عاجل

السبت 27/يوليو/2024

عام 2016: توقعات لمشاريع تهويدية عملاقة حول الأقصى

عام 2016: توقعات لمشاريع تهويدية عملاقة حول الأقصى

توقع مركز إعلامي مقدسي أن يكون العام 2016 حافلاً باستهداف المسجد الأقصى على ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها تكثيف تنفيذ وتخطيط المشاريع التهويدية العملاقة حول المسجد الأقصى المبارك، أما المحور الثاني فيتمثل في تعميق الحفريات أسفله وزيادة الكنس والمتاحف، في حين يبيّن المحور الثالث سعي الاحتلال لتكريس الاقتحامات الدينية اليهودية للمسجد الأقصى.

وقال المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى “كيوبرس”، في خلاصة دراسة أجراها لمجريات وتطور الأحداث في المسجد الأقصى خلال العام 2015 مقارنة بالسنوات الست السابقة التي تقلد فيها “بنيامين نتنياهو” رئاسة الحكومة الصهيونية، إن المحاور الثلاثة إن تحققت فإنها ستفاجئ الجميع بتعميق وتوسع انتفاضة القدس.

تهويد محيط الأقصى

في المحور الأول وهو تكثيف المشاريع التهويدية العملاقة حول المسجد الأقصى المبارك، ظهر جلياً أن الحكومات الصهيونية، وخاصة تلك التي ترأسها “نتنياهو”، قد ركّزت مشاريعها التهويدية حول المسجد الأقصى ومنطقة البراق وسلوان.

فقد شهد عام 2015 إنجازاً احتلالياً كبيرا في بناء المشروع التهويدي “بيت شطراوس”، في كتف جسر أم البنات، الملاصق لساحة البراق.
وبحسب معطيات ومخططات تهويدية بهذا الخصوص، اطلع عليها مركز “كيوبرس”، تبيّن أن الاحتلال سيواصل أعماله لإتمام “بيت شطراوس” ليكون أحد المعالم الحديثة التي تهوّد محيط الأقصى.  
 
وفي السياق عينه، صودق نهاية العام 2015 على مخطط “بيت الجوهرة التهويدي”، بعد نقاش طويل استمر لنحو ثمان سنوات، وهو عبارة عن ثلاث طبقات قبالة المسجد الأقصى في أقصى ساحة البراق الغربية، ، ومن المرجح أن يسارع الاحتلال في نشر عطاءات تنفيذية، قريبا، للبدء في هذا المشروع المدعوم على كافة الأصعدة الصهيونية.
 
 وتوضح خطوات الاحتلال التهويدية في عام 2015 وبدايات العام الحالي، اهتمام أذرع الاحتلال بإقامة المشروع التهويدي العملاق في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى في مدخل حي وادي حلوة بسلوان، وهو ما عرف بمشروع “الهيكل التوراتي”، بارتفاع سبع طبقات، وهناك ضغط حكومي مباشر ومتكرر للمصادقة عليها بصورته المكبّرة، ومن المتوقع أن يتم ذلك في الأشهر القريبة من هذا العام.
 
يُضاف إلى ذلك ملف نقل الصلاحيات التشغيلية الإدارية لمنطقة القصور الأموية جنوب الأقصى، إلى جمعية “إلعاد” الاستيطانية، ما يعطي المزيد من إمكانية تنفيذ وتخطيط مشاريع تهويدية عملاقة مثل مشروع “ديفيدسون – الحديقة الأثرية”.
 
وإذا ربطنا كل ما ذُكر أعلاه، فما تم الإعلان والاتفاق عليه خلال الجلسة الأولى لحكومة نتنياهو الأخيرة وسط عام 2015، وإقرار مبدئي لميزانيات ضخمة لمشاريع تهويدية لمنطقة البراق، والتبني المبدئي لخطة رئيس بلدية الاحتلال في القدس بخصوص المدينة، يؤكد أن تنفيذ وتخطيط مشاريع تهويدية عملاقة حول المسجد الأقصى سيكون محل عناية ومتابعة من قبل الاحتلال عام 2016، خاصة وأنه يستعد لاحتفال اليوبيل لاحتلال شرق القدس والمسجد الأقصى في العام 2017.  
 
توسيع وتعميق الحفريات 

من الواضح أن الاحتلال قد ركّز على مناطق محددة للحفريات في السنوات الأخيرة، والعام الماضي على وجه التحديد.

 وتمثل ذلك في توسيع وتعميق الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى في الزاوية الجنوبية الغربية للحائط الجنوبي للأقصى، وكذلك في حفريات وادي حلوة بسلوان المتجهة والمتصلة بالحفريات أسفل المسجد الأقصى من الناحية الغربية.
 
العام 2016 سيشهد مزيداً من التركيز عل توسيع وتعميق مواقع هذه الحفريات وتكثيف استعمالاتها ككنس ومزارات ومتاحف يهودية في باطن الأرض تصب في حيّز تمرير الرواية التلمودية.  

اقتحامات الأقصى

يتضح من دراسات إحصائية نشرت حول أعداد المقتحمين وتدنيسهم المسجد الأقصى، بالإضافة إلى إجراء مقارنات ومقاربات للعديد من هذه الإحصائيات، أن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى في عهد حكومات “نتنياهو” من العام 2009-2015 قد تضاعف بشكل كبير جدا.

 وبحسب مصادر صهيونية فقد تضاعف العدد بأكثر من 200% في الفترة المذكورة، وبنسبة أكبر وفق مصادر إعلامية تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية.
 
في حين تؤكد إحصائيات ميدانية أجرتها عدة جهات بحثية، ومؤسسات سابقة كانت تعنى بشؤون المسجد الأقصى كـ “مؤسسة الأقصى” و”مؤسسة عمارة الأقصى”، أن النسبة تضاعفت بنحو 300%، وهنا الفارق في الإحصائية عددياً وليس مبدئياً، بحيث لم يتم احتساب سوى عدد المستوطنين المقتحمين، واستُثنيت الاقتحامات الصهيونية بلباس مدني لا ديني، أو اقتحامات جنود الاحتلال بلباس عسكري أو المخابرات.
 
على كل حال، فبحسب مصادر صهيونية فإن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ في عام 2009 نحو 5658 مقتحماً، ووصل في عام 2015 إلى 10766 مقتحما.

 أما إحصاء دائرة الأوقاف فيبيّن أن عدد المقتحمين عام 2009 بلغ 5931 مقتحما، ووصل في العام 2015 إلى نحو 11489 مقتحما.

 في حين تشير إحصائية “كيوبرس” إلى أن عدد المقتحمين في عام 2009 بلغ نحو 5500 مقتحما، لكنه وصل عام 2015 إلى نحو 14074 مقتحما (كل الإحصائيات تشير إلى أن العام 2014 كان الأعلى في الاقتحامات بفارق مئات عن العام 2015).
 
وفي توضيح لهذه الفوارق في أعداد المقتحمين، فإن الإحصائيات الصهيونية تفيد بأن عدد المقتحمين الصهاينة للمسجد الأقصى بين الأعوام 2009 و2015 وصل إلى 57621 مقتحما (الاقتحامات بالسنين على التوالي: 5658، 5792، 8247، 7724، 8528، 10906، 10766).
 
بينما تظهر إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية، أن عدد المقتحمين في الفترة ذاتها قد وصل إلى 54247 مقتحما على النحو التالي: (5931، 5950، 3694، 6230، 9075، 11878،11489).
 
في حين تبيّن إحصائيات “كيوبرس” أن عدد المقتحمين في الفترة المذكورة (2009 – 2015) قد وصل إلى 69996 على النحو التالي: (5931، 5950، 5000، 10831، 13268، 14952، 14064).

وترجح قراءة “كيوبرس” لمعطيات الاقتحامات وتطور أشكالها ومضامينها، بأن الاحتلال حاول أن يصل إلى سقف عددي سنوي للمسجد الأقصى، من خلال قفزات بخمسة آلاف، ثم عشرة آلاف وبعدها 15 ألف، كما أنه سيحاول الحفاظ عليها عدديا.

 لكنه من المرجح بأن يبدأ العمل على تسويق الاقتحامات وكأنها ليست مجرد زيارات عددية، بل هي زيارات تحتوي على مضامين تعبدية بغلاف حقوق الإنسان في حرية العبادة، وسيحاول الاحتلال استغلال واستثمار تفاهمات “كيري” الأخيرة حول الأقصى لتمرير مثل هذه الاقتحامات الدينية اليهودية. 
 
الاعتداءات توسّع الانتفاضة

 في المجمل، فإن هذه الملفات الثلاثة؛ الاقتحامات – الحفريات – التهويد، تشير إلى إصرار الاحتلال الصهيوني على السعي قدماً في تعميق استهداف المسجد الأقصى، وتشكل في مجموعها خطراً داهماً عليه.

وفي المقابل، سيرشّح ذلك استمرار انتفاضة القدس واتساع رقعتها، وذلك يعود إلى أن أهم العوامل التي دفعت للانتفاضة وفاجأت الجميع، وهي الاعتداءات غير المسبوقة في حدتها على المسجد الأقصى، وإصرار الاحتلال على مواصلة إيقاع الأذى والاعتداء على القدس والمسجد الأقصى.

 لذلك، فمن المرجح أن نفاجأ في قادم الأيام، بانتفاضة أوسع وأشد ضراوة، انتصارا للقدس والمسجد الأقصى والمقدسات والحرمات. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات