاعت وتألمت وفقدت البيوت والانفس والثمرات  ومع هذا لم تنحني ولا تخضع او تتنازل.

عشر سنوات من الضنك بسبب النظام المصري القاسي والذي نتوقع منه الصداقة فلولها ولولا دوره لفشل الحصار ولهزمت إسرائيل شر هزيمة، ولاستطاعت المقاومة في غزة دفن اسرائيل وحطمت حلم بناء الهيكل، فغزة رغم الحصار أبية ثابتة صابرة فكيف لو فتحت لها الدنيا ومدت بالأموال والسلاح والشرعية السياسية؟

ولهذا بعد عشر سنوات لا أمل في تركيع غزة او هزيمتها، فمن تحدى وصبر امام العالم كله عشر سنوات لقادر ان ينتصر ويثبت ويستحيل هزيمته، وعلى العالم العربي الضغط على السلطات المصرية لفتح معبر رفح ورفع الحصار وانقاذ شعبنا ومقاومته ودعمه ضد الاحتلال.

بعد السنوات العشر العجاف ما زالت مقاومة غزة تقرع أبواب التحرير وتبني انفاقها الهجومية والدفاعية وتعيد تهيئة الانسان للانتصار، فرغم الحصار والتضييق وتنصل القريب والبعيد ما زالت غزة هي المكان الوحيد الذي يضرب تل ابيب بالصواريخ، ويأسر جنود إسرائيليين، ووهي البقعة الوحيدة التي يهابها  الاحتلال ويخشى قتالها ويترقب تصريحات قادتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات